تنسيق أمني جزائري تونسي ليبي لمواجهة القاعدة صارت الجزائر مع تواصل التدهور الأمني في البلدين الشقيقين المجاورين ليبيا و تونس مقصدا مهما و رئيسيا لمسؤولي البلدين الراغبين في اتخاذ المزيد من الخطوات التي تمنع سقوط الدولتين اللتين شهدتا ثورتين على نظامي الحكم السابقين. فقد أصبح التعاطي مع نتائج تلك التغييرات العنيفة خصوصا في ليبيا صعبا و محفوفا بالمخاطر و مخيفا لدرجة الخشية من ظهور فضاءات و مناطق بكاملها خارج سيطرة الدولة و مرتعا لعصابات التهريب و تجار السلاح و المخدرات من كل الأصناف. في ظل التطورات الدرامية التي تعرفها الساحة على امتداد ساحل افريقيا الشمالية من القاهرة شرقا حتى الرباط غربا و الهزات التي تعرفها تلك العواصم تخطب طرابلس و تونس ود الجزائر و تطلبان مساعدتها في التصدي للمجموعات الإرهابية النشطة على الحدود المشتركة بين البلدان الثلاثة، بالنظر لمواقف الجزائر المعروفة و الثابتة، و لكون الجزائر أول من حذر من مخاطر الانفلات الأمني في المنطقة بعد انتشار أسلحة نظام القذافي دون سلطة رقابة و في غياب دولة مركزية قوية تحفظ الأمن و الاستقرار. الآن بعدما عاش البلدان تجربة فوران ثوري و حماس عادت المسائل الجدية لتطرح على الطاولة، و حين طرقت الأزمة الأمنية بابهما عرفا أن لهما أخا كبيرا في الغرب كان على الدوام مساندا لهما و له بعد نظر و رؤية قوية فيما يتعلق بطريقة و كيفية حفظ الأمن و النظام و بسط سلطة دولة مركزية في مواجهة مخاطر الفوضى و غياب القانون التي تحملها نشاطات الجماعات المسلحة على وجود هياكل و استمرار عمل هياكل الدولة ذاتها. للجزائر خبرة واسعة و كبيرة في مواجهة الإرهاب و يدرك التونسيون و الليبيون ذلك جيدا و قد كانوا شهودا على سنوات طويلة من الحرب التي خاضتها في مواجهة الارهاب، و قد زار رئيس الوزراء الليبي علي زيدان الجزائر و أكد أنه تم الاتفاق على تفعيل اللجنة الليبية الجزائرية المشتركة. وأوضح فى بيان صحفى نقله التليفزيون الليبى أمس، أن اللقاء تناول بحث القضايا الراهنة فى المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك خاصة قضايا الأمن وتأمين الحدود وما تتعرض له منطقة الصحراء الكبرى من اختراقات من قبل بعض المجموعات التى تشكل خطرا على الأمن بالمنطقة. وأضاف زيدان أنه وجه الدعوة لرئيس الوزراء الجزائرى عبد المالك سلال لزيارة ليبيا فى نهاية شهر سبتمبر المقبل أو بداية شهر أكتوبر القادم لإجراء مزيدا من المباحثات فى القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأن الحكومة الجزائرية أبدت استعدادها لمساعدة ليبيا بتوصيات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ودعمها الشامل لمشروع ليبيا الجديدة. وفى سياق أخر، قال زيدان إنه تم تخريج دفعة من 160 عنصرا من الشرطة الليبية تلقوا تدريبا بالجزائر لمدة ثلاث أشهر وسيلتحقون بعملهم قريبا وسيتم تدريب دفعة أخرى فى الفترة المقبلة بالجزائر أيضا. في ذات الوقت حل وفد تونسي كبير يقوده وزير الخارجية في زيارة تدوم يومين لبحث أهم المسائل المشتركة بين البلدين و هي في الوقت الراهن مجريات المعركة التي تخوضها تونس حاليا في جبل الشعانبي ضد جماعات القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي و كذا التعزيزات الأمنية و الإجراءات التي اتخذتها السلطات الجزائرية على جانبها من الحدود المحاذية لجبل الشعانبي. ، وستكون الزيارة فرصة لمسؤولي البلدين لدراسة مختلف علاقات التعاون الثنائي سيما المسائل المتعلقة بالتعاون في المجال الأمني. في وقت بدات تونس تشهد فيه تصعيدا إرهابيا خطيرا وتحتاج بكل تأكيد إلى دعم الجزائر.