أعمال عنف و إحراق مقر الاتحاد المصري لكرة القدم وناد للشرطة في القاهرة أيدت محكمة جنايات بورسعيد بأكاديمية الشرطة في جلستها أمس في القاهرة إعدام 21 متهما في قضية شغب رياضي وقع بالمدينة الساحلية العام الماضي و أسفر عن مصرع 74 شخصًا من ألتراس النادي الأهلي، في أعقاب الأحداث التي شهدتها مبارة كرة القدم بين فريقي النادي الأهلي والمصري.و أدى صدور هذه الأحكام إلى اندلاع أعمال عنف بكل من القاهرة و بور سعيد. أكدت محكمة جنايات بورسعيد أمس، حكم الإعدام بحق 21 متهما في قضية "مجزرة ملعب بورسعيد"، وبالسجن المؤبد 25 عاما بحق 5 متهمين، والسجن 15 عاما ل 10 آخرين بينهم عبد الله سمك، مدير أمن بورسعيد الأسبق.كما حكمت المحكمة بالسجن 10 سنوات بحق 6 متهمين، و5 سنوات لمتهمين إثنين وسنة مع الشغل لمتهم، فيما أصدرت أحكاما حكم البراءة بحق 28 متهما.وكانت المحكمة أصدرت بإلاجماع ، حكما تمهيديا بجلستها السابقة في 26 جانفي الماضي، بإحالة أوراق 21 متهما، من أصل 73 متهما في القضية، إلى مفتي الديار المصرية لاستطلاع رأيه الشرعي في شأن إصدار حكم بإعدامهم، إلا أن رأي المفتي لم يصل للمحكمة حتى الخميس الماضي. وجاء من بين الذين قضي بإحالة أوراقهم إلى المفتي، 10 متهمين محبوسين احتياطيا على ذمة القضية، و 5 متهمين مخلى سبيلهم على ذمة القضية، ومتهمين هاربين. من جانبها طعنت النيابة العامة المصرية في براءة 28 متهما في قضية بورسعيد. يذكر أن من بين المتهمين 9 من كبار القيادات الأمنية في محافظة بورسعيد وقت وقوع الحادثة، وهم مدير الأمن ونائبه ومساعداه وقائد قوات الأمن المركزي، الذين اتهموا بتسهيل دخول مرتكبي جرائم قتل مشجعي النادي الأهلي، وإحجامهم عن أداء واجباتهم لحفظ النظام والأمن العام وحماية الأرواح والأموال ومنع وقوع الجرائم. و في تطور سريع بعد صدور هذه الأحكام تم حرق مقر الاتحاد المصري لكرة القدم أمس بعد دقائق من إحراق نادي ضباط الشرطة في الزمالك وسط القاهرة . وقال ضابط في الأمن المصري لوكالة الأنباء الفرنسية أن مشجعي نادي الاهلي المعروفون باسم "التراس" اقتحموا المبنى وأضرموا النار في مبانيه. واستخدم سكان المنطقة الراقية من القاهرة التي يقع فيها النادي خراطيم المياه التي يستعملونها في ري حدائقهم لإخماد النيران. وتحطم زجاج نوافذ العديد من المباني الأخرى. وقال التلفزيون الرسمي أن عدة مئات من "التراس" يتوجهون الى مبنى وزارة الداخلية. و نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان تأكيدهم أن نحو ألفي محتج أوقفوا عمل العبارات في قناة السويس أمس السبت وحاولوا تعطيل الملاحة في القناة بعد نحو ساعتين من صدور حكم بإعدام 21 متهما معظمهم من سكان مدينة بورسعيد التي تقع على المدخل الشمالي للقناة .وقال شاهد لرويترز إن المحتجين أطلقوا سبعة مراكب في المجرى الملاحي وإن ثلاثة زوارق تابعة لسلاح البحرية المصري قامت بإعادة المراكب إلى مرساها. وأضاف أن المحتجين أوقفوا عمل المعديات بين بورسعيد ومدينة بور فؤاد التي تقع على الضفة الشرقية لقناة السويس. و أوردت وكالة الانباء الفرنسية،أن الأوضاع في مدينة بور سعيد متوترة للغاية عقب صدور هذه الأحكام القضائية .وذكر مراسل الوكالة أن الآلاف من أهالي المدينة تجمعوا في مسيرات تزحف في اتجاه مبنى ديوان عام محافطة بور سعيد الذي تقوم وحدات الجيش المصري بحمايته. وردد المتظاهرون شعارات من قبيل "باطل باطل" في إشارة إلى أحكام المحكمة معتبرين أنه قد تم التضحية بأهالي بور سعيد لإرضاء "ألتراس الأهلي وأضاف أن محتجين أشعلوا إطارات السيارات عند رصيف ميناء بورسعيد لمنع وصول السفن. وهدد مشجعو الأهلي بنشر الفوضى في مصر إذا لم تصدر أحكام قاسية في القضية بينما قال مشجعو المصري الذين تضمهم رابطة ألتراس جرين إيجلز في صفحة الرابطة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أمس "قضاء مسيّس لتهدئة طرف يخشاه النظام ولكن فليعلم النظام بأن بورسعيد ليست كبش فداء لترضية طرف على حساب مدينة يظنون أنها صغيرة وسهل المنال منها." للإشارة، حدث الشغب في ملعب بورسعيد في الأول من فيفري من العام الماضي. وقال مشجعو الأهلى الذي له شعبية واسعة في مصر إن الشغب دبرته السلطات انتقاما من المشجعين الذين لعبوا دورا في الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في فيفري 2011.