الضغط و السكري في مقدمة أمراض الصحافيين كشفت الدكتورة آمال سفسوف، الطبيبة الرئيسية المتخصصة في طب العمل بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية العربي بن مهيدي بحي فيلالي بقسنطينة،بأن ارتفاع الضغط الدموي يأتي في المرتبة الأولى و يليه السكري في قائمة الأمراض المزمنة التي سجلتها لدى الصحفيين الذين يخضعون لفحوص دورية بمصلحة طب العمل التي تشرف عليها، خاصة في منتصف العمر و مرد ذلك أساسا نمط المعيشة و التوتر المستمر و الضغوط الشديدة الناجمة عن مزاولتهم لمهنة المتاعب، مشيرة إلى أن الجدول الوطني للأمراض المهنية لا يتضمن أمراضا مهنية مرتبطة بطبيعة و خصائص هذه المهنة و بالتالي كل الأمراض التي يصاب بها الصحفيون يمكن أن يصاب بها غيرهم من المستخدمين في قطاعات أخرى. الطبيبة أوضحت للنصر ،بأن مصلحتها أبرمت اتفاقيات منذ سنوات مع العديد من المؤسسات الاعلامية العمومية و الخاصة بولاية قسنطينة من أجل اخضاع صحفييها و موظفيها لمعاينات و فحوص دورية و من بينها محطة قسنطينة الجهوية للتليفزيون و إذاعة سيرتا أف.أم الجهوية و صحيفتي النصر و الخبر ، و بالرغم من أن العديد من المستخدمين لا يحضرون إلا نادرا للمصلحة إلا أنها و زملاؤها سجلوا إصابة نسبة معتبرة من الصحفيين بالمؤسسات المذكورة بارتفاع الضغط الدموي و السكري و الغالبية العظمى منهم يبلغون الأربعين من العمر و أكثر و سجلت نسبة أكبر بكثير من الاصابات لدى رجال الأمن كما تسجل لدى هؤلاء حالات كثيرة من الانهيارات العصبية تقدر ب 50 بالمائة من عددهم الاجمالي مما يتطلب اخضاعهم للعلاج المتخصص . محدثتنا أشارت إلى إن متاعب الشغل المختلفة لا تؤدي وحدها للشعور المزمن بالقلق و التوتر و الأمراض،بل هناك أيضا طبيعة العصر السريع التغير و التطور و التحولات السريعة التي يشهدها المجتمع و مشاكل الحياة اليومية و نمط المعيشة غير الصحي و التدخين و الاكثار من المنبهات و الجلوس لفترة طويلة في نفس الوضعية و الركود لهذا تنصح الصحفيين بمحاربة التوتر و الوقاية من الانفعالات و الاضطرابات و الأمراض بالحركة و النشاط الجسدي و لما لا تخصيص الوقت الكافي لممارسة رياضة جماعية و أضعف الايمان المشي و لو لنصف ساعة يوميا. وتدعوهم الأخصائية إلى الحرص على الغذاء الصحي المتوازن و النوم الكافي و أفضل ما يمكن أن يفعلوه هو النوم مبكرا و الاستيقاظ مبكرا، لأن الهرمونات تفرز في الصباح الباكر لتساعدهم على بلوغ ذروة النشاط و الحيوية.و أضافت بأنه لا يوجد أفضل من ديناميكية الجماعة لمحاربة الملل و التوتر و المقصود بها تقسيم المهام و العمل الجماعي في أجواء مريحة و حيوية و تجنب النزاعات و الصراعات و سوء الفهم . و شددت بأنه من الضروري بالنسبة للصحفيين و غيرهم الخضوع لفحوصات طب العمل الدورية التي تساعدهم على التشخيص المبكر لأي اضطراب و معالجته قبل أن تتفاقم الأعراض . أهمية ديناميكية الجماعة و تحسين ظروف العمل زميلتها المتخصصة في علم نفس العمل أشارت إلى أن دراسات تثبت بأن المردودية في العمل تنخفض إلى 20 بالمائة في حالة الشعور بالتوتر و ترتفع إلى 80 بالمائة لدى توفر ديناميكية الجماعة. وهنا يكمن سر تخصيص قاعات كبيرة و مفتوحة للتحرير تجمع الصحفيين و تمنح لهم فرص تبادل الآراء و الخبرات و ترسخ روح الجماعة و التفاهم و الانسجام و تقسيم المهام و العلاقات الطيبة في أجواء مرحة منفتحة على المحيط .و شددت النفسانية على أهمية "الأرغونوميا" و هي الدراسة العلمية للعلاقة بين الانسان و وسائل و أدوات العمل في الوسط المهني و كلما كانت الوسائل مدروسة بعناية و الوسط المهني صحي و يتوافق مع المعايير العلمية التي ينص عليها كل من علم النفس الصناعي و طب العمل و تسيير الموارد البشرية ارتفعت المردودية و تشكل جدار واق أمام المشاكل بأنواعها .و تنصح محدثتنا باختيار الاضاءة المناسبة في أماكن العمل و كذا توفير التهوئة و النظافة و الأجهزة و التجهيزات المناسبة و تهيئة المحيط و اختيار الديكور المريح . مشيرة إلى أن أفضل طلاء للجدران بأماكن العمل هو الأخضر و الأزرق و الأصفر. الدكتورة سفسوف حذرت من جهة أخرى الصحفيين الذين يقضون ساعات طويلة أمام الكمبيوتر لكتابة مقالاتهم أو الابحار عبر مواقع الشبكة العنكبوتية لمتابعة آخر الأخبار،بأخذ قسط من الراحة ربع ساعة كل ساعتين كأن يمارس نشاطا آخر أو يركز نظره على مكان بعيد.و ذلك للوقاية من ضغط عضلات الرقبة و الصداع و التوتر و ضعف البصر.و الجدير بالذكر أن البروفيسور مصطفى حداد رئيس أطباء مصلحة طب العمل بالمستشفى الجامعي بن باديس و عضو اللجنة الوطنية للأمراض المهنية . قد كشف للنصر مؤخرا بأن دراسة تجرى حاليا بذات المصلحة حول المشاكل الصحية و الاضطرابات العضلية و الفقرية المرتبطة بالموظفين الذين تفرض عليهم مهامهم و طبيعة عملهم الجلوس لمدة طويلة أمام أجهزة الكمبيوتر، مشددا بدوره بأن لا وجود لأمراض مهنية لحد اليوم ضمن الجدول الوطني خاصة بالصحفيين و كل أمراضهم مشتركة مع بقية المواطنين و المستخدمين بمجالات أخرى و كذا معاناتهم من الضغوط النفسية و القلق و التوتر. إلهام.ط