جاب الله يتهم “أعداء في الأحزاب والصحافة” باستغلال ترشح أقاربه للتشويش على الحزب رد أمس رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله بلهجة شديدة على ما صفه بالحملات الإعلامية الأخيرة التي قال أنها استهدفت حزبه واتهم أحزابا و''صحافيين متحزبين ‘' باستغلال موضوع ترشيح ثلاثة من أفراد أسرته للتشويش على جبهة العدالة والتنمية، وانتهز الفرصة لتقديم الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي في شقيه السياسي والاقتصادي والذي قال أن جبهته تهدف من ورائه في حالة وصولها إلى الحكم إلى تحقيق أهداف استراتيجية كبرى كفيلة بتحقيق الرفاه والقضاء نهائيا على الفقر في البلاد وإعادة الكرامة للجزائريين لا سيما من خلال إنشاء وزارة للزكاة تشرف على التوزيع العادل لثروات البلاد بين الناس. وخلال إشرافه على لقاء وطني لمتصدري قوائم حزبه وأعضاء اللجان الولائية وبعض أعضاء اللجان البلدية لمراقبة الانتخابات، في درارية بالعاصمة صب السيد جاب الله جام غضبه على من وصفهم بأعدائه في وسائل إعلام مختلفة وفي بعض الأحزاب والذين قال أنهم أخذوا يروجون الأكاذيب مرارا وتكرارا حول مسألة ترشيح ثلاثة من أفراد عائلته في قوائم حزبه للاستحقاق المقبل إلى درجة أن بعض الفضائيات التي تناقلت ‘' هذه الإفتراءات ‘' أن تحدثت كما قال عن ترشيح 20 قريبا له، متهما ‘' صحافيين متحزبين ‘' بتلقي تعليمات للتشويش على الحزب وقال أن بعض الصحافيين اعترفوا له بأنهم تجندوا ضد جبهة العدالة والتنمية مدفوعين بتعليمات تلقوها من مسؤوليهم في التحرير، مضيفا أن هؤلاء الصحافيين ومن ورائهم المسؤولون أرادوا من خلال التشويش على جبهة العدالة والتنمية ‘' خدمة أحزابهم ويا ليتهم يخدموها بنظافة، إنهم يخدمونها بالكذب وبالوساخة''. وفي هذا السياق وخلال دفاعه عن ترشيح زوجته السيدة فطومة إسماعيل المعروفة بإسم ام مصعب،) في المرتبة الثامنة في قائمة الجزائر العاصمة التي يتصدرها المحامي عمار خبابة وترشيح صهره الأستاذ الجامعي نجيب إسماعيل وهو أيضا مدير مكتب دراسات وعضو مؤسس بالحزب، على رأس قائمة البليدة وشقيقه رابح جاب الله في ذات القائمة، أكد رئيس جبهة العدالة والتنمية أنه لم يتدخل لفرض أحد على قوائم الحزب ولم يمنع أحدا من الترشح وترك الحرية الكاملة للجان الولائية لجمع ملفات كل الراغبين في الترشح على أساس معايير محددة وهي ‘' معيار العلم مع الكفاءة والخبرة ومعيار العطاء والبلاء الحسن ومعيار السمعة الطيبة والولاء للمشروع ولجبهة العدالة والتنمية''، مشيرا إلى أن تدخل المكتب الوطني والذي هو عضوا فيه كان رقابيا فقط وأنه اتخذ موقفا محايدا من كل الملفات وكشف بأنه انسحب من المكتب عندما حان وقت النظر في ملف صهره حتى لا يظلمه كما سبق وأن ظلم في استحقاقات سابقة أقاربه بمنعهم من الترشح في قوائم حركتي النهضة ثم الإصلاح. وبعد أن دافع مطولا عن رصيده النضالي في الحركة الدعوية الممتد على مدى 40 سنة قال أنه رفض استقبال أشخاص اقترحوا عليه الملايير من أجل ترشيحهم على رأس قوائم الحزب كما رفض استقبال من بعثوهم للوساطة وقال معلقا ‘' جاب الله لا يفعل هذا، وهل هناك عملا أنظف من هذا ‘'. وبعد أن دافع عن جبهته بكونها حزب ذو مشروع رسالي وليس ناد سياسي يبيع ذمته للسلطة انتقد جاب الله بعض الأحزاب التي لمح إليها دون أن يسميها، والتي قال عنها أنها تحولت إلى نواد سياسية تدور في فلك أصحاب القوة بل مجرد أدوات في يد أصحاب القوة ووصف ممارسات هذه الأحزاب التي قال أنها مرغت سمعة الأحزاب في الوحل بالخطر على الديمقراطية والتعددية الحزبية. من جهة أخرى أكد جاب الله بأنه مصمم على خوض غمار التشريعيات ‘' رغم وجود نوايا للتزوير ورغم أن المعركة الانتخابية – يضيف – فيها الكثير من الأوساخ،ضد إرادة رئيس الجمهورية وضد إرادة وزير الداخلية التي تشدد وتحرص على توفير ضمانات النزاهة والشفافية''، مشيرا بالمناسبة إلى أن هناك من يغذ الدعوة إلى المقاطعة في بعض التصرفات وفي بعض وسائل الإعلام وانتقد في هذا الصدد بعض الفضائيات الجزائرية التي لا تبرز – كما لاحظ - سوى تصريحات مواطنين يائسين ومتشائمين يدعون إلى المقاطعة، ورغم ذلك يؤكد قائلا، ‘' إننا مصممون على خوض التشريعيات ولكن هذا لا يعني أننا سنمنح صكا على بياض مذكرا بأن حزبه شارك في استحقاق 1999 ولما شعر ببروز بوادر التزوير قرر المقاطعة عشية يوم الاقتراع''. كما تحدث جاب الله عن ما وصفه بتعسف الإدارة في حق بعض مترشحي جبهته من المنتمين إلى حزب ‘' الفيس ‘' المحل دون أن يسميه ‘' في كل من عين تيموشنت، الجلفة وسطيف قبل أن يعيد القضاء الاعتبار لهم، كونهم لم يكونوا إطارات أو أعضاء مؤسسين أو من أولئلك الذين دخلوا المعتقلات، كما ندد بإقصاء متصدر قائمته في باتنة بدعوى أنه مسجلا في لبنان، وقال أن الإدارة رغم اعترافها فيما بعد بخطئها في حقه إلا أنها أصرت على إقصائه ‘' ظلما ‘'. وخلال استعراض الخطوط العريضة لحزبه أكد جاب الله أن جبهة العدالة والتنمية مع نظام حكم ديمقراطي واجتماعي يتحرك ضمن المبادئ الإسلامية مضيفا بأن خيار الحزب يدافع عن النظام البرلماني باعتبار أن النظام الرئاسي ‘' يعزز نزعة الاستبداد أما النظام البرلماني فيجعل الوزراء مسؤولين أمام البرلمان فرادى ولا يجعلهم مجرد موظفين سامين في الدولة. أما البرنامج الاقتصادي الذي قال جاب الله أنه تم إعداده من طرف خبراء وتكفل بقراءة خطوطه العريضة الخبير فريد بن يحيى، فيعتمد على قطاعي الصناعة والخدمات والزراعة أيضا، وهو البرنامج الذي يهدف إلى تطوير الصناعات البترولية والحديدية وفتح رأس مال المؤسسات الوطنية الكبرى أمام الخواص وتوفير حوالي 2 مليون منصب شغل وبناء 1,5 مليون سكن في 5 سنوات واستصلاح 24 مليون هكتار من الأراضي وإنشاء 800 قرية فلاحية أو تعاونية فلاحية في كل أنحاء الوطن وتخفيض فاتورة الدواء بتشجيع الاستثمار الوطني في هذا المجال، وبناء ألف فندق سياحي من 5 و 4 و 3 نجوم على الساحل، في الصحراء وفي الجبال وإعادة الاعتبار لكل محطات الاستحمام المعدنية وعددها 240 عبر الوطن وتكثيف الترقية السياحية. كما تقترح جبهة العدالة والتنمية في حالة وصولها إلى الحكم إنشاء وزارتين منتدبتين الأولى خاصة بالعقار لأجل حل مشكل العقار المطروح في الميدان من خلال دراسة مسحية، ووزارة منتدبة للزكاة، مهمتها إعادة دراسة الضرائب والرسوم ‘' المجحفة ‘' وفرض الزكاة على كل مؤسسة وكل شخص إلى جانب فرض زكاة الركاز على موارد البترول والغاز والحديد والذهب والعمل على توزيع موارد صندوق الزكاة من ثروة البلاد على المحتاجين بعدل، من أجل القضاء على الفقر والقضاء النهائي على ظاهرة التسول وحتى تعاد الكرامة للجزائريين. المناسبة استغلها الرجل الثاني في الحزب ومتصدر قائمة ولاية قسنطينة لخضر بن خلاف الذي قدم توجيهات عامة حول الرقابة يوم الاقتراع لسد الباب نهائيا أمام الساعين للتزوير. ع.أسابع