المخرج عبد السلام دعاس ينتظر الضوء الأخضر لتصوير خمسة أفلام ثورية خطفه الفن و كتابة الأشعار و الأغاني إلى جانب البحث عن أسرار لم يكشف عنها بعد في تاريخ الثورة التحريرية، من مهنته الأصلية كأستاذ في الرياضيات،فلم يقاوم المخرج و السيناريست عبد السلام دعاس ميوله الطاغية،حيث بدأ مساره الفني بصقل مواهبه بدراسة قواعد كتابة السيناريو عن طريق مراسلة معهد مصري و لم يلبث أن انتقل إلى فرنسا و دبي لدراسة الاخراج.و بعد أبحاث استغرقت ثلاث سنوات ،تمكن من كتابة خمسة سيناريوهات لأعمال ثورية تاريخية قدمها للجنة القراءة بوزارة المجاهدين فكللت بالموافقة وهو الآن في انتظار الضوء الأخضر لتجسيدها سينمائيا . كما انتهى مؤخرا من تصوير فيلم اجتماعي عنوانه "المدخل "بالغرب الجزائري و سينطلق في الأيام القليلة القادمة في تصوير فيلم رعب عنوانه "السيناريست" بمدينة قسنطينة ثم فيلم "ممنوع الزواج" الذي سيعيد من خلاله عثمان عريوات إلى جمهوره و سيصوره أيضا بقسنطينة إلى جانب قالمة و سوق أهراس، مؤكدا بأن بجعبته 14 سيناريو آخر و كل أعماله باستثناء فيلم "أسوار الحمام" يكتبها و يخرجها بنفسه لتكون حسبه أكثر صدقا و مصداقية . المخرج أوضح في اتصال بالنصر،بأن الفضل في كتابته لسيناريوهات أفلام ثورية حول معارك منسية اندلعت بمختلف أنحاء الوطن ضد الاستعمار الفرنسي الغاصب، يعود لوزارة المجاهدين التي شجعته و قدمت له رخصا للتنقيب في الأرشيف و الاطلاع على المراجع و جمع الشهادات الحية.مشيرا إلى أن الفيلم الثوري الأول الذي كتبه عنوانه"أسوار الحمام"و يجسد جوانب من معركة "فلاوسن"بالغرب الجزائري و قد أسند مهمة اخراجه لمحمد زكريا . و الفيلم الثاني عنوانه "كتيبة الموت"و يسلط الضوء على بسالة العقيد محمد الطاهر عبيد الشهير باسم الحاج لخضر و فرقته و المعارك التي شنوها ضد الجيش الفرنسي بمنطقة الأوراس و الفيلم الثالث عنوانه "أسود الصحراء" و يسرد فصول معركة اندلعت بمنطقتي العرق و حاسي ساكا بين تيميمون و أدرار و أكد بأن هذا العمل يعتبر الأول من نوعه إذ يصور معركة طواها النسيان في عمق الصحراء الجزائرية.و قد قضى سنة و ثلاثة أشهر في البحث عن خباياها و أبعادها .أما الفيلم الرابع فعنوانه"مثلث الأبطال السبعة"و يقدم من خلاله قصة واقعية بطلها راعي غنم بمنطقة آريس من أقاربه اتصل به ليخبره بأنه عثر على مذكرة سرية تحمل ختم جبهة التحرير الوطني تتحدث عن تشكيل "كومندوس"يتكون من سبعة مجاهدين يمثل كل منهم منطقة معينة ببلادنا و تم انتقائهم وفق معايير خاصة تتعلق بشدة الذكاء و الشجاعة و القوة و قد كلف هؤلاء بتنفيذ ست عمليات عسكرية و شاء القدر أن يستشهد ستة مجاهدين في العملية الأخيرة و قام السابع الذي بقي على قيد الحياة بإخفاء المذكرة لعقود من الزمن .و يحمل الفيلم الخامس عنوان "عرائس الشهداء"و هو يعكس السيرة الذاتية لفدائية من منطقة البيض اسمها فاطمة عباد لا تزال على قيد الحياة . و بهذا الخصوص قال السناريست المخرج:"أنا فخور لأن لجنة متخصصة بالأفلام الثورية تابعة لوزارة المجاهدين صادقت على هذه السيناريوهات الخمسة و ثمنت ثمار سنوات من البحث و الجهد بذلتها من أجل تخليد ثورة بلادي. أتكفل بإخراج جميع هذه الأعمال باستثناء فيلم "أسوار الحمام "الذي سيخرجه محمد زكريا و لن أتردد في انتاجها بمالي الخاص. كان من المفروض أن تقدم ضمن برنامج خمسينية الاستقلال لكنها أجلت إلى هذا العام بعد الجدل الذي أثاره بعض المخرجين و أنا الآن في انتظار الضوء الأخضر لتصويرها". و في انتظار ذلك هو منهمك في إخراج أعمال أخرى كتبها فقد انتهى كما أكد- من تصوير فيلم اجتماعي مدته ساعة ونصف عنوانه "المدخل"بالغرب الجزائري.و سيشرع في الأيام القليلة القادمة في تجسيد فيلم من نوع الرعب عنوانه "السيناريست"بفيلا منعزلة بقسنطينة و قد أسند بطولته لسليم أودينة و حرودي و فيفي و مباشرة بعد الانتهاء منه سينطلق في تصوير فيلم "ممنوع الزواج"الذي سيعيد من خلاله الممثل الكوميدي عثمان عريوات إلى الساحة الفنية بعد طول غياب.كما قدم للتليفزيون الجزائري سيناريو مسلسل عنوانه "خيول الشرق". و يرى محدثنا الذي كان يكتب الأغاني و الأشعار قبل أن يتحول لكتابة محاولات لسيناريوهات أفلام ،بأن الموهبة هي الأساس في ممارسة أي نوع من الفنون لكن من الضروري صقلها بالتكوين و الدراسة و يتأسف لأن الغالبية العظمى ممن يصنفون في خانة كتاب السيناريو ببلادنا لا علاقة لهم بقواعده و أسسه العلمية المنهجية.و أسر إلينا بأنه يفكر في إنشاء شركة للإنتاج السمعي البصري و لو أنه من الصعب الجمع بين قبعات السيناريست و المخرج و المنتج في نفس الوقت.