ركز الكيان الصهيوني منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة على استهداف العقول والعلماء والخبراء من خلال قصف منازلهم، وارتقى مئات الشهداء من أساتذة الجامعات والعمداء ورؤساء الجامعات والخبراء. وأشار في هذا السياق المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان في بيان نشره أمس إلى استهداف جيش الاحتلال بشكل منهجي لعشرات المبرمجين وخبراء تكنولوجيا المعلومات والعاملين في هذا القطاع الحيوي، إلى جانب تدمير مقار شركاتهم، وذلك في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها في قطاع غزة منذ السابع أكتوبر الماضي. وأبرز المرصد في بيان نشره أمس قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف وقتل أصحاب العقول والخبرات، لاسيما ذوو الكفاءة في مجال تكنولوجيا المعلومات والبرمجة وهندسة الحاسوب والمؤثرون في هذه المجالات الحيوية، كحال نخب أخرى في المجتمع مثل الأطباء والأكاديميين وغيرهم، ووثق نفس المصدر قائمة شملت عدة خبراء تكنولوجيا المعلومات، بمن في ذلك البرمجة والذكاء الاصطناعي، ممن قضوا جراء الهجمات العسكرية لجيش الاحتلال التي استهدفت أماكن تواجدهم في مناطق متفرقة بقطاع غزة، ومن بين هؤلاء أشار المرصد الحقوقي إلى مهندس البرمجة البارز هيثم محمد النباهين الذي استشهد مع زوجته المهندسة نسمة زهير في قصف جيش الاحتلال لمنزل كانوا نزحوا إليه في مخيم البريج، كما استشهد في قصف مماثل مهندس البرمجيات براء عبد الله السقا، مؤسس شركة في برمجة المواقع الالكترونية وتطبيقات الهاتف الذكي، ويعد السقا حسب نفس المصدر من أشهر المبرمجين الشباب في غزة وحصل على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية، كما استشهد عدد من خبراء البرمجيات في استهداف متعمد لهم من طرف جيش الاحتلال. وذكر المرصد الأورو متوسطي أن التقديرات الأولية تفيد بتدمير وتضرر مقار شركات البرمجة وتكنولوجيا المعلومات وخروج 6 حاضنات أعمال عن الخدمة في القطاع وجميع المراكز التكنولوجية، ومنها تلك التي تضمها جامعات قطاع غزة، نتيجة التدمير الكلي أو الجزئي للبنية التحتية، مشيرا إلى أن القطاع التكنولوجي تعرض إلى أضرار فادحة دمرت البنية التحتية والمنشآت وتسببت بفقدان العاملين في القطاع لوظائفهم، كما قوض القدرة على استمرار العمل والابتكار في هذا القطاع الحيوي الذي يعتبر أساسا وممكنا لكل القطاعات الاقتصادية والتحول الرقمي، وأكد نفس المصدر أن هذه الجرائم تأتي تنفيذا للسياسات الإسرائيلية العلنية والداعية إلى جعل قطاع غزة مكانا غير قابل للحياة والسكن، من خلال تصفية الكفاءات وتدمير مقومات وبنى الحياة الأساسية.