لقد أصبح شائعا اليوم ومعلوما أن هناك فيروسا ومرضا معديا أصاب البشرية منذ ديسمبر 2019 وفتك بالكثير من الأرواح، وتوصل الباحثون في الوقاية منه والعلاج إلى ضرورة الوقاية عن طريق ارتداء أقنعة واقية مع التباعد بين الأشخاص، وأغلقت في سبيل ذلك المدارس والجامعات وحتى الكثير من المحلات، حتى كان الكثير يتمنى أن تمر سنة 2020 على خير، واليوم يقول المختصون بأن الفيروس بتحوراته المختلفة لا زال قائما وخطيرا، ومع ذلك نرى الكثير من الناس قد تركوا الوقاية جملة وتفصيلا لا قناع ولا تباعد ولا غسل يدين ولا تعقيمهما. فما الذي حدث؟ هل توصل هؤلاء إلى أن الترويج للفيروس مجرد أكذوبة من أجل منع الناس من التراص في المساجد، وإغلاق الموائض، وعدم التسوق، وعدم التحصيل في المدارس والجامعات، ورأيت أحدهم كتب الحمد لله أننا صلينا اليوم بصفوف كاملة؟. وكثير من أمثالي الذين يسألون ويسألون عن الحقيقة من معارفهم الطبية اقتنعوا بوجود الفيروس، وسلكوا جميع طرق الوقاية التي يوصي بها الأطباء، لكن ما حجة هؤلاء المشككين وعلى ماذا اعتمدوا في هذا التسيب، وأحدثوا مشاكل حتى في المساجد، مع أن أكثر علماء الأمة وكافة الدول الإسلامية طبقت فيها الإجراءات الوقائية بدل إغلاق المساجد، هل يريد هؤلاء إعادة إغلاق المساجد والمؤسسات بعد إعادة فتحها؟ هل يريد هؤلاء نقل العدوى وتوزيع الفيروس على نطاق واسع؟هل يعتقد هؤلاء أنهم متوكلون على الله، مع أن التوكل هو الأخذ بجميع الأسباب مع الاعتقاد أنها لا تنفع إلا بإذن الله، ومن لم يأخذ بالأسباب فهو بريء من التوكل(أعقلها وتوكل على الله). ولقد صادفني دليلان تمسك بهما هؤلاء، فأما الدليل الأول فهو نزع علامات التباعد في مكة والمدينة والسعودية بصفة عامة، وهؤلاء لا يعرفون خلفيات ذلك النزع، فلعل الدخول هناك لا يتم إلا بعد الفحص، ويمكن أن يكون التلقيح عندهم وصل إلى مناعة القطيع، وقد أعيد التباعد للحرمين الشريفين بعد انتشار الفيروس مجددا. وأما الدليل الثاني الذي رأيته منهم وسمعته كما سمعت أحدهم يقول لمن منعه أن يلتصق به في الصلاة: (أنتم هالكينها في كل شيء ثم تطالبون بالتباعد)، وشن البعض حملات على القائمين على المساجد وهم يقولون انظروا إلى الملاعب، انظروا إلى الأسواق، هل يسكن الفيروس في المساجد فقط؟ وهي كما ترون أدلة شعبوية. ونخشى أن يطالبوا يوما بالاختلاط في المساجد مادامت الأسواق قدوة لهم. إن النبي -صلى الله عليه وسلم -نهى من أكل ثوما أو بصلا أن يصلي في المسجد لئلا يؤذي الناس برائحتهما فكيف بمن يهدد حياتهم، صحيح أن الصلاة جماعة في المسجد فرض كفاية، وأن رص الصفوف من شروط تمام الصلاة، ولكن ليس من شروط صحتها، ولا شك أن صلاة صحيحة غير تامة خير من إغلاق المساجد، وقد أجاز الكثير من العلماء قديما وحديثا هذا التباعد بل أجاز البعض أن يكون بين الرجلين ما يكفي لثلاثة آخرين، فتكون بذلك من الرخص للضرورة والله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه كما ورد في الحديث. أيها المستهترون دفنتم إخوانكم ولم تعتبروا بهم. فتاوى حكم إخراج زكاة الزيتون؟ أوجب الزكاة في الزيتون كل من الحنفية والمالكية، وهو قول الزهري والأوزاعي ومالك والليث والثوري، وهو قول الشافعي في القديم، ورواية عن أحمد، وهو مروي عن ابن عباس، لقوله تعالى: "وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَاده". ولأنه يمكن ادخار غلته فأشبه التمر والزبيب. وقال المالكية إن ما تجب فيه الزكاة من الزروع والثمار ينحصر في عشرين صنفا هي التمر والزبيب، وثمانية عشر صنفا من الحب بيَّنها الدردير في شرح قول خليل: من حب فقال رحمه الله: ودخل فيه ثمانية عشر صنفا القطاني السبعة والقمح والسلت والشعير والذرة والدخن والأرز والعلس وذوات الزيوت الأربع الزيتون والسمسم والقرطم وحب الفجل. مقدار الزكاة؟ ينظر في سقي أشجار الزيتون إن كانت تسقى بماء المطر ففيها العشر، وإن كانت تسقى جملة وتفصيلا بآلات السقي ووسائله المعاصرة ففيها نصف العشر، وإن كان تسقى بالوسيلتين ينظر إلى الوسيلة الغالبة، فإن كان الغالب سقايتها بماء المطر ففيها العشر، وإن كان الغالب سقايتها بوسائل الري المعاصرة المكلفة ففيها نصف العشر، وأما إذا تساوت الجهتان فالورع يقتضي تغليب مصلحة العامة ويجب إخراجها وكأنها سقيت بماء المطر؛ فلو تحصل فلاح على 800كلغ وعند عصرها تحصل على 80 لترا من الزيت فيجب العشر أي 8 لتر. من واحات ورقلة أتساءل عن جمال خلق الله وأنا أطوف متأملة في واحات ورقلة أجدني أتساءل لفرط إبهارها؛ هل هذه مجرد كثبان رملية أم هي متاحف طبيعية ولوحات ربانية فنية ؟ ! يضع الله بصمات جماله وبديع صنعه أينما يشاء، ولا يعنيه إن أدرك الإنسان رؤية هذا الجمال أم لا؟ ! فكم مضى على البشرية ومن القرون ولما تفتح كل خزائن الجمال والبديع القابع في جوف البحر، أو في أعالي الجبال والصخور، أو في فضاءات السماء السحيقة، أو في داخل حجارة صماء قبيحة المظهر!! ولا تزال مكنونات الله البديعة الرائعة الجمال في كونه الشاسع كثيرة مخفيَّة إلى الوقت الذي يأذن فيه بكشفها على الناس! وهو ما يدلل على أن الجمال الحقيقي هو جمال النفس، والقلب، والجوهر، كل جوهر.، فالجمال مبثوث في كل شيء من حولنا. وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-: «إن الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم». والمعنى: أن المعيار عند الله - تبارك وتعالى- والقبول، وما يكون به الزلفى إليه ليس بالصور والأشكال والجمال والكمالات الجسمانية، وإنما يكون ذلك بما يقر في القلوب من الإيمان والتقوى والأعمال الصالحة التي تصدر عن هذا الإيمان، وتكون ظاهرة على الجوارح، وأقوال اللسان. وعنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((رُبَّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبرَّه))؛ رواه مسلم. وشعره أشعث؛ يعني: ليس له ما يدهن به الشعر، ولا ما يُرجله، وليس يهتم بمظهره، وأغبر؛ يعني: أغبر اللون، أغبر الثياب، وذلك لشدة فقره. ومدفوع بالأبواب؛ يعني: ليس له جاه، إذا جاء إلى الناس يَستأذن، لا يأذنون له، بل يدفعونه بالباب؛ لأنه ليس له قيمة عند الناس، لكن له قيمة عند رب العالمين؛ لو أقسم على الله لأبرَّه، لو قال: والله لا يكون كذا، لم يكن، والله ليكونن كذا، لكان، لو أقسم على الله لأبرَّه؛ لكرمه عند الله - عز وجل – ومنزلته. عودة التباعد في الحرمين الشريفين بعد عودة تدريجية للصلاة بالصفوف المتلاصقة منذ أيام؛ عادت مجددا إجراءات الصلاة بالتباعد في الصفوف بالحرمين الشريفين جراء ارتفاع نسب الإصابات مجددا، وهذا بالنسبة للمصلين والمعتمرين والطائفين؛ واستنادا لوسائط إعلامية فإنه وفي ظل إجراءات مشددة في تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية، أدت جموع المصلين في المسجد الحرام والمسجد النبوي صلاة الجمعة الماضية، وطبّقت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين، إجراءات احترازية مشددة بين المصلين في المسجد النبوي، وكذلك بين المصلين والمعتمرين الذين أقبلوا على أداء صلاة الجمعة في المسجد الحرام للوقاية من عدوى فيروس كورونا، وعادت صفوف المصلين متباعدة في أرجاء الحرمين الشريفين. وأوضح المتحدث الرسمي للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن الرئاسة استكملت إجراءات تطبيق التباعد الجسدي بين المصلين والمعتمرين في كامل المسجد الحرام وساحاته الخارجية. وبيّن أن الرئاسة أعادت ملصقات التباعد الجسدي بين صفوف المصلين ومسارات المعتمرين، حيث شمل الإجراء صحن المطاف والمصليات داخل الحرم المكي وساحاته؛ حفاظًا على سلامة المعتمرين والمصلين والوقاية من جائحة كورونا. بما يمكّن المعتمرين من أداء مناسكهم بيسر وسهولة مع تحقيق الإجراءات الاحترازية. وفاة العلامة رمضان فحلة فقدت الساحة العلمية والدعوية في الجزائر الإثنين الماضي أستاذا وداعية متميزا قضى حياته المديدة (82 سنة) في تدريس العلوم الشرعية والنشاط الحثيث في الدعوة الإسلامية وتأليف الكتب العلمية والتربوية والدعوية، إنه الأستاذ الدكتور الشيخ حسن رمضان فحلة، السوري مولدا ومنشأ وتكوينا، الجزائري تعليما وإقامة وجنسية ووفاة. ولد الفقيد في حلب السورية وتلقى فيها تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي، تم تعيينه معلما في مدارس كثيرة، وبالتوازي مع ذلك انتسب إلى كلية الحقوق بجامعة دمشق لكنه حوَّل منها بعد ذلك إلى كلية الشريعة؛ حيث تخرج بشهادة الليسانس في نهاية السنة الجامعية (1965-1966)، وكان من أساتذته العلماء: مصطفى السباعي، مصطفى الزرقا، فتحي الدريني، صبحي الصالح، محمد أديب صالح، وهبة الزحيلي، وغيرهم من العلماء الذين تأثر بهم واستفاد ونهج نهجهم. بعد تخرجه التحق بكلية التربية في نفس الجامعة حيث حصل على دبلوم في علم النفس التربوي، كما حصل من نفس الكلية في السنة الموالية (1967-1968) على دبلوم في الإدارة والتفتيش. في بداية العام الدراسي (1974-1975) أتيحت له فرصة السفر إلى الجزائر والعمل فيها. وعند وصوله إلى الجزائر عين أستاذا في ثانوية فاطمة الزهراء للتعليم الأصلي للبنات بمدينة قسنطينة، التي درس فيها مدة أربع سنوات دراسية كاملة، وقد عاد مجددا إلى الجزائر ليدرس في المعهد الإسلامي لتكوين الإطارات الدينية بمدينة سيدي عقبة، وقد ذهبت زوجة الأستاذ وأولاده الأربعة الذين بقوا معها، وكذلك أخوه وأولاده السبعة، وأيضا أخته وزوجها وأولادهما وحفيدهما، ولم ينج من أسرته سوى ولديه أمجد وأنس اللذين كانا معه في الجزائر،حين وقعت الأحداث المأساوية التي شهدتها مدينة حماه في فبراير سنة 1982، وقد كانت محنة كبيرة ومصيبة فادحة، لكن ما وجده من دعم ومساندة ومواساة من الشيخ عمر دردور مدير معهد سيدي عقبة وأهل سيدي عقبة وكل من عرف بمأساته من الجزائريين قد خفف عنه الكثير من الألم الذي أصابه؛ حيث تزوج من جديد وعاد إلى نشاطه الدؤوب ومشاركاته في الدعوة والنشاط الثقافي الإسلامي، بالمحاضرات والدروس والخطب المسجدية، وفي تلك المرحلة بدأ نشر أوائل مؤلفاته الدعوية لدى دار البعث بقسنطينة، وفي بداية العام الدراسي (1985-1986) انتقل الأستاذ حسن إلى مدينة قسنطينة أين شرع في العمل في المدرسة العليا للفنون الجميلة بها والتي ظل يعمل بها حتى نهاية سنة 1992-1993، وقد حصل في سنة 1990 على الجنسية الجزائرية هو وزوجته وأولاده. وفي سنة 1994 حصل بمعهد العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر على الماجستير في أصول الدين؛ ثم عُين أستاذا مساعدا بمعهد العلوم الإسلامية في جامعة باتنة سنة 1994، وفي سنة 2000 حصل على شهادة الدكتوراه بعد مناقشته لرسالة بعنوان "مرونة الشريعة الإسلامية ومشكلات الأسرة الجزائرية المعاصرة: مشكلة انتشار الطلاق – دراسة ميدانية" وفي 2006 رقي إلى رتبة أستاذ التعليم العالي، وبعد ستة وعشرين عاما من التدريس الجامعي أحيل على التقاعد بناء على طلبه وذلك بداية من 1 مارس 2020. تفرغ الأستاذ بعد ذلك للدعوة والتدريس في مساجد قسنطينة.