يمر الكثير من مترشحي البكالوريا بعد نهاية الامتحان وبداية التصحيح الأولي، بفترات توتر تؤثر على نفسيتهم بشكل كبير، فيما ينصح أخصائيون بتفادي تبعات الجهد العقلي والجسدي الذي بذله التلميذ طيلة السنة الدراسية، ويؤكدون ضرورة قضاء الوقت في ممارسة نشاطات يكتسب من خلالها طاقة إيجابية. أسماء مغربي بمجرد انتهاء الامتحانات النهائية، يشرع أغلب الممتحنين في وضع احتمالات للعلامات التي سوف يحصلون عليها بناءً على إجاباتهم، فنجد القلة منهم متفائلة باستحقاق ثمرة مجهودها المبذول بمعدلات تمكنها من الالتحاق بالتخصصات الجامعية التي ترغب فيها، في حين يحبط آخرون وتتدهور نفسيتهم بالتفكير المستمر إلى غاية إعلان النتائج. يقول رؤوف الذي اجتاز امتحان شهادة البكالوريا في شعبة التسيير والاقتصاد، إن الأسئلة لم تكن خارج المقرر الدراسي وبأنه شعر بالارتياح بعد الانتهاء من الإجابة، لكنه يعاني من الإرهاق، لذلك سوف يغتنم الأيام المقبلة في الراحة، غير أنه لن يستطيع التخلص من التفكير في موعد النتيجة. أما أيوب المترشح في شعبة العلوم التجريبية،، فذكر لنا أن المواضيع كانت في المتناول عمومًا، لكنه يتخوف من نتائج المواد الأساسية، رغم أنه متأكد من صحة إجاباته، بحسبه، مضيفا أنه بقي على اتصال دائم مع أساتذته الذين قاموا بطمأنته في ظل ترقب يوم إعلان النتيجة. ويرى الأخصائي النفساني كمال بن عميرة، بأنه من الأفضل عدم إطّلاع التلميذ على الإجابات النموذجية، لكي لا يدخل في حالة ضغط وتوتر وقلق، يكون في غنى عنها خلال هذه الفترة، خاصة إن كانت شخصيته هشة وغير ناضجة بالشكل الكافي. وأشار بن عميرة إلى أهمية الراحة النفسية والبدنية بعد بذل جهد طيلة العام الدراسي، وذلك من خلال ممارسة نشاطات جماعية كالرياضة والتنزه لكي تمنحه طاقة إيجابيه، مرجعا الإفراط في التخوف من النتيجة، إلى التنشئة الاجتماعية وشخصية كل فرد في التعامل مع الواقع، فليس كل ممتحن يقع فريسة للإحباط أو الاضطرابات النفسية، في المقابل نجد الكثير من التلاميذ ينهارون بمجرد شائعة أو تأخر في إعلان النتائج. وتابع المختص أن الاستعداد النفسي والذهني ودور الأولياء في التعامل مع الأبناء له أهمية بالغة في تزويدهم بجرعة تفاؤل وتحسين مزاجهم، و ركز على مرافقتهم التي تمنح الدعم والطمأنينة، فحالة الرسوب، مثلما أضاف، ليست نهاية بل هي إعادة مسار بنهج مختلف وسوي، بينما التعلم المثالي يُبنى بقاعدة أخلاقية ونفسية سليمة ما يمنح الفرد توازنه ويكسبه قوةً في شخصيته. من جهته، ذكر الأخصائي النفساني، رابح لوصيف، بأن للوالدين دور فاعل في توجيه سلوك الأبناء وتحضيرهم نفسيا بعد نهاية آخر امتحان، وذلك بمشاركتهم وتكليفهم بمهام معينة وتجنب مراجعة إجاباتهم في كل مرة، لأن ذلك يدخلهم في متاهات وشكوك ويحبط المعنويات ويرفع درجة التوتر بما ينعكس سلبًا على نفسيتهم. وأضاف لوصيف، أن حالة الرسوب أو الإقصاء من التجارب الإيجابية لبداية قصة نجاح جديدة، فأغلب الأشخاص الذين فشلوا في بداياتهم تميزوا في تخصصاتهم في ما بعد، بحيث أن إعادة التحضير الجيد والتنظيم وضبط الأهداف من مؤهلات النجاح، وأكد المتحدث أن فترة ترقب النتيجة يجب أن يستغلها التلميذ في تحديد التخصصات الجامعية التي يرغب في الالتحاق بها مستقبلا. وينصح المختص، الممتحنين بالترويح عن أنفسهم بوسائل مفيدة بعيدا عن الإحباط والإفراط في التفكير في النتائج، وذكر أن المرافقة من قبل الأخصائيين التربويين والنفسانيين، جد مهمة منذ بداية السنة الدراسية سواءً على المستوى الأسري أو في المؤسسات التعليمية.