ناقش مؤخرا الباحث عبد الحميد عمران أطروحة دكتوراه في التاريخ القديم للباحث والموسومة ب: الديانة المسيحية في المغرب القديم النشأة والتطور 180430 م بجامعة قسنطينة بمجمع علي منجلي وذلك يوم الثلاثاء 30 أكتوبر 2012م، ويتعلق موضوع الأطروحة بواحدة من الفترات الهامة من تاريخ بلاد المغرب القديم، أثناء فترة الاحتلال الروماني، وانتشار الديانة المسيحية في منطقة المغرب القديم كديانة سماوية جديدة مع بداية القرن الميلادي الأول، في الوقت الذي كانت تنتشر فيه العديد من الديانات الوثنية في المنطقة من ديانات محلية وأخرى وافدة إلى المنطقة من جهات متعددة خاصة تلك الوافدة مع الفينيقيين ومن مصر واليونان ومع المحتل الروماني. مع منتصف القرن الثاني للميلاد بدأت الديانة المسيحية تفد على منطقة بلاد المغرب القديم وتتركز بأهم المناطق الحضرية بالخصوص كمدن قورينة وقرطاج ثم سرتا، كديانة توحيد معادية لعبادة الإمبراطور– الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية- مما جعل السلطة الزمنية تكن لها العداء وتستخدم كل الوسائل لمحاربتها والقضاء عليها. لقد صاحب تلك البداية حركة اضطهاد واسعة في صفوف المنتصرين وخصوصا في قرطاج وسرتا، وكان أغلب المضطهدين من الفئات الفقيرة من المجتمع الروماني ومن بعض الأهالي الذين اعتنقوا هذا الدين الجديد ووجدوا فيه راحتهم الإنسانية، وصبروا أمام بلاء السلطة الزمنية، واتهموا من تخلى منهم بسبب الخوف والاضطهاد بالمرتد والآثم. لقد تقوت دعائم المسيحية شيئا فشيئا بضم العديد من الأتباع، وبالمقابل كان القلق يتزايد في نفوس القائمين بأمر الإمبراطورية الرومانية، والذين لم يستطيعوا وقف انتشارها، أن الديانة المسيحية قد تواجدت بالخصوص في أهم الحواضر وما يدل على هذا التوجه أن الاضطهادات القاسية قد جرت في قرطاج، وذلك في «أبتينا» سنة 180م . ومع بداية حكم الإمبراطور «قسطنطين» سنة 312م تم تبني سياسة التسامح الديني، تم تبني المسيحية كديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية، وبدأت الطبقة الحاكمة والغنية تتنصر،ليبدأ تحول كبير في تاريخ المسيحية في بلاد المغرب القديم تناول موضوع الرسالة فترة هامة في تاريخ بلاد المغرب القديم، لما شهده من تحول في سياسة الرومنة الشاملة، كما أن الموضوع لم تتم دراسته دراسة وافية ومستفيضة في الماضي ماعدا بعض الدراسات في السياق العام، أو تلك الدراسات الكنسية التي لا تخلو من تحيز خاصة بعد فترة تنصر السلطة والانقسام الذي عرفته الكنيسة الأفريقية جاءت الرسالة في خمسة أبواب. تناول الباب الأول المعتقدات الوثنية التي عرفها سكان المغرب القديم. أما الباب الثاني فخصص لنشأة الديانة المسيحية في المغرب أما الباب الثالث فقد خصصه الباحث للانتشار المسيحي في بلاد المغرب القديم، وعالج الباب الرابع الصراع المسيحي-المسيحي في بلاد المغرب القديم أما الباب الخامس فتطرق فيه الباحث إلى الصراع المسيحي _المسيحي وعلاقته بثورات القرن الرابع الميلادي. قال أحد أعضاء لجنة المناقشة عن الأطروحة : الأستاذ الدكتور، عزالدين البشير كردوسي أن هذه الأطروحة تميزت بما يلي: أن الموضوع خاص بمنطقة الشمال الإفريقي، فهو من الموضوعات التي كانت طابو بالنسبة للدراسات الأكاديمية نظرا لحساسيتها، لكن مهما فعلنا فهو تاريخنا وجزء من تاريخ المنطقة إذا لم نحفر عليه نحن نتركه للغير يفعلون به ما يشاءون، إضافة أن في الموضوع نقاط ظل كثيرة ومبهمات عمل الفكر الكولونيالي على تغطيتها ومنها الثورة التحررية اللاهوتية التي قام بها الدوناتيين من شرق الجزائر ضد هيمنة الإمبراطورية الرومانية على المسيحية وعلى رومنة المسيحية،، وقد عمل الفكر الكولونيالي كثيرا لتغطية هذه الثورة, لما تحمله من دلالات كما أن الكثير من السلوكات الدينية للمجتمعات المغاربية والأمازيغية اليوم ..تحمل بقايا الفكر الديني القديم سواء ما قبل المسيحية أو في فترة المسيحية...ولمعالجة هذه الإشكال يجب هضم هذه الفترات ، وهذا لتخليص الدخيل على الفكر الديني الإسلامي. الفترة المسيحية بالجزائر قد مدت الفكر الديني اللاهوتي بعصارة اللاهوتية قل ما نجدها في العالم ، ومن بينها وهو مجهول عند الكثير أن ترجمة الكتاب المقدس تمت بهذه المنطقة. و تألفت لجنة المناقشة من السادة: د: ابن السعدي سليمان أستاذ محاضر - أ - رئيسا أ.د: غانم محمد الصغير مشرفا ومقررا و من أعضاء المناقشة الأساتذة الدكاترة: فيلاح محمد المصطفى و أ.د: معيرش موسى و أ.د: عقون أم الخير و أ.د: كردوسي البشير عزالدين وبعد عرض الطالب ومناقشته وبعد المداولة منح الباحث عبد الحميد عمران الذي هو أيضا أديب وكاتب معروف شهادة دكتوراه العلوم في التاريخ القديم بدرجة مشرف جدا مع التهنئة والتوصية بالطبع.