أساتذة يوجهون نسبة من مخلفاتهم المالية لاقتناء حواسيب محمولة لتدريس تلاميذهم وجه بعض الأساتذة نسبة من مخلفاتهم المالية التي تحصلوا عليها خلال شهري أكتوبر وسبتمبر بولاية قسنطينة إلى اقتناء أجهزة حاسوب محمولة قصد استعمالها في تدريس تلاميذهم وعلى رأسهم مدرسو اللغات الثلاث فرنسية وانجليزية وعربية حسب بعض من تحدثنا معهم ممن جلبوا انتباهنا بحملهم حواسيب في محافظهم مؤخرا . وعند تقصينا وسؤالنا عن المظهر الجديد غير المألوف علمنا أنهم يستعملونها وسيلة للتوضيح في تقديم بعض الدروس. كما تحدثنا إلى بعض التلاميذ ممن يستعمل أساتذتهم الكومبيوتر في تقديم بعض الأنشطة التربوية لبلوغ الأهداف التعليمية المسطرة ومدى تجاوبهم وتفاعلهم في مثل هذه الحصص. أول من حدثنا عن الظاهرة الأستاذ م.عبد المالك مدرس اللغة العربية في إحدى متوسطات ولايات قسنطينة والذي اقتنى جهازا خاصا به بعدما كان يستعمل آخر خاصا بأحد إخوته ، وقد كانت فرصة صب المؤخرات المالية خلال الأسابيع الماضية مواتية ليستقل بكمبيوتر شخصي لأن راتبه مع الالتزامات العائلية لم يمكنه من قبل من جمع ثمنه على الرغم من أنه في بداية الطريق وله مولود واحد يقول:أنه جرب خلال السنة الماضية هذه الوسيلة في بعض النشاطات التعليمية فلاحظ مدى تجاوب التلاميذ وشغفهم والأجواء التي يخلقها الجهاز في تقريب المعلومات لهم ، بجعلها أكثر حضورا في ذهنه وعلى رأسها التعبير في بعض الوحدات وذلك بعرض بعض مقاطع الفيديو عن البراكين وإسماع تلاميذ الرابعة متوسط سنفونيات موزارت المبرمجة في منهاجهم التعليمي ، وكذا عرض صور ومقاطع عن نزول أرم سترونغ على القمر وغزو الفضاء فيما يخص مستوى الثانية متوسط ، ويجعل المتمدرس يعبر عما يراه بدل تخيله ، وهذا ما يخلق جوا غير معهود داخل حجرات الدرس يقول الأستاذ الذي ينتشي بشغف تلاميذه وحضروهم الذهني وتجاوبهم مع ما يقدم. هذا وقالت سارة أستاذة اللغة الفرنسية أنها تستعمل جهاز الإعلام الآلي في الفرنسية خاصة لتعليم التلاميذ نطق الحروف والكلمات وجلب انتباههم إلى ما يقدم من دروس بطريقة تخرج عن النهج الكلاسيكي في التعليم الذي يعتمد على التلقين والحشو بطريقة أصبحت مملة لا تثير اهتمام وانتباه تلميذ القرن الواحد والعشرين إضافة إلى تقديم صور ومناظر لمرافقة التلاميذ في فهم ما يقدم لهم على سبيل المثال في التعمير الذي يعتبر مرمى تدريس اللغات في غياب مخابر تعليمها في كل المؤسسات التعليمية وهي غير نادمة على صرف بضع ملايين في شراء الجهاز بعد أن تحول إلى أكثر من ضرورة وأصبح الأمي من لا يتقن ولا يجيد استعمال جهاز الإعلام الآلي. كما قالت زميلتها مدرسة اللغة الانجليزية أن جهاز الإعلام الآلي ساعدها كثيرا في تقريب مادتها إلى أذهان تلاميذها منذ أن اقتنته مع صرف أول دفعة من المخلفات المالية الموجهة لأسرة التعليم وذلك بمساعدتهم على نطق وقراءة الكلمات والجمل بطريقة صحيحة اعتمادا على برامج عالمية مستعملة في هذا الشأن يجري تحميلها من الانترنيت وتبادلها مع الزملاء والحصول عليها بطرق مختلفة . وقد لاحظت مدى اهتمام التلاميذ بالمادة بعد الشروع في استعمال الحاسوب في التعليم في بعض الأنشطة وعلى رأسها "الفونتيك" وذلك لمعرفة مخارج الحروف والنطق بها بطريقة سليمة سمعا ونطقا . وأضافت أن الوسيلة هذه سهلت عليها المادة وتمنت أقلمة مخابر الانترنيت التي جهزت بها معظم المؤسسات التعليمية لتعليم اللغات وذلك بإسناد هذا النشاط إلى مختصين في الإعلام الآلي بدل تدريسه من قبل أساتذة مختلف المواد تكميلا للنصاب والذين لا تزيد معلوماتهم على ما يعرفه تلاميذهم وقد تكون أقل من ذلك كما هو معمول به حاليا. وقالت لنا التلميذة بلقيس أن نشاط التعبير أصبح اقرب إليها في تقنياته بعد أن أصبح أستاذهم يستعمل جهاز الإعلام الآلي في تدريسهم بإسماعهم موسيقى موزارت وموشحات زرياب المبرمجة في السنة الرابعة متوسط في منهاج اللغة العربية وصور تيمقاد المدينة الأثرية التي وقف الشاعر محمد العيد آل خليفة بين أحضانها ورسم لهم صورة شعرية عنها مسترشدا بدلائلها هذا إضافة إلى استعمال تطبيقات "قوقل إيرث" ونشاطات كثيرة أصبحت أقرب إلى أذهانهم بدل الصور التجريدية التي يرسمها كل تلميذ في ذهنه مشوهة حسب قدرات فهمه . الأساتذة الذين تحدثنا إليهم أجمعوا على أن الجهاز ساعدهم في عملهم وحقق الأهداف التربوية بقليل من الجهد وتمنوا أن يتم تعميمه على كل الأقسام بإيجاد صيغة من قبل القائمين على التربية بتمكينهم من هذه الوسيلة التي يرون أنها أصبحت أكثر من ضرورية في العملية التعليمية. و في انتظار الوصول يوما إلى تسلم كل تلميذ في الجزائر محفظة ذكية كما حصل العام الماضي في كوريا الجنوبية ممثلة في جهاز "آي باد" والإمارات العربية هذا الموسم بدل مواصلة زيادة وزن المحفظة كل سنة ببلادنا مما أرهق كاهل التلاميذ وجعل بعضهم كما سمعنا مؤخرا يقدم شهادات طبية تعفيه من حمولة الكتب الزائدة التي يصب مقابلها في جيوب دور النشر التي تضاعف عددها ، تبقى مبادرة وتضحية هذا الفريق من الأساتذة يستحق كل التنويه لسبب بسيط هو أ نهم وخلال حديثنا معهم لم يتكلموا عن تضحيتهم المادية بقدر شغفهم بنجاحهم في رسالتهم التعليمية.