دعت مديرية المصالح الفلاحية بقسنطينة، الفلاحين الناشطين بشعبة الحبوب الشتوية إلى الاستعداد للشروع في عملية السقي التكميلي، في حال استمر الجفاف خلال الشهرين المقبلين، فيما يؤكد اتحاد الفلاحين أن الجفاف يهدد الموسم لكن وجب انتظار التساقط خلال مارس وأفريل المقبلين. وطالبت مديرية المصالح الفلاحية، المزارعين الناشطين في إنتاج الحبوب الشتوية بضرورة الاستعداد للشروع في الري التكميلي إن استلزم الأمر خلال شهري مارس وأفريل المقبلين، إذ أكدت على ضرورة التأكد من جاهزية وصلاحية المضخات وكذلك الأنابيب والمورد المائي، من أجل استغلالها في ري أكبر قدر ممكن من المساحات المزروعة. ودعت المديرية، الفلاحين الراغبين في حفر الآبار أو الاستفادة من الدعم الذي يخص الري الفلاحي، إلى التقرب من أقرب قسم فرعي للفلاحة أو الغرفة الفلاحية، فضلا عن المصالح المعنية بالمديرية. وذكر الأمين الولائي لاتحاد الفلاحين، سليمان عوان، أن الحديث عن الخسائر المادية بسبب الجفاف الذي يضرب الولاية ومختلف مناطق الوطن منذ قرابة الشهرين، سابق لأوانه رغم الوضعية الصعبة التي يمر بها النشاط الفلاحي ككل، حيث أن المهنيين ينتظرون بفارغ الصبر تساقط الأمطار في شهري مارس وأفريل إذ عادة ما تنقذ هذه الفترة الموسم الفلاحي، مثلما حدث في العام الماضي. ولا تتعدى المساحات المسقية بالولاية ألفي هكتار من مجمل أزيد من 120 ألف هكتار صالحة للزراعة، وهو رقم وصفه فلاحون بالضئيل جدا مقارنة بالموقع الجغرافي للولاية المحاذي لأكبر سد في الجزائر، حيث ما يزال يطالب فلاحو الجهة الشمالية لقسنطينة على غرار بني حميدان و زيغود يوسف ومسعود بوجريو حامة بوزيان، بضرورة تغيير الإستراتجية المنتهجة والتوجه نحو توسيع الأراضي المسقية، لاسيما بعد قرابة 5 سنوات من الجفاف. وتشير إحصائيات رسمية، إلى أن المساحة المسقية بالولاية لا تتعدى 2 بالمئة من المساحة الإجمالية، حيث أن نصف المسقية تعتمد على وسائل تقليدية وما تبقى من الفلاحين يعتمدون على الرش المحوري ونظام التقطير، كما تتوفر الولاية على 20 حاجزا مائيا تسيّر من طرف تعاونية فلاحية . وسجلت مديرية الموارد المائية مشروعا لإنجاز سد ببلدية بني حميدان بموقع قريب من سد بني هارون، حيث أن الهدف منه هو الاستفادة منه في الشرب و سقي الأراضي الفلاحية، غير أن المشروع جمد قبل أن يتم الإفراج عن حصة الدراسة فقط. وتعتمد شعبة الحبوب الشتوية بقسنطينة، التي تعد النشاط الفلاحي الأساسي بالولاية، على التساقطات المطرية بنسبة 99 بالمئة، حيث أن الأراضي المسقية على قلتها هي الأخرى تعتمد على ما تجود به السماء. وذكر لنا فلاحون بمنطقة مسعود بوجريو أن الموسم الفلاحي مهدد، كما أكدوا أن مستوى المياه الجوفية والآبار في نضوب و تناقص مستمر، إذ أن سقوط الأمطار في الشتاء يعد العامل الرئيسي في ملء الخزانات الجوفية، أما ما يتساقط في بقية الفصول فيتبخر غالبه ويضيع بسبب ارتفاع درجة الحرارة. وتتوقع مصالح الأرصاد الجوية، استمرار الأجواء الدافئة على مختلف مناطق الوطن إلى غاية منتصف الشهر على الأقل، كما تحدثت عن تسجيل حرارة غير فصلية في الأيام المقبلة قد تصل إلى 24 درجة مئوية في النهار، فضلا عن أجواء دافئة ليلا بسبب الحرارة. وتجدر الإشارة، إلى أن قسنطينة قد سجلت في الموسم الماضي تضرر 3 بلديات بالجفاف ويتعلق الأمر بالخروب وعين سمارة وأولاد رحمون، كما تراجع مستوى محصول الحبوب العام الماضي بنسبة 10 بالمئة.