دعا رئيس المجلس الأعلى للشباب مصطفى حيداوي كل شباب الجزائر إلى التسلح بالوعي والمضي قدما لتفكيك كل المؤامرات التي تحاك ضد الوطن في الغرف المظلمة، والتي تستهدف إشغال الشباب بالشكليات، و إلهاءه عن أدواره الريادية وقضاياه الوطنية، ولن يكون ذلك إلا بمحاربة الذهنيات البالية، و القضاء على البيروقراطية، وفسح المجال أمام الشباب للاستثمار في مختلف المجالات. افتتحت أمس بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال بالجزائر العاصمة أشغال الجمعية الاستثنائية الأولى للمجلس الأعلى للشباب والتي خصصت لمناقشة مشروع النظام الداخلي للمجلس والمصادقة عليه، وهو الذي سيمكن من وضع الآليات التي ستتيح للمجلس أداء مهامه طبقا لما جاء في المرسوم الرئاسي المنشئ له، و هذا بحضور أعضاء المجلس وأعضاء من الحكومة وممثلي هيئات و فعاليات المجتمع المدني. وفي كلمة افتتاحية له أبرز رئيس المجلس، مصطفى حيداوي، الدور الذي ينتظر شباب الجزائر في هذه الظروف من أجل المساهمة في تحقيق الاستقرار والأمن والمساهمة في نهضة وتنمية البلاد، مؤكدا أن شباب الجزائر هو روح الأمة الذي يجب أن يشق بالجزائر طريقها نحو المجد و السؤدد. وأضاف حيداوي بالمناسبة قائلا "من الضروري اليوم أن نتسلح بالوعي، ونمضي قدماً لتفكيك مختلف المؤامرات التي تحاك لوطننا في الغرف المظلمة، والتي تريد أن تكبح انطلاقته نحو المعالي، والتي تستهدف إشغال الشباب بالشكليات، وإلهاءه عن أدواره الريادية وقضاياه الوطنية، ولا يكون ذلك إلا بمحاربة الذهنيات البالية، والقضاء على البيروقراطية، وتكريس أفضل وأجود الممارسات، بما يمكن من استثمار قدرات شبابنا في شتى المجالات المتعلقة بالاقتصاد والمقاولاتية، والابتكار والتكنولوجيا، والحركية الشبابية، وكذا في المجالات السياسية والاجتماعية والبيئية، بما يحقق المساهمة في القيام بنهضة وطنية شاملة". وبالمناسبة ذكّر رئيس المجلس الأعلى للشباب بالأهمية التي يوليها رئيس الجمهورية والدولة لفئة الشباب، فقال بأن الرسالة التي بعث بها رئيس الجمهورية للشباب خلال التنصيب الرسمي للمجلس كانت قوية وواضحة، مفادها أن الدولة اليوم تعول على أبنائها الشباب ليضطلعوا بمسؤولياتهم التاريخية من أجل المشاركة الفعالة في تعزيز اللحمة الوطنية، وتقوية الجبهة الداخلية لبناء جزائر جديدة تسود فيها الشفافية والنزاهة وتكرس فيها الديمقراطية التشاركية من خلال الاندماج الصادق والكامل في الديناميكية الجديدة التي تشهدها البلاد. وفي غمرة الاحتفالات بستينية الاستقلال و اليوم الوطني للمجاهد استحضر مصطفى حيداوي همة شباب أول نوفمبر الذي كان وقودا للثورة التي أثمرت في الأخير الحرية و الاستقلال الذي نحيا في ظله، وعليه دعا شباب اليوم إلى المضي بنفس العزم ليساهم في تمجيد تاريخنا، و الحفاظ على ذاكرتنا الوطنية الجماعية، مستلهما من ماضي أجداده المشرق ما يساهم به في بناء حاضر ومستقبل الوطن. وفي سياق متصل ذكر المتحدث أيضا بالسياسة التي تتبناها الدولة تجاه الشباب والتي ترجمت حسبه إلى مشاريع وسياسات، وقال بهذا الخصوص إن شباب الجزائر بات أكثر اهتماماً وانخراطاً في القضايا الوطنية، بفضل توجه الدولة الأكثر تلمساً لاحتياجاته، هذا التوجه الذي تجسد في الواقع من خلال عديد المشاريع والسياسات التي استحسنها الشباب، على غرار تسهيل سبل مشاركة الشباب في الحياة السياسية، وتشجيع وتحفيز المواهب والقدرات الشابة في عديد المجالات والمناسبات، لاسيما العلمية والرياضية. و في نفس الاتجاه تحدث عن الإصلاحات التي أدخلت على هياكل وآليات استحداث المؤسسات المصغرة والمتوسطة، ووضع آليات دعم وتفعيل المؤسسات الناشئة، واعتماد منحة البطالة، وكذا استحداث المجلس الأعلى للشباب، وكل هذا جعل الشباب يشكلون صورة مشرقة في التضامن والتكافل، مقدما مثالا عن الأحداث التي شهدتها بعض ولايات الشرق الجزائري مؤخرا والتي قال إنها كانت خير شاهد على روح المواطنة والتطوع في أجَلِّ صورها، والتي سجل فيها العديد من أعضاء المجلس الأعلى للشباب حضورهم الفعال في الميدان- يضيف رئيس المجلس. ومن هنا دعا حيداوي أعضاء المجلس إلى أن يكونوا في مستوى الرهان الذي ينتظرهم و في مستوى التحدي وتطلعات الدولة من جهة، وفي مستوى طموحات الشباب الجزائري من جهة أخرى، حتى يكون المجلس الأعلى للشباب قاطرة تحقق له وللجزائر الازدهار في شتى المجالات، وذلك من خلال المساهمة في بناء منظومة متكاملة، تبعث الأمل في نفوس الشباب، وتمكنهم من أداء دورهم المنشود في بناء الجزائر القوية. وأوضح مصطفى حيداوي بأنه شرع مباشرة بعد تنصيب المجلس في جوان الماضي في وضع وإعداد مختلف المشاريع والنصوص القانونية المتعلقة بهيكلة المجلس وعمله، وعلى رأسها مشروع النظام الداخلي.