معلم ابتدائي يخترع أول جهاز لكشف اللصوص بالجزائر رغم أنه معلم متقاعد قارب عمره 60 سنة، تمكن السيد لزرق عبد الحميد المنحدر من منطقة اولاد جلال بولاية بسكرة، من الحصول على براءة اختراع جهاز لكشف اللصوص، يؤكد أنه الأول من نوعه في الجزائر و قد لا يكلف المواطن العادي أزيد من 700 دينار. السيد لزرق الذي زار أمس مقر جريدة "النصر" ذكر أنه حصل بفضل هذا الجهاز على براءة اختراع في 24 أفريل الماضي من قبل المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية، حيث تتلخص فكرة استعماله في تثبيته في أي مكان يكون عرضة للسرقة مثل السيارة أو المنزل و المكتب، و لدى حدوث أية محاولة سرقة بدخول شخص غريب يتحسس الجهاز الحركة و يرسل مباشرة إنذارا إلى صاحب السيارة أو المنزل يكون على شكل رنات في هاتفه المحمول الموصول لاسلكيا بالجهاز، ما يساعده على طلب تدخل الأمن أو الجيران قبل حدوث السطو، و يقول السيد لزرق أن هذا الجهاز الذي لا يتعدى حجمه 180 سنتيمتر مكعب، قابل للتصغير، و يتألف من ثلاثة صفائح تعمل بنظام آلي رفض عرض تفاصيله خوفا من التقليد، على حد تعبيره. و قد أكد السيد لزرق أن ما يميز اختراعه عن أجهزة أخرى ربما تكون مشابهة قليلا و مسوقة في بلدان أخرى عبر العالم، هو كلفته المنخفضة التي قد تصل إلى 700 دينار و لا تتعدى في أسوأ الأحوال 3 ملايين سنتم، ما يجعله في متناول جميع المواطنين و يكون بمثابة الرادع للصوص، كما أن استعماله سهل جدا و يصعب على السارق تحديد مكانه، و الطريف في هذا الاختراع يضيف السيد لزرق، هو أن فكرته جاءت من حادثة سرقة حمار تعرض لها جاره، يقول أنها أثرت فيه آنذاك و جعلته يقرر صناعة هذا الجهاز لفائدة المواطنين البسطاء، بحيث لم يستغرق تطويره أكثر من شهر، على حد تعبيره. و يروي لنا المخترع الذي يقارب عمره 60 سنة و أحيل على التقاعد بعد 30 سنة من العمل كمعلم في مدرسة الابتدائي بمنطقة اولاد جلال، كيف تمكن من تجسيد الاختراع على أرض الواقع، حيث قال أنه اصطدم في البداية باستهزاء و لا مبالاة من مصالح البلدية لدى عرضه الفكرة عليهم، و هو ما زاده إصرارا على مواصلة عمله إلى حين تحقيق الهدف المرجو، حيث اتجه بعد ذلك إلى دار الثقافة بولاية بسكرة ثم إلى وزارة الداخلية و عدد من الهيئات المعنية، إلى أن تمكن من الحصول على براءة الاختراع و المشاركة في الصالون الوطني الأول للابتكار. و إن يؤكد السيد لزرق أن الهدف الرئيسي من اختراعه ليس الربح المادي بل خدمة المواطنين البسطاء، يتمنى أن يجد يد العون من رئيس الجمهورية، خصوصا بعد أن تلقى عروضا من ثلاثة شركات تعهدت بتصنيع اختراعه و لم يقبل بها بعد، خوفا من تعرضه فكرته للسطو. ياسمين بوالجدري