دعوة إلى تسجيل المتنوع اللساني الأمازيغي في البرنامج الوطني للبحث * مشروع لإنجاز أول قاموس لمفردات لهجة "تشلحيت" لمنطقة الساورة دعا المشاركون في الاحتفالات المزدوجة باليوم الدولي للغة الأم، وأسبوع اللغات الإفريقية ببلدية إقلي في ولاية بني عباس، أول أمس إلى التعميم التدريجي لتعليم اللغة الأمازيغية عبر المؤسسات التربوية، بكل بلديات هذه الولاية، مقترحين وضع مخطط سنوي لذلك، بإشراف مديرية التربية للولاية، لا سيما على مستوى مؤسسات التعليم الابتدائي. بني عباس: عبد الحكيم أسابع و جاء في التوصيات التي توجت أشغال البرنامج الرسمي لهذه التظاهرة ، التي نظمتها المحافظة السامية للأمازيغية بمساهمة ودعم ولاية بني عباس، في الفترة الممتدة من 21 إلى 24 من فيفري الجاري، الدعوة إلى إعطاء الأولوية للمتنوع اللساني المحلي، « تبلديت» أو «تشلحيت»، السائد في بلديتين من هذه المنطقة، في البرنامج الوطني للبحث. من أجل تجسيد هذا المسعى، فإن المحافظة السامية للأمازيغية، مدعوة ، كما أكد المشاركون من أكاديميين و باحثين وأساتذة اللغة الأمازيغية، إلى توفير الشروط الموضوعية لإصدار أول قاموس أو معجم، يتم تخصيصه لهذا المتنوع اللساني المحلي، فيما تمت الدعوة في ذات السياق، أيضا إلى إدراج «تشلحيت»، التي تتميز بها منطقة الساورة، في البرامج الإذاعية والتلفزيونية، من خلال تكريس حجم ساعي لحصص إذاعية، تبثها إذاعة « الساورة» بهذا المتغير الأمازيغي، وأيضا بث أخبار بذات المتغير عبر أمواج القناة الرابعة للتلفزيون الوطني. من جهة أخرى دعت التوصيات الختامية للاحتفالات المزدوجة، إلى '' ضرورة تجديد مثل هذه الفعاليات على المستوى المحلي كتظاهرة سنوية وتعميمها على الولايات العشر الجنوبية المستحدثة، بعد التقسيم الإداري الجديد، و تشجيع و تأطير المواهب المحلية في مختلف مجالات الإبداع بصيغة التدوين وحماية الملكية الفكرية وإعطاء فرص المشاركة خارج الولاية''. وبعد التأكيد أن هذا التوجه سيشكل مرحلة في مسار مشروع استحداث محطة إذاعية عمومية ومحلية بولاية بني عباس، حث المشاركون في هذه الفعاليات الثقافية من باحثين وجامعيين ومؤرخين، على تشجيع و تأطير ومرافقة الجمعيات الثقافية والفنية في مجال حماية التراث المادي واللامادي والمشاركة في مختلف التظاهرات الوطنية مع تشجيع التوأمة مع ولايات أخرى''. * سي الهاشمي عصاد في ندوة صحفية تنظيم الفعاليات في بلدية إيقلي كان اختيارا صائبا وفي كلمته الختامية لأشغال التظاهرة، أكد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، أن «التوصيات تشكل وثيقة عمل للمحافظة التي لن تدخر أي جهد للمساهمة في تجسيدها، بهدف ترقية اللغة الأمازيغية والمحافظة على التراث الثقافي للوطن». كما أكد، عصاد في ندوة صحفية تقييمية، نشطها على هامش زيارة تم تنظيمها لفائدة الوفد المشارك في الفعاليات، إلى العديد من المواقع التاريخية عشية حفل الاختتام، أن تنظيم هذه التظاهرة في بلدية إيقلي '' كان تحديا، باعتبارها لا تتوفر على المرافق الموجهة لتنظيم تظاهرات بهذا الحجم، لكنه كان اختيارا صائبا في نهاية المطاف، نظرا لتجنيد المسؤولين المحليين لكل الإمكانات المتوفرة، ما مكن من تحقيق الهدف الذي كانت تصبو إليه المحافظة السامية للأمازيغية و ولاية بني عباس، الرامي إلى تثمين التراث اللامادي للمنطقة، مشيدا بالتفاعل القوي للجمهور المحلي، مع مختلف فقرات البرنامج المسطر، الذي تم تجسيده – كما قال – بشكل تام بدون خلل. و أوضح بالمناسبة، إلى أن هيئته تعمل على إصدار قواميس بكل المتنوعات اللسانية الأمازيغية المحلية، من أجل الوصول في نهاية المطاف إلى إصدار منجد كبير للغة الأمازيغية، في إطار التكفل العلمي المستعجل بهذه المتغيرات اللسانية الأمازيغية المتداولة في الجزائر. وبعد أن أشار إلى التطور النوعي والكمي في تدريس اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية الوطنية، على مدى 26 سنة الماضية، والذي انتقل من 233 أستاذ في 1995 إلى 20 ألف و 750 أستاذ اليوم، أكد عصاد أن ''هدف المحافظة السامية للغة الأمازيغية حاليا، هو وضع قوانين الجمهورية في تناغم مع الحقيقة السوسيولوجية لبلادنا، بما يتوافق مع الثوابت الوطنية التي تضمنها التعديل الدستوري الأخير، وذلك حتى نتمكن من إعادة إعطاء حركية جديدة لمسار التعميم التدريجي لتعليم اللغة الأمازيغية، عبر مجموع التراب الوطني بتكييف بعض مواد القانون التوجيهي للتربية مع أحكام القانون الأول للبلاد ( دستور 2020 )» تجدر الإشارة إلى أن الاحتفالات المزدوجة باليوم الدولي للغة الأم وأسبوع اللغات الإفريقية ببلدية إقلي في ولاية بني عباس، التي نظمتها المحافظة السامية للأمازيغية، تضمنت ندوةً علمية حول «التقييم الكمي والنوعي لتدريس الأمازيغية في الجزائر»، و يوما دراسيا بعنوان «المدرسة والإعلام: وعاء ضامن لبقاء وتطور اللغة الأم»، كما قدم باحثون وأكاديميون مجموعةً من المداخلات، من بينها: «الصراع اللغوي بين الفصحى والعامية داخل المدارس»، و»أثر الانتقال اللغوي لدى المتعلمين للغة الإنكليزية»، و»اللغة الأم و الاغتراب اللغوي»، و»كيفية حماية التراث اللغوي الأمازيغي في الجنوب الغربي الجزائري»، و»إسهام اللغة الأمازيغية في الثراء اللغوي لعلوم الطبيعة والحياة»، و»أهمية الإعلام في تثمين التراث الأدبي واللغوي». تطرقت أشغال الندوة العلمية، إلى الدور المؤسساتي في تطوير وترقية اللغة الأمازيغية، إلى جانب تقييم الجسر المؤسساتي الذي تم مده بالمناسبة بين المحافظة السامية للأمازيغية و وزارة التربية الوطنية، لتسيير ملف تدريس اللغة الأمازيغية وتعميمها التدريجي، وتم التأكيد على ضرورة إعطاء هذا الملف كل الفرص التي تقود إلى نجاح تعميم تدريس اللغة الأمازيغية في المؤسسات التربوية عبر كل الولايات 58 للبلاد، لاسيما في الطور الابتدائي كمرحلة أولى. وفي هذا الصدد تمت الإشارة إلى ''العمل الجيد الذي أنجزته المحافظة السامية للأمازيغية، اعتبارا من 2016 و 2017 ، سيما في مجال تكوين الأساتذة و تعميم تدريسها ، رغم الإختلالات التي لا تزال تكبح المسار الجيد لتدريس اللغة الأمازيغية، كون القانون التوجيهي للتربية الوطنية – حسب متدخلين – والذي يحدد تعميم تدريسها في المؤسسات التربوية، بوجود طلب اجتماعي و بقائها في بعض مواد هذا القانون، مادة اختيارية. كما تم التأكيد على أهمية إعطاء الأولوية لترقية الأبحاث التكنولوجيا والرقمنة من أجل توسيع استخدام اللغة الأمازيغية، في منظومة الاتصال، و كان آخرها إطلاق المنصة الرقمية الخاصة بالمصطلحات الإعلامية، الأمازيغية. إقبال كبير للجمهور المحلي على النشاطات المبرمجة جدير بالذكر أنه تم تنظيم على هامش التظاهرة، عدة نشاطات، على غرارمعرض للكتاب وجلسات بيع بالتوقيع، ومعرض للحرف والصناعات التقليدية المحلية التي تشتهر بها منطقة الساورة، سيما في إيقلي ومازر وتبلالة و ما جاورها ، وقراءات شعرية بالعربية و الأمازيغية، و فقرات فنية شعبية مختلفة، شهدت إقبالا كبيرا من طرف سكان المنطقة. كما تم تنظيم ورشات تدريبية حول "كتابة السيناريو و إنجاز الأفلام القصيرة"، و"تقنيات التصوير الفوتوغرافي"، و"التدوين بحرف التيفيناغ"، فضلا عن عروض أفلام، من بينها فيلم حول تراث المنطقة أنجزه تلاميذ من منطقة إيقلي تم عرضه أول أمس في الحفل الختامي، فضلا عن تنظيم زيارات لزوايا و قصور قديمة ومواقع سياحية، عبر مختلف بلديات ولاية بني عباس، أين أقيمت حفلات تكريم على شرف وفد المحافظة السامية للأمازيغية القادم من مختلف أنحاء الوطن، سيما التي تنتشر بها المتنوعات اللسانية الأمازيغية، و مناطق مجاورة بولاية بشار، وتم كل ذلك بمرافقة إعلامية لافتة.