الطيران الفرنسي يقصف الحركة العربية في أزواد في إن فارا قصف الطيران الحربي الفرنسي امس مواقع لجماعة الحركة العربية الأزوادية التي يتزعمها ولد حماها و هو من قبيلة البرابيش العربية في بلدة إن فارا بالقرب من الحدود الجزائرية في مقاطعة كيدال شمال مالي، و أوقع القصف أربعة جرحى حسب متحدث باسم الجماعة التي طلبت من فرنسا الحياد في حربها مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد. و استهدف القصف الصاروخي من الجو مركبات للحركة العربية التي تتألف من منشقين عن جماعات انصار الدين و التوحيد و الجهاد في غرب أفريقيا، و هي الجماعات التي اشتبكت مع الجنود التشاديين في أدرار إيفوغاس قبل ايام و كبدت القوات التشادية خسائر جسيمة بسقوط 23 جنديا منهم ضابط برتبة كبيرة، كما خسرت تلك الجماعات حسب القيادة العسكرية التشادية 65 عنصرا من مقاتليها. على صعيد آخر أبدت فرنسا تحفظاتها بشأن قدرة الجيش المالي على تسلم زمام الامور في مدن الشمال التي ساعدته على دخولها منذ 11 جانفي و قالت مصادر مسؤولة في باريس أن الجيش المالي لا يزال غير قادر على فرض سيطرته في شمال البلاد، بينما يشكو عناصره من قلة التجهيزات و العناية و قلة المؤونة أحيانا. و قد رحب الجنرال الفرنسي فرنسوا لوكوانتر الذي يقود مهمة الاتحاد الأوروبي للتدريب في مالي، في باماكو و"بإدراك الوحدات المالية الكامل لوضع الجيش المتدهور "، وقال "اليوم نحن نعرف بدقة ان الجيش المالي يحتاج إلى إعادة تنظيم كبرى، وقد أقول إعادة تأسيس". والبعثة التي حددت مدة مهمتها الأولية ب15 شهرا ستبدأ في أفريل تدريب أكثر من 2500 جندي مالي. الهدف هو بحسب رئيس أركان الجيش المالي الجنرال إبراهيم ضاهر ديمبيلي "السماح للجيش المالي على المدى المتوسط باكتساب قدرات القتال اللازمة لمواجهة التهديد الداخلي مع مساهمته في الاستقرار في مجمل المنطقة".وتابع "إنه هدف معقد" لكن "طرد الإرهابيين من مالي من دون تدريب الجيش لإعادة قدراته العملياتية إلى مستواها المطلوب يوازي معالجة أعراض المرض وتجاهل أسبابه".وأضاف "إننا نحتاج إلى تدريب لسد العجز في القدرات".وتعرض الجيش المالي الضعيف التجهيز لتجربة قاسية منذ أكثر من عام من قبل الجماعات الإسلامية المرتبطة بالقاعدة والتي أفادت مصادر متطابقة أنها تزودت بالأسلحة في ليبيا في أعقاب سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.وأفاد مدرب أوروبي "لا يكفي شهران لتدريب جنود جيدين، لكن يمكن تدريبهم على لبس بزتهم كما ينبغي واستخدام سلاح، وإحلال حس الانضباط لديهم".لكن على المستوى الدبلوماسي تبحث فرنسا انسحابها تدريجيا من مالي.فقبل أسبوعين طلبت باريس من الأممالمتحدة الإعداد لإرسال قوة لحفظ السلام "بإشراف القبعات الزرق عندما تسمح الظروف الأمنية بذلك" بحسب السفير الفرنسي في الأمم المتحد جيرار ارو الذي أفاد انه سيلزم "عدة أسابيع لاتخاذ قرار" وصدور قرار في مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن. كما تبدو القوة الدولية لدعم مالي المؤلفة من قوات عدد من دول إفريقيا الغربية ولا تشمل حوالي ألفي رجل أرسلتهم تشاد غير مستعدة كذلك لرحيل الفرنسيين في مستقبل قريب فيما يفترض أن تحل محلها إلى جانب الجيش المالي. و على المستوى الإنساني أشارت تقارير الأممالمتحدة إلى الآثار المأساوية للحرب في مالي على السكان المدنيين و قالت ان نصف مليون شخص متواجدون في مقاطعتي كيدال و غاو ينتظرون اللجوء إلى الجزائر و قد عانت العائلات التارقية من شتى صنوف الحرمان بفعل أجواء الحرب، كما أنها تخشى من تعرضها للانتقام من مختلف الاطراف بعد نشوب قتال بين الجماعات المسلحة في إقليم أزواد و بروز علامات التوتر العرقي بين الماليين السود و التوارق و العرب.