يعاني سكان حي واد يعقوب أو كما يفضل الجميع تسميته بالجذور ببلدية قسنطينة من أزمة عطش منذ بداية تكوين الحي سنوات الستينيات . حي الجذور الذي تسكنه أزيد من 700 عائلة بشق الحي الفوضي و حوالي 700 عائلة أخرى بتحصيص بن عبد المالك، لا تملك حتى حنفيات في بيوتها المتلاصقة لعدم ربطها بشبكة نقل مياه الشرب التي تعتبر من ضروريات الحياة على الرغم من أنهم زودوا بالإنارة العمومية التي تبقى ناقصة و الغاز الطبيعي.سكان حي الجذور قالوا بأن غياب الماء عن حنفياتهم نغص حياتهم و جعلهم في معاناة دائمة بسبب البحث عن هذه المادة الحيوية التي يضطرون لجلبها طوال هذه السنوات من أحد الآبار الثلاثة المتواجدة بالحي و التي أغلق أحدها مؤخرا بسبب جفافه.و لضمان الحصول على 20 لترا من المياه الصالحة للشرب يوميا لكل عائلة كما يشترط صاحب البئر لضمان حصول أكبر عدد ممكن من السكان على الماء فإنهم يشرعون في تنظيم طوابير طويلة منذ الساعات الأولى لليوم بدلائهم أمام منزل صاحب البئر إلى غاية السادسة مساء موعد فتح الحنفية للمواطنين و الذي لا يستمر لأكثر من ساعتين فقط، غير أن اليوم ينتهي في أغلب الأحيان بشجار بين المواطنين على الدور.أما مياه الغسيل و التنظيف فإن سكان الجذور يقومون بشرائها من الصهاريج التي يقدر سعر الواحد منها ب1000 دينار على الرغم من أنه لا يكفي لاستعمال أكثر من أسبوع وهو ما قال في شأنه السكان بأنه ضريبة ثقيلة عليهم و تكلفته شهريا أكثر مما كانوا سيدفعونه كفاتورة استعمال المياه عبر حنفياتهم.رئيس جمعية "الشروق" لحي الجذور أكد بأنهم راسلوا الجهات المعنية منذ حوالي 16 سنة غير أنهم لم يتلقوا سوى الوعود التي لم تنفذ بعد ،مشيرا إلى أن سكان الحي يعانون أيضا من مشكل نقص وسائل النقل حيث لا تعمل على نقلهم نحو وسط المدينة إلا حافلة واحدة قال السكان بأنها لا تعمل بانتظام كما تحدثوا عن مشكل الطرقات غير المعبدة و المهترئة و التي تضيق في أغلب النقاط بسبب أعمدة الكهرباء الموضوعة بطريقة عشوائية.غياب الماء ليس مقتصرا على المنازل فقط، و إنما تعاني منه حتى المدرسة الابتدائية الوحيدة الموجودة بالحي و التي تم غلق مراحيضها بسبب انتشار الروائح بعد أن توقف تزويدها بالمياه عن طريق الصهاريج حسب رئيس لجنة الحي. أما مندوب القطاع فقد أكد بأن إشكال حي الجذور سيحل قريبا بشكل نهائي مؤكدا بأنه تم وضع خطة عمل سيشرع في تطبيقها خلال الأيام القليلة المقبلة.