الأغاني الرياضية تسجل أرقام متابعة و تحميل قياسية عبر الأنترنت عرفت مختلف مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة إنزالا قويا للأغاني الرياضية من قبل مناصري المنتخب الوطني، في مشهد أعاد للذاكرة أجواء الحماس التي عاشها الجزائريون منذ ثلاث سنوات مع العودة القوية للخضر إلى ساحة الكبار بمنافسات كأس العالم 2010، حيث سجلت الأغاني الحماسية الجديدة و القديمة أرقاما قياسية في عدد عمليات المتابعة و التنزيل. الأغنية الرياضية التي استعادت انتعاشها عام 2009، لا زالت تواصل صنع فرحة و حماس المناصرين الذين عكست مواقع التواصل الاجتماعي ولعهم الكبير بالأنغام التشجيعية سواء الجديدة أو القديمة، حيث تفنن الكثير من المبحرين الهواة في تركيب عشرات الكليبات للأغنية الواحدة، و التي يرفقونها بتعليقات مثيرة تعبّر عن حماس المتابعين. عدد مهم من الأغاني القديمة لم تتزحزح من عرش الريادة الذي اعتلته منذ رواجها في 2009 نذكر منها على سبيل المثال أغنية "لالجيري بلادي ساكنة في قلبي" التي استلهمت كلماتها من أهازيج الجماهير الكروية داخل الملاعب و التي حققت بها فرقتا"تورينو و ميلانو" نجاحا خرافيا شجعهم على بعث أغنية جديدة بإشراك الشاب بلال معهم في عمل يحمل عنوان "أونفا غانيي"على أنغام الأغنية البرازيلية الشهيرة التي أطلقها آليكس فيراري، و إن كانت تجربة ميلانو و تورنتو الجديدة لم ترق إلى مستوى "لالجيري" التي لا زالت تتصدّر قائمة الأشرطة الأكثر مبيعا حسب بعض باعة الكاسيت بقسنطينة الذين أكدوا بأن الأغاني المسجلة في 2009 و 2010 تعرفان إقبالا أكبر من الأعمال الجديدة، مشيرين إلى حفاظ أغاني المطرب درياسة و فرقة البحارة على مكانتهما وسط الكم الهائل من الإنتاج الجديد في ساحة الأغنية الرياضية التي عرفت عصرها الذهبي مع صعود المنتخب الوطني لأول مرة إلى مونديال 1982 ثم 1986 قبل أن تصيبها الانتكاسة منذ بداية تسعينيات القرن الماضي. البائع عبد الرؤوف ناصري قال أن أغنية"وان تو تري فيفا لالجيري"للثنائي صونيا و محفوظ و "لالجيري في قلبي" و"ماماميا"و "آلي آلي و الشبكة يا لالجيري"...و غيرها من الأغاني القديمة لا زالت تسجل نسبة مبيعات عالية مقارنة بالأعمال الفنية الجديدة التي أطلقتها بعض الوجوه الفنية المعروفة و غير المعروفة التي انحصر رواجها على بعض مواقع الانترنت و بشكل خاص "يوتيب". و من الأغاني الأكثر تحميلا و تنزيلا عبر المواقع الالكترونية أغنية "غانزا كريزي"التي سجلها بعض الهواة بطريقة طريفة تحدثوا فيها عن سقوط المنتخب المصري و المهمة الشاقة التي تنتظر المنتخب البوركينابي. كما ظهرت أغنية "طلعونا لعلام "لفرقة كوزانوسترا و ليبارتا و عشرات الكليبات التي اختلط فيها الحابل بالنابل و بات من الصعب تحديد الفرق الفنية المحترفة و الهاوية لتشابه النغمة الصاخبة في كل الأغاني المعروضة للبث المجاني. و غابت الأغنية الرياضية الساخرة التي لقت رواجا كبيرا منذ سنوات قبل و بعد حادثة أم درمان، حيث اكتفى الفنانون و المناصرون هذه المرة بعرض الأغاني التي تطبعها أهازيج الملاعب لأن النتائج المحققة من قبل المنتخبات العربية المنافسة لم تثر قلقهم و غيرتهم. وكما تراجعت حمى تنافس الفنانات الجزائريات لأجل الظهور في الكليبات الرياضية في أعمال ثنائية مثلما فعلت الكثيرات في منافسات كأس العالم السابقة مثل فلة عبابسة، حسيبة عمروش و غيرهن. و للتذكير فإن تاريخ الأغنية الرياضية في الجزائر يعود لعشرينيات القرن الماضي حسب بعض المهتمين بالتاريخ الفني الذين أكدوا بأن أغنية "إذا حبيت تعمل السبور"من أقدم الأغاني التشجيعية التي ظهرت مع أول نادي رياضي جزائري في عهد الاستعمار الفرنسي و كان ذلك عام 1926.