فرص إنقاذ و علاج مرضى التوّحد تبقى ضئيلة جدا أكدت نائبة المدير المكلفة بالبرامج بالمركز الوطني لتكوين المستخدمين المختصين بقسنطينة، أن أمل إنقاذ و علاج مرضى التوّحد تبقى ضئيلة جدا بسبب الجهود المبعثرة و غياب التنسيق بين المختصين في ظل تأخر تجسيد مشاريع فتح مراكز متخصصة رغم الوعود الكثيرة المقدمة من قبل السلطات المعنية، إشارة إلى تأخر تجسيد مركز داء التوحد بقسنطينة الذي تم الإعلان عنه منذ سنوات. و أضافت المختصة عواق على هامش الأيام العلمية حول مرض التوّحد التي ستتواصل ورشاته التكوينية بمركز cnfph»» إلى غاية يوم غد الثلاثاء بأن مشاكل مرضى التوحد لن تجد حلولا في ظل استمرار غياب مراكز متخصصة، منتقدة تأخر تجسيد مركز قسنطينة الذي حال دون التكفل المناسب بهذه الفئة التي يتضاعف عددها من سنة إلى أخرى دون التمكن من تحديد عددها الحقيقي في ظل غياب إحصائيات رسمية بسبب صعوبة تشخيص داء التوّحد ، لأن المهمة تتطلب فريقا طبيا و نفسيا و تأهيليا متخصصا، واصفة الجهود المقدمة من قبل الجمعيات النشيطة كجمعية « وفاء» المنظمة لهذه الأيام و كذا بعض المهتمين من أطباء و أساتذة متخصصين بالمبعثرة و غير قادرة على تحقيق النتائج المرجوّة في تقديرها، داعية المهتمين بتوحيد و تنسيق أعمالهم من أجل الوصول إلى حلول للحد من معاناة مرضى التوحد و أهاليهم . و تخللت الأيام العلمية دورات تدريبية متخصصة في تعليم الأطفال باستخدام منهج التحليل السلوكي التطبيقي و السلوك اللفظي تحت إشراف دكاترة و مختصين من كل من لبنان، مصر و المغرب. الدكتورة المختصة في تعليم أطفال التوّحد اللبنانية شفيقة غربية صرحت للنصر أن الخبرات التي اكتسبتها ببريطانيا ساهمت بشكل فعال في إنقاذ عدد مهم من أطفال التوّحد بمن فيهم ابنها، و هو ما شجعها على حمل التجربة و تجسيدها بوطنها لبنان و اليوم تعمل بنقل خبراتها إلى الدول العربية. و أوضحت محدثتنا و هي رئيسة المركز اللبناني للتشخيص و التدريب و تنمية التواصل و السلوك بأن معهدهم يعتمد على التعليم بمنهجية ABA/VB نموذج وثيق الصلة بمنهج تحليل السلوك التطبيقي لتعلم اللغة و التواصل باعتباره علاج شامل و فعال لتعليم الأولاد جميع المهارات التي يحتجونها في الحياة اليومية، لأنها لا تقتصر سوى على تعديل السلوك بل تعالج مختلف المشاكل بما فيها العدوانية و الاضطرابات السلوكية أيضا. و أكدت الدكتورة غربية بأنها نجحت في إنقاذ ابنها بفضل التشخيص المبكر و كذا التكفل النفسي و الطبي المناسب في وقت مبكر أيضا. و من جهتها قدمت رئيسة جمعية اليسرى المغربية نفيسة عدنادني أمثلة حية عن حالات علاجية ناجحة في محاضرة اختارت لها عنوان»أمثلة نموذجية لعلاج داء التوّحد» متبنية نظرية العلاج بالتغذية الصحية و الحمية المدروسة و التي تحدث عنها أيضا الدكتور حسام بدر من مصر في محاضرة بعنوان «التوّحد مفهوم جديد و أمل واعد»مانحا من خلالها الآمل لأولياء أطفال التوّحد بعلاج أبنائهم و اندماجهم الطبيعي في المجتمع . هذا و تخلل برنامج الدورة التدريبية المكثفة عدة محاور مهمة أهمها استعمال تقنية المقاربة الايجابية ، خطوات و إجراءات التعليم ، طرق تطوير و تحفيز الدوافع لدى الأطفال ذوي التوّحد...و غيرها من المحاور التي استفاد منها مختصون وطلبة على مدى أربعة أيام .