وجه إبراهيم بوغالي رئيس المجلس الشعبي الوطني نداء لكل برلمانات العالم لأن تثور في وجه الطغيان والعدوان الصهيوني الغاشم ضد الشعب الفلسطيني الذي تجاوز كل حدود القوانين والأعراف والأخلاق والقيم الإنسانية، مثمنا موقف الجزائر الثابت المندد بالإبادة الجماعية في حق المدنيين العزل من أطفال ونساء وشيوخ في غزة. عقد المجلس الشعبي الوطني أمس جلسة استثنائية علنية تضامنا مع الشعب الفلسطيني حضرها وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف ووزيرة العلاقات مع البرلمان بسمة عزوار، وفي كلمة له بالمناسبة قال رئيس المجلس إبراهيم بوغالي إن ما يحدث اليوم في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة هو «مهزلة في تاريخ الإنسانية» حيث يتم تخيير أصحاب القضية والأرض بين الخضوع للأمر الواقع أو التنازل عن أرضهم أو الإبادة الجماعية. وأضاف بأن الشعب الفلسطيني يذبح اليوم أمام مرأى ومسمع من العالم، وتقف منظمات دولية شاهد عيان لا يرى ولا يسمع جرائم المحتل الغاصب، ليتساءل أيحق لهذه المنظمات أن تلقننا دروسا في حقوق الإنسان وفي الحريات؟. وندد رئيس الغرفة السفلى للبرلمان في هذا الصدد بشدة بسياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها بعض الدول والمنظمات كلما تعلق الأمر بجرائم المحتل الصهيوني، مستنكرا تمادي البعض أيضا في سياساته التطبيعية على حساب دماء الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، كما ندد بالتحيز المفضوح للإعلام وقلب الحقائق والتخندق في جبهة الجلاد والتجرد من المصداقية والاحترافية في العمل الإعلامي. بوغالي الذي قال إن المجتمع الدولي لا زال يتعاطى بدم بارد وبهدوء تام مع الكيان الصهيوني واجتهاده في تبرير جرائمه الشنعاء بل واعتباره الضحية التي تدافع عن نفسها تساءل منذ متى تساوت الضحية بالجلاد؟ ومنذ متى أصبحت المطالبة بالحقوق الإنسانية المشروعة ومقاومة المحتل إرهابا؟. كما تساءل إلى متى سيظل المحتل الصهيوني يتمتع بحصانة مطلقة من المتابعة والمساءلة عن جرائمه بالرغم من انتهاكه العلني لأبسط الحقوق الفردية وارتكابه أبشع أشكال العنف والتقتيل والتعذيب والتنكيل، وأفعال لا يمكن وصفها إلا بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وحمل المتحدث مجلس الأمن الدولي المسؤولية الكاملة تاريخيا وأخلاقيا اتجاه الانتهاكات المستمرة التي يمارسها الاحتلال الصهيوني لميثاق الأممالمتحدة ولقراراته ذات الصلة ولجميع الاتفاقيات التي تنظم الحرب وفي مقدمتها اتفاقية جنيف لعام 1949. وعليه دعا إلى إدانة بكل وضوح العدوان الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني والوقف الفوري لهذه الحرب الوحشية التي نسفت كل قيم الإنسانية والحضارية. وأكد بوغالي بأن الوقت قد حان لتجنيد كافة الطاقات حكومية كانت أم دبلوماسية أم برلمانية أم شعبية لوضع حد نهائي ودائم ل 75 عاما من القهر والإهانة والاحتلال الغاشم لشعب ذاق الأمرين وسلبت منه أدنى حقوقه الإنسانية، وهو يأمل أن تلتزم المجموعة الدولية بتطبيق الأحكام واللوائح الأممية الواضحة حفاظا على ما تبقى من مصداقيتها. كما دعا رئيس المجلس الشعبي الوطني في هذا المقام إلى تحسيس الرأي العام الدولي بأن عدم الاعتراف بالحق التاريخي والمشروع للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف هو العامل الرئيسي في تدهور وعدم استقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها. و وجه باسم كل مكونات المجلس الشعبي الوطني نداء لكل البرلمانات بأن تثور في وجه هذا الطغيان الذي تجاوز كل حدود القوانين والأعراف والأخلاق والقيم الإنسانية. و في الختام ثمن المتحدث مواقف الجزائر الثابتة والراسخة في المحافل الدولية و الجهوية تنديدا بالإبادة الجماعية التي ترتكب في حق مدنيين عزل و أطفال أبرياء في فلسطين، سيما منها مقاطعة الاجتماعات والقمم التي يشارك فيها المحتل الصهيوني أو تلك التي تضع الضحية والجلاد في مقام واحد. وهي المواقف التي تعكس –يضيف – شجاعة وإصرار قيادة البلاد النابعة من ثبات الشعب الجزائري الأبي على مواقفه ومبادئه المستلهمة من مبادئ وقيم ثورة أول نوفمبر المجيدة وبيانها. و خلال الجلسة تقاطعت تدخلات مختلف النواب ورؤساء المجموعات البرلمانية على استنكار وإدانة العدوان الصهيوني الهمجي على الشعب الفلسطيني ونددوا بسياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها العديد من الأطراف والدول والمنظمات في العالم، كما طالبوا برفع سقف الدعم والتضامن مع الأشقاء في غزة. و قد شهد مبنى زيغود أمس يوما خاصا للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث ردد النواب داخل القاعة شعارات مؤيدة لغزةولفلسطين عامة وحملوا الأعلام الفلسطينية، و لبسوا الوشاح المزين بألوان العلم الفلسطيني، في يوم آخر من أيام تضامن الشعب الجزائري مع أشقائه هناك.