سأظهر على حقيقتي في "للأحزان نصيب" بدأت رحلة مفيدة عداس مع المسرح بمسقط رأسها بمدينة قالمة و استطاعت بحضورها المميّز أن تلفت انتباه أساتذتها في الفرق المسرحية التي شكلت بداية التجربة خاصة مع جمعية هواري بومدين التي مثلت معها العديد من الأدوار ، قبل توجهها في مرحلة لاحقة لمسرح الطفل أين أصبحت نجمة العروض الأولى في المدارس، مما دفعها للتوغل أكثر في المغامرة بتشكيل ثنائي رفقة شقيقها. مفيدة لم تكتف بتجربتها على خشبة أب الفنون و راحت تبحث عن الأضواء في الشاشة الصغيرة و تخوض تجربة جديدة من خلال / قهوة القوسطو/ الذي كشف الوجه الآخر لهذه الممثلة الطموحة فكان البرنامج بمثابة بوابة نحو تجارب أخرى و مشروع ممثلة ناجحة. و في هذا الحوار تكشف الفنانة عن طموحاتها و مشاريعها. رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة و خطوة مفيدة الأولى انطلقت من المسرح أليس كذلك ؟ - نعم، البداية كانت فعلا من المسرح الذي يساعد الفنان على تحقيق الذات الفنية و مواجهة الرأي الأخر...و بالنسبة لي كأنثى في وسط و مجتمع لا يتقبل في الكثير من الأحيان وجودها خارج المساحة المحدّدة اجتماعيا، كان علّي التحدي بعزيمة كبيرة فكانت التجربة الأولى متذبذبة لاعتبارات و أسباب عديدة و عوامل غير مشجعة أهمها انعدام المقرات و الإمكانيات. غير أن إصرارك على التحليق رغم كل الصعوبات ساعدك على التواجد الدائم في الحركة المسرحية بمدينة قالمة ؟ - نعم ، لكنني كنت دائمة البحث عن الحقيقة و عن الجديد... و بتواصلي مع جميع الفعاليات و الأطراف العاملة على تكريس الفعل المسرحي بالمدينة تمكنت من المشاركة في العديد من الأعمال و الأدوار و بالتالي بدأت الرحلة الفعلية للبحث عن التميّز في كل شيء من خلال البحث المستمر في الفترة الثانية عن الأدوار التي تسمح لي بالتألق و ليس الأدوار التي أكرر نفسي من خلالها. ماذا عن تجربتك في مسرح الطفل ؟ وجدت نفسي أكثر استعدادا للعطاء و أنا أواجه عشرات الأطفال المهتمين و المتعطشين للفرجة الحقيقية من خلال أدوار بهلوانية تستهويهم و تأخذهم لعوالم يحلمون بها أو يريدون تقمصها وهو ما استطعت تحقيقه أو النجاح فيه بعد أن حققت الكثير من شروط العرض الخاص بالأطفال فأردت تحقيق نسبة كبيرة من الانتشار بتشكيل ثنائي مع شقيقي المتخصص في هذا المجال و احمد الله على التوفيق الكبير بوجودي الدائم في أغلب الفعاليات الخاصة بالبراءة على المستوى الوطني. تجربتك في برنامج "قهوة القوسطو "مع إحدى الفضائيات الخاصة ساعدك على البروز أكثر كوجه نسوي كوميدي، فما مدى أهمية هذا التنوّع في التجربة و ماذا أضاف لك التلفزيون؟ - الحقيقة أنني لم أكن أبدا أنوي المشاركة في هذا البرنامج و لكن الصدف فقط هي التي جعلتني أقدم على هذه التجربة التي سمحت لي بالدرجة الأولى بالانتشار بالإضافة للمغامرة الكبيرة التي صاحبت مشاركتي في لأنني كنت مطالبة بتقديم الجديد كل أسبوع و إقناع المتفرج بالدور وهي مهمة في غاية الصعوبة و التي تتطلب جهودا كبيرة للبقاء على الأقل في مستوى الظهور الأول و البحث الدائم عن الجديد في الموضوع و الأداء لتأكيد ذاتي بعد كل ما وجدته من دعم من لجنة التحكيم و أيضا ما منحه لي التلفزيون من جماهيرية و شعبية خاصة بمسقط رأسي. تشاركين هذه الأيام في مسلسل تلفزيوني ما هو دورك وماذا تتوقعين من هذه التجربة الجديدة ؟ - أنا في الحقيقة أعمل منذ صغري على تحقيق هدف بلوغ مستوى عال يصنع لي اسما في المسرح و السينما و التلفزيون لأنها غاية كل فنان، و أظن أن حلمي بدأ يتحقق و يتجسد على أرض الواقع... و مشاركتي في مسلسل / للأحزان نصيب / للمخرج حمزة بلحاج ستمكنني من وضع الخطوة الأولى في طريق قد يكون شائكا، لكنني مصرة على السير فيه، لأنني أعمل بصدق كبير و أتفانى في أداء دوري... حيث سأمثل دور الأم في دار العجزة و الذي سيكون صورة حقيقية عني خاصة أن المخرج عبّر في العديد من المرات رضاه عن أدائي و هو ما قد يفتح لي أفاقا أوسع في المستقبل. هل من مشاريع أخرى في الأفق؟ - نعم أعكف منذ مدة على تقديم مونودراما تحت عنوان / الصرخة المجهولة / لكن للأسف اضطررت عدة مرات لتأجيله نظرا لارتباطاتي الكثيرة...و أحاول من خلاله إبراز علاقتي الوطيدة بالخشبة و هو ما يتطلب جهدا كبيرا و لذي لا أريده أن يكون تجربة فاشلة بقدر ما أريده بداية لعروض أخرى أكثر أهمية.