أصحاب السكنات الهشة يغلقون مقر الدائرة و الوطني رقم 16 قام صباح أمس العشرات من قاطني السكنات الهشة بمدينة بئر العاتر ولاية تبسة بتنظيم حركة احتجاجية ، أقدموا خلالها على غلق مقر الدائرة في حدود الساعة التاسعة صباحا ، و كذا غلق الطريق الوطني رقم 16 الذي يمر بالقرب من مقر الدائرة ،في محاولة منهم للفت انتباه المسؤولين لوضعيتهم التي توصف بالمزرية ،و كرد فعل لعدم مقابلتهم لرئيس الدائرة أثناء محاولتهم لقائه لطرح انشغالهم عليه، أين أخبروهم بأنه غير موجود بمكتبه، و هو ما زاد في احتقانهم و غضبهم و دفعهم للجوء إلى الاحتجاج السلمي . المحتجون الذين اتصلت بهم " النصر " أكدوا على أن إقدامهم على هذه الحركة جاء بعد يأسهم و نفاذ صبرهم من الوعود المتكررة من طرف مصالح الدائرة بقرب ترحيلهم إلى سكناتهم التي يقولون أنها انتهت بها الأشغال ولم توزع عليهم، خاصة وأنهم ينتظرون تسليم مفاتيح سكناتهم الجديدة المقدر عددها بنحو 403 سكنات منذ 03 سنوات بعد أن قاموا بجميع الإجراءات القانونية ،ناهيك عن تحديد قائمة المستفيدين من الحصة السكنية ،التي شملت مستفيدين من مختلف أحياء المدينة ممن تتوفر فيهم الشروط ، متسائلين عن السبب في تأخير توزيع السكنات في حين أن الأشغال انتهت و باتت جاهزة للتسليم ، و هو الأمر الذي جعلهم في قمة الغضب مما وصفوه بتماطل الجهات الوصية التي كانت حسب أقوالهم قد قدمت لهم وعودا بالترحيل ، وكان آخرها أن يكون ترحيلهم قبل حلول شهر رمضان و لكن لم يتحقق أملهم ، و لم يخف بعض المحتجين الحديث عما يعيشون من حياة قاهرة بسبب الوضعية الصعبة والخطيرة التي تتواجد عليها حالة البيوت الهشة التي يسكنونها منذ عقود من الزمن ، حيث لم تعد صالحة للسكن لعدم توفر المواصفات الموجودة في غيرها من السكنات ، كالتشققات ، والضيق ، حتى أن هناك من يتقاسم حجرة واحدة مع جميع أفراد أسرته ، وتزداد المعاناة أثناء فصل الشتاء حيث كلما تساقطت الأمطار يضطرون للمبيت في العراء أو في فصل الصيف و حرّه الشديد الذي لا يقاوم في ظل الغياب التام لوسائل التبريد ، وقد أثرت هذه الظروف المحيطة بهم على عائلاتهم و أبنائهم الذين أصبحوا يشكون من أمراض كثيرة لا يقوون على علاجها لقلة ما في اليد ، و قد طالب المحتجون بتحرك والي الولاية من أجل إنهاء معاناتهم و ترحيلهم إلى سكناتهم الجديدة ، وبغرض احتواء الوضع اجتمع رئيس دائرة بئر العاتر بممثلين عن المحتجين ،أين استمع لتدخلاتهم التي انصبت في مجملها بضرورة ترحيلهم إلى مساكنهم الجديدة ، غير أن مسؤول الدائرة أكد لممثلي المحتجين أن مشروع إنجاز السكنات الموجهة لأصحاب السكنات الهشة لم تنته الأشغال ببعضها ، مضيفا أنه مستعد لتقديم السكنات في أقرب الآجال و لكن لا يمكن التسرع في اتخاذ قرار تسليم هذه السكنات دون اكتمال الأشغال بها كما يطالب المحتجون ،ووعدهم بنقل انشغالهم لوالي الولاية بعد عودته من العاصمة ، وقد تفهم ممثلو المحتجين الوضع وتمنوا أن تستحيب السلطات لمطلبهم ، وبعد مغادرتهم لمكتب رئيس الدائرة ، تم فتح مقر الدائرة للموظفين والطريق الوطني في وجه حركة المرور التي عرفت تذبذبا كبيرا .