عجائز مدمنات على استخدام الأنترنيت بتيزي وزو استخدام الأنترنيت بولاية تيزي وزو لم يعد يقتصر فقط على الشباب والطلبة وغيرهم من فئات المجتمع ،بل إن إدمانه مسّ حتى الفئات العمرية المتقدمة خاصة العجائز منهن واللواتي يفضلن قضاء عدة ساعات فى الدردشة المستمرة عبر الكثير من مواقع التواصل الإجتماعي خاصة «الفيس بوك» ،»التويتر»،و استعمال خدمة ال»سكايب «وغيرها. حيث تسجل مكاتب اتصالات الجزائر على مستوى ولاية تيزي وزو يوميا العشرات من الشكاوي من طرف هذه الفئة العمرية بسبب انقطاع خدمة الانترنيت أو بطء التدفق ، وتصر العديد منهن على إصلاح الأعطاب سريعا كونهن لا يستطعن الاستغناء عن الانترنيت بسبب الملل والوحدة . ومن بين المدمنات «ع،ملحة « البالغة من العمر 82 سنة من ضواحي الأربعاء نايث ايراثن ، التى أكدت للنصر بأنه لا يمكن لها الاستغناء عن الانترنيت الذي اكتشفت سحره منذ أكثر من 10 سنوات، واعترفت بأن سلوكها يصبح مضطربا وتكون عدوانية عندما يغيب الانترنيت أو ينقطع التيار الكهربائي . و حالة هذه السيدة التي تملك جيشا من الأحفاد لا يختلف عن الكثير من الجدات والعجائز اللواتي يفضلن قضاء معظم أوقاتهن في «العالم الافتراضي». و حذر العديد من الأطباء و في الكثير من المناسبات من خطر الإدمان على الانترنيت الذي يعتبر حالة مرضية ، وما يعرف في الأوساط الطبية باضطراب استعمال الإنترنت الذي أصبح مرضا معترف به رسميا يعاني منه الملايين من البشر حول العالم. و ذكر طبيب يشتغل بمستشفى محمد نذير الجامعي بتيزي وزو أن معظم مدمني الإنترنت يعانون من حالة تشبه تلك التي يمر بها مدمنو المخدرات جراء انقطاع تناولها، فيعانون من عدم توفر الفرصة لدخول الشبكة العنكبوتية أو لعب ألعاب الكمبيوتر، كما تزداد حاجتهم لوقت أكثر لإشباع اهتماماتهم المتعلقة بالانترنت،وعلاوة على ذلك فإن هؤلاء يفقدون الاهتمام بأنواع النشاط الأخرى، ويخفقون في التوقف عن استخدام الانترنت، ويلجأون إليه لتحسين المزاج أو الهروب من الواقع. وقد أثبتت الكثير من الدراسات الحديثة خاصة الأمريكية منها أنه تحصل تغيرات في أدمغة مدمني الإنترنت مماثلة لتلك التي تحدث في أدمغة المدمنين على المخدرات، حيث تطرأ تغيرات سلبية في الروابط بين الخلايا في مناطق الدماغ المسؤولة عن الانتباه والانفعالات والتحكم في حركات الجسم. وهذا ما جعل الكثير من الأطباء ينصحون مدمني الانترنت بضرورة استشارة طبيب نفسي يعطي توصيات حول كيفية تغيير نمط الحياة والخروج من الحياة الالكترونية والالتفات إلى الواقع. فيما يدعو آخرون لتوخي الحذر في تحديد الأعراض وتشخيص المرض، مشيرين إلى أن الفصل بين الحالة الطبيعية والمرض يصعب تحديده.حيث أنه لم تعد المخدرات في الوقت الحالي وحدها هي المسؤولة عن شرور الإدمان . فالانترنت تصيب مستخدمها بالإدمان أيضا، وقد أفرزت حتى الآن بولاية تيزي وزو العديد من حالات الطلاق وفقدان الوظائف والانهيار المالي وغيرها بسبب الاستخدام المرضي للانترنت الذي يؤدي إلى اضطراب في السلوك ، بالإضافة إلى بعض المشكلات كالتأخر في الذهاب إلى العمل وإهمال الواجبات الأسرية والزوجية وما يعقبه من خلافات ومشاكل ، إلى جانب التوتر والقلق الشديدين في حالة وجود أي عائق للاتصال بالشبكة وقد تصل إلى حد الاكتئاب إذا ما طالت فترة ابتعاده عن الدخول إلى عالمه الافتراضي . ويستخدم عادة المدمن على الانترنت الشبكة كوسيلة للهروب من مشاكله أو تخفيف عسر المزاج وقد يكذب على العائلة والأصدقاء ليغطي استخدامه المتزايد للشبكة ،ورغم أن استخدام الانترنيت يعتبر نعمة بالنسبة للكثير إلا أنه نقمة للعديد من المدمنين على استخدامه والذين يسبب لهم المشاكل الصحية والنفسية والاجتماعية والوظيفية التي يسببها الإدمان على الانترنت ومن أهمها الشعور بالعزلة ، حيث أن المدمن على الانترنيت يغرق في عالم افتراضي يمكن أن يؤدي به إلى الانفصال عن حياته الواقعية ، وقد يؤدي الانقطاع الطويل إلى الاكتئاب والقلق وتقلب المزاج ،كما أن الإستخدام المفرط يسبب مشاكل أسرية لأنه لا يدمر حياته فحسب وإنما يمتد تأثير إدمانه ليشمل جميع المحيطين فيؤدي إلى التقصير بواجبات الأهل كما يقل تفاعله مع المجتمع حيث أنه يقضي أوقات أقل مع أسرته يهمل واجباته الأسرية والمنزلية كما تنتج عن ذلك خلافات أسرية تنتج عن غياب المشاركة الوجدانية والفعلية في مجريات أمور الأسرة.