بريطانيا تتوقع مشاركة قوات أجنبية في الحرب على شمال مالي هدد زعيم الانقلابيين في مالي، النقيب أمادو هايا سانوغو، بتحريك جنوده باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة، و أكد أمام عدد من الجنود، أن الجيش المالي لن ينتظر حتى سبتمبر 2013 ليحرر الشمال. وقال بان الحرب “أصبحت مسألة ساعات فقط" ، فيما أكد مسؤول عسكري بان قوات الجيش المالي تنتظر إشارة “السياسيين" لبدء الحملة العسكرية “". في محاولة للضغط على الأممالمتحدة للموافقة خلال اجتماعها اليوم على نشر قوات التدخل الإفريقي بشكل سريع. من المنتظر أن يحسم مجلس الأمن الدولي، اليوم في الطلب الذي تقدمت به مالي بدعم من مجموعة “الاكواس" بإيفاد قوة عسكرية إفريقية لمساعدة حكومة مالي للتحضير لاسترجاع الشمال الواقع تحت سيطرة جماعات مسلحة منذ مارس الماضي، ويتوقع أن يطلب مجلس الأمن توضيحات بخصوص تمويل البعثة وكذا بعض التفاصيل الميدانية. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بنفسه من مخاطر أي تدخل عسكري. وقال “إنه قد يقضي على أي فرصة للحل السياسي رغم أنه “ضروري على الأرجح كخيار أخير. ومن المتوقع أن يوافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في اجتماعهم اليوم، على إرسال بعثة إلى مالي لدعم التدخل الإفريقي الهادف إلى مساعدة البلاد إلى استعادة السيطرة على الشمال. وحسب هذه الخطة، فان 250 مدربا أوروبيا سينتشرون على الأرجح اعتبارا من شهر جانفي المقبل بالقرب من باماكو، للإشراف على تدريب أربع كتائب من 650 جنديا ماليا خلال ستة أشهر. كما أعلن الاتحاد الأوروبي أمس في بروكسل انه سيقدم مساعدة إنسانية إضافية لمالي بقيمة 20 مليون يورو ما يرفع إلى 101 مليون يورو القيمة الإجمالية التي منحها الاتحاد، وأوضحت المفوضية الأوروبية في بيان أن هذه المبالغ الإضافية “ستساهم في تقديم المساعدة إلى السكان في كل مالي وخصوصا في شمال مالي ولكن أيضا في الدول المجاورة حيث فر اللاجئون الماليون". وستصرف هذه المساعدات لتقديم المواد الغذائية والماء والمعدات الصحية والملاجئ والخدمات الطبية وحماية المواطنين الماليين المعدمين خصوصا الأطفال والنساء والكهول. وذكرت صحيفة “صندي اكسبريس" أن بريطانيا تخطط لإرسال قوات إلى مالي، مع تحول البلد الواقع في غرب إفريقيا إلى مركز الصدارة في الحرب على الإرهاب. ونسبت الصحيفة إلى متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية قوله “إن أي قوات بريطانية تُرسل إلى مالي ستمارس دوراً تدريبياً وليس قتاليا". وأشارت إلى أن هناك مخاوف من احتمال ألا تكون قوة التحالف الإفريقية قادرة على دحر الحركة من أجل الوحدة والجهاد من دون مساعدة عسكرية من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا. وقالت إن هذا الاحتمال سيدفع واشنطن وباريس ولندن عن مضض لتوسيع دورها في مالي. وتبدي اغلب الدول مخاوفها من فشل خطة التدخل العسكري الإفريقية لاستعادة شمال مالي، وحذر وزير الخارجية مراد مدلسي، في حديث لقناة “العربية" الفضائية من “أفغنة مالي" وقال إن أي تدخل عسكري غير مدروس في شمال مالي، يمكن أن يحولها إلى أفغانستان أخرى، مؤكدا على أن الجزائر تسعى إلى تعزيز الوحدة في مالي وليس الانقسام. وتحدث مدلسي، عن غياب رؤية واضحة للحل العسكري الذي طالبت به دول أوروبية، مشيراً إلى أن المحافظة على مالي لا يتحقق بدون مساعدات مالية ودعم المؤسسات الرسمية. مؤكدا بأن التعاون العسكري مع حكومة مالي مطلوب لضمان وحدة تراب البلاد. وتابع وزير الخارجية، أن الحوار القائم الآن بين المتمردين في مالي والسلطة شيء محمود، كما أن الجزائر على اتصال دائم بجميع الأطراف، فضلا عن وجود محادثات تجريها دولة بوركينافاسو مع نفس الأطراف. ومع تراجع صوت الدول الداعمة لخيار الحرب في مالي، الداعين إلى الحرب في مالي، تحدثت مصادر إعلامية في مالي، أن مسؤولين عسكريين بدأوا في تحضير أفراد الجيش المالي لإطلاق عملية عسكرية قبل المهلة المحددة لقوة التدخل الإفريقية، في محاولة لفرض الأمر الواقع وإرغام قوة التدخل الإفريقية على الانتشار، وقالت صحيفة “لي ايكو" المالية، أن زعيم الانقلابيين في مالي، النقيب أمادو هايا سانوغو، أكد أمام عدد من الجنود، أن الجيش المالي لن ينتظر حتى سبتمبر 2013 ليحرر الشمال. وكتبت الصحيفة أن “الضابط الذي أسقط نظام أمادو توماني توري، أجرى جولة مفاجئة في ثكنات عسكرية بالعاصمة باماكو مساء الاثنين الماضي، وذلك من أجل أن يقول لإخوته في السلاح أن يستعدوا للمعركة ضد من يحتلون الشمال، وهي الحرب التي قال إنها أصبحت مسألة ساعات فقط". وتضيف الصحيفة أن “النقيب الذي يترأس التجمع العسكري لمتابعة إعادة بناء قوات الدفاع والأمن، أكد أن السلاح الذي كان محجوزاً في ميناء غينيا سيصل إلى باماكو خلال ساعات». وأكد موظف كبير في وزارة الدفاع “في جميع الأحوال سيضطر الجيش المالي في وقت ما لتحمل مسؤولياته، وثمة استعدادات جارية لتولي مصيرنا بأنفسنا"، رافضًا إعطاء مزيد من التفاصيل. وقال عسكري مالي في اتصال هاتفي أجري معه في سيفاريه قرب موبتي (وسط) على حدود المناطق الخارجية عن سيطرة باماكو، أنه “لا ينتظر سوى أوامر السياسيين للتوجه إلى الشمال».