أكّد رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة يزيد حمبلي، أمس، بأن المؤشرات الأولية لموسم الحصاد الذي انطلق مؤخرا توحي بتحسن مستوى انتاج الحبوب مقارنة بمواسم سابقة، سيما بالولايات الجنوبية للوطن المرشحة بأن تكون سلة غذاء الجزائريين مستقبلا، نظرا لما تزخر به من إمكانيات معتبرة في المجال الفلاحي، من بينها الأراضي الخصبة والمياه الباطنية. وأفاد السيد يزيد حمبلي في تصريح «للنصر» بأن موسم الحصاد انطلق في ظروف حسنة في ظل تسجيل كميات لا بأس بها من الحبوب على مستوى عديد المناطق السهبية ذات الريادة في مجال إنتاج الحبوب خاصة الجنوب، متوقعا تسجيل زيادة في كميات المحاصيل مقارنة بمواسم سابقة، خاصة في ظل حرص السلطات العمومية على رفع مساحة الأراضي المسقية سنويا. وأوضح المتدخل بأن كميات الإنتاح من الحبوب المسجلة لحد الآن تشير إلى الإمكانات المتوفرة بهذه المناطق في مجال الزراعات الاستراتيجية، لكنه أرجأ تقييم الموسم إلى غاية انتهاء حملة الحصاد التي ما تزال في بدايتها، مؤكدا بأن كل الشروط وضعت للنهوض بإنتاج الحبوب في الجنوب، سيما وأن المناطق الشمالية أصبحت تواجه أزمة جفاف منذ بضع سنوات. وتوقع السيد حمبلي بأن تصبح المناطق الجنوبية للوطن سلة غذاء الجزائريين في السنوات القادمة، بفضل الاستثمارات التي تقوم بها الدولة للنهوض بالأنشطة الفلاحية بالجنوب، وكذا التسهيلات الممنوحة للمنتجين من أجل الحصول على العقار الفلاحي، وتوزيع المساحات المزروعة. ويذكر في هذا الصدد بأن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية قامت هذه السنة بفتح وعاء استثماري جديد بمساحة تفوق 150 ألف هكتار موزع على 10 ولايات جنوبية، لصالح المستثمرين المهتمين بالزراعات الاستراتيجية، كما تم تخصيص مساحة أخرى تفوق 13 ألف هكتار بالولايات السهبية، لفائدة الراغبين في الحصول على أراض فلاحية للاستصلاح في إطار حق الامتياز. وسجلت عديد الولايات الجنوبية إنتاجا وفيرا من الحبوب خلال موسم الحصاد الذي انطلق في نهاية شهر أفريل الماضي على أن يستمر إلى نهاية الشهر الجاري، وإلى غاية شهر أوت المقبل بالنسبة للمناطق الشمالية، وسط توقعات بأن ترتفع الكمية الإجمالية للمحصول عبر مجمل الولايات المعروفة بإنتاج الحبوب إلى مستويات أفضل مقارنة بالسنوات الأخيرة. كما أكد رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة بأن إنتاج الحبوب سجل قفزة نوعية، مشيدا بالدعم والمرافقة التي حظي بها المستثمرون، سيما فيما يتعلق بإمدادهم بآلات الحصاد عن طريق الديوان الوطني للحبوب، بما يسمح بتموين المطاحن بكميات معتبرة من الحبوب لإنتاج الدقيق بأنواعه، فضلا عن دعم المربين بالأعلاف. وأضاف من جهته رئيس المنظمة الوطنية للفلاحة والأمن الغذائي كريم حسان في حديث معه، بأن موسم الحصاد شهد انطلاقة موفقة مقارنة بمواسم سابقة، مشيرا إلى أن نجاح الحملة مرهون بانتهاج الأساليب السليمة خلال عمليات الحرث والبذر والسقي، وهو ما تسهر على ضمانه السلطات العمومية ممثلة في وزارة الفلاحة، عن طريق مرافقة المنتجين. وشدد المصدر على ضرورة اعتماد المستثمرين الفلاحيين في مجال الزراعات الاستراتيجية على الكفاءات المختصة في الميدان الفلاحي، على غرار المهندسين الفلاحيين والجمعيات المهنية العلمية، فضلا عن الاعتماد على المكننة الحديثة خاصة خلال حملة الحصاد، بهدف الحفاظ على كميات المحصول من الضياع. وأوضح الخبير في الفلاحة والموارد المائية بأن استخدام المكننة التقليدية أو العتاد القديم يؤدي إلى ضياع نسبة معتبرة من محصول الحبوب تصل إلى 40 بالمائة، وهو ما يفرض على وزارة الفلاحة الحرص على تجديد الحظيرة الفلاحية، عبر استقدام العتاد الفلاحي العصري لاستعماله في حملات الحرث والبذر والحصاد، وفق التقنيات المتطورة المعتمدة من قبل الدول الرائدة في إنتاج الحبوب. ويرى المصدر بأن إشكالية إنتاج الحبوب وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الجزائر مربوط بشح المياه، لذلك تعد الولايات الجنوبية التي يحتوي باطنها على حوالي 50 ألف مليار متر مكعب من المياه الجوفية ملاذا آمنا وبديلا للزراعات الاستراتيجية، شريطة ترشيد استهلاك هذه الثروة عبر استخدام السقي بالتقطير عوض الري المحوري، سيما وأن هذه التقنية أثبت فاعليتها في عديد البلدان.