بن عبد السلام: ما تخطط له المخابر الأجنبية أقوى من أن تواجهه السلطة لوحدها أو حزب بمفرده دعا أمس رئيس جبهة الجزائر الجديدة، جمال بن عبد السلام، إلى ضرورة تجميع القوى الوطنية لمواجهة التحديات الحاصلة في المنطقة لا سيما المؤامرة التي تستهدف تدمير الأمة، وقال أنه سيعلن خلال الأيام القادمة عن مبادرة في هذا الاتجاه بحثا عن تحقيق أرضية للتوافق بين مختلف القوى والتيارات السياسية في البلاد وكذا في الوطن العربي. وأكد بن عبد السلام في كلمته الافتتاحية لأشغال اللقاء الذي جمعه بأعضاء اللجنة الوطنية المكلفة بهيكلة الحزب في مقره الوطني بالعاصمة، على ضرورة تجميع القوى الوطنية بجميع توجهاتها في الجزائر و في العالم العربي لتحقيق الوفاق وتوحيد الأمة للوقوف صفا واحدا في وجه المخططات الأجنبية الرامية إلى تدمير بلدان المنطقة العربية، والعمل سويا من أجل إحداث التغيير السلمي بعيدا عن العنف''. وكشف بن عبد السلام بالمناسبة عن شروع حزبه في إجراء الاتصالات مع مختلف التيارات السياسية الجزائرية و العربية الوطنية منها و القومية و الإسلامية و اليسارية و الليبرالية "لإقناعها بضرورة توحيد الرؤى لمواجهة الأخطار في المنطقة وكل التهديدات التي تسعى لضرب استقرار كل البلدان العربية بدون استثناء والالتفاف حول القضية الفلسطينية، مبرزا بهذا الصدد بأنه سيعلن عن تفاصيل مبادرته قريبا في ندوة صحفية. وقال المتدخل '' سأسعى من خلال هذه المبادرة لتوحيد التيارات الوطنية والقومية والإسلامية واليسارية والليبرالية الوطنية التي تؤمن بوحدة الأمة وتدافع عن استقرارها'' ملفتا إلى أن البداية ستكون من الجزائر قبل التوجه إلى الفضاء العربي الواسع. وبعد أن أشار إلى أن هيكلة حزبه تهدف إلى الانتشار في كل ولايات وبلديات الوطن من أجل تأطير الشعب الجزائري ليس بغرض الوصول إلى السلطة '' على خلاف ما كان من قبل '' ولكن "من أجل الالتقاء على كلمة واحدة – كما قال - لحماية البلاد من كل المخاطر والتحديات التي تواجهها وتهدد بضرب استقرارها ''، دعا رئيس جبهة الجزائر الجديدة الأحزاب الجزائرية إلى الحذو حذو تشكيلته السياسية بالتوجه نحو تأطير الشعب الجزائري في أسرع وقت ممكن، وتغيير تفكيرها من التفكير الحزبي الضيق والتوجه نحو تحقيق التوافق الوطني على قاعدة صلبة قبل الحديث عن اختيار مرشح توافقي للرئاسيات المقبلة بين الجميع باعتبار أن '' ما يخطط له من قبل المخابر الأجنبية أقوى و أكبر من أن تواجهه السلطة في الجزائر لوحدها أو حزب بمفرده ". وشدد جمال بن عبد السلام في هذا الصدد على ضرورة التكفل الحقيقي بانشغالات المواطنين لاسيما فئة الشباب و العمل على ترسيخ مضمون بيان أول نوفمبر في عقولهم. ولدى تطرقه للانتخابات الرئاسية المقبلة اعتبر بن عبد السلام أن الجزائر "في حاجة إلى مشروع اجتماعي يضمن الوحدة والسيادة الوطنيتين و يحقق التوافق بين كل شرائح الشعب الجزائري ". أما بخصوص قضايا الفساد، فشدّد المتحدث على ضرورة تحصين أجهزة الدولة ضد هذه الآفة مبرزا "أهمية استقلالية السلطة القضائية و تحرير الإعلام وكذا بناء مجتمع مدني قوي" لمواجهة آفة الفساد. وفي حديثه عن الأحداث الجارية في مصر وسوريا والعراق وليبيا ولبنان جدد جمال بن عبد السلام إدانته للانقلاب على الشرعية وكل أشكال العنف والاقتتال، داعيا إلى الذهاب إلى المصالحة الوطنية في كل بلد من هذه البلدان وكذا إلى ضرورة انتهاج الحوار كأسلوب وحيد لتسوية الأزمات والصراعات القائمة في هذه البلدان، محذرا من وجود مخطط أمريكي - غربي لتكسير الجيوش العربية من أجل حماية أمن إسرائيل وتقسيم البلدان العربية وقال أن 13 بلدا عربيا يوجد حاليا ضمن هذا المخطط التدميري.