الشيخ بوعمران لم يعد مقتنعا بفكرة حوار الحضارات قال الدكتور الشيخ بوعمران رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أمس أنه لم يعد مقتنعا بفكرة حوار الحضارات وهو الذي كان من المدافعين عنها وذلك على خلفية الحملة الشرسة التي تستهدف الاسلام في السنوات الأخيرة ومنها قرار حظر المآذن في سويسرا. وأوضح الدكتور بوعمران في منتدى القناة الاولى للاذاعة الوطنية ان هذا القرار وبغض النظر عن أنه يكرس تمييزا واضحا ضد الاسلام والمسلمين فهو غير مؤسس ولا يستند الى سبب حقيقي حيث ان المساجد التي تنتصب فوقها مآذن في سويسرا لاتتعدى الأربعة كما انه تأكد - كما قال - عن طريق سفير سويسرا بالجزائر من ان هذه المساجد لايرفع بها آذان صلاة الفجر احتراما للسكان المجاورين لها وحرصا على راحتهم وعدم ازعاجهم اضافة الى ان المسلمين لم يسيؤوا بأي شكل من الأشكال للمسيحية ولم يسجل أي حادث في هذا الاطار. رئيس المجلس الاسلامي الاعلى قال انه كان الى فترة جد قريبة يؤمن بفكرة حوار الحضارات بل انه كان من المدافعين عنها وقد اجتهد في تقديم الدلائل التاريخية التي تسندها لكنه بدأ يتراجع مؤخرا عن هذه الفكرة شيئا فشيئا كما اضاف بعد الحملة الشرسة التي يتعرض لها الاسلام من الغرب وآخرها حظر المآذن بسويسرا وقال ان المتكلمين باسم الكنيسة حاليا تطغى على خطاباتهم روح التفوق وهو ما يقف عائقا في وجه أي حوار. أما في ما يخص قضية منع الحجاب في بعض الدول الاوروبية فقد تساءل الدكتور بوعمران اذا كان الاوروبيون يؤمنون حقيقة بحرية العقيدة مذكرا بأن المبدأ الذي نادى به هؤلاء في البداية كان ابعاد الرمور الدينية الظاهرة لكل الديانات غير انهم تناسوا رموز اليهودية والمسيحية وبقي الاتهام ضد رموز المسلمين فقط. وفي هذا الاطار كشف المتحدث ان هيئته تقدمت باقتراح لمنظمة الأممالمتحدة يقضي بسن قانون يهدف لحماية كافة الديانات بما فيها الاسلام من اي شكل من اشكال الاعتداء وذلك على شاكلة القانون المعمول به حاليا في بريطانيا والذي يعاقب المسيئين للديانة المسيحية وارجع تصويت السويسريين بنسبة 57 بالمئة على قرار منع المآذن الى التعبئة التي قادها حزب اليمين المتطرف بالاضافة الى الافكار المشوهة عن الاسلام والتي تروج لها وسائل الاعلام الغربية والتي تربطه بالارهاب. فكل المجتمعات حسب الدكتور بوعمران فيها اقلية متطرفة واغلبية معتدلة فلماذا يركزون على الأقلية المتطرفة ويغفلون الاغلبية المعتدلة عند المسلمين يتساءل المتحدث كما ان الارهاب حسبه متواجد في كل انحاء العالم كإسبانيا وسيريلانكا وغيرها، ولايقتصر على البلدان الاسلامية وحسب. الدكتور بوعمران الذي عبر عن معارضته الشديدة لما يسمى بتحديث الاسلام والذي يهدف كما قال الى تغييره والمساس بمبادئه طالب باعادة النظر في كل ما يكتب عن الاسلام في أوروبا والمثال على ذلك كما قال ما نشرته مجلة "بوكس" البريطانية والتي تكلمت عن القرآن الكريم بصفة مشوهة يضاف الى ذلك معجم الديانات الذي نشر مؤخرا في أوروبا والذي يتكلم فيه المسيحيون عن المسيحية واليهود عن ديانتهم بينما يتكلم عن الاسلام غير المسلمين كما دعا المتحدث في الاخير المفكرين والمثقفين الغربيين الى الرجوع الى العقل والاعتدال وان يأخذوا الصورة الحقيقية للاسلام من بعض المستشرقين امثال لويس ماسيينون وجاك بارك، في حين دعا المسلمين الى الوسطية والبعد ما أمكن عن التطرف.