عاتكة سلاطمي عصامية ترسم الوجوه البيضاء بالفحم إذا كان الإمساك بالفحم مشكلة بسبب ما يتركه من آثار في اليد، فعين الفنان تنظر له بشكل آخر، وكالعادة تصنع منه أداة لفنها ، هذا ما تقوم به الرسامة العصامية عاتكة سلاطمي التي تفتخر بانتسابها لمدينة بئر العاتر الضاربة في شعاب التاريخ والماضي الثوري المجيد ، إذ ترسم رسومات باستخدام أصابعها الرقيقة التي عليها آثار الفحم ، فتتجلى موهبة هذه الرسامة كما تظهر في مجموعة الصور الرائعة الموجودة باستخدام الفحم فقط . ولمعرفة المزيد عن هذه الفنانة التي لا تحب الظهور وتعمل في صمت وهدوء التي فتحت قلبها ل " النصر " وأجرينا معها هذا اللقاء الذي تحدثت فيه عن بداياتها مع فن الرسم ،الذي تقول عنه أنه عالم لطالما ولجته طلبا للهدوء و السكينة . تقول كنت أمسك ريشتي لأبدع وأخط طريقا للحقيقة وسط الخيال الذي يحاصر طفولتي ، كانت الجدران و الأبواب بمثابة لوحات عملاقة أسرح بها و أعبث ببياضها مدمرة ذلك السكون الذي يغمرها فأجعل منها بالنهاية لوحة مفعمة بحيوية الألوان ، ثم انتقلت إلى مرحلة المتوسطة وكلي أمل أن ألقي دعما من أساتذتي فكانوا خير من درسوني و علموني و شجعوني ، كنا نعمل على إنتاج مجلة شهرية بقيادة الأستاذ حمزة سالمي رحمه الله ، الذي كلفني بالكاريكاتور و رسومات المجلة ، أبدعت قدر المستطاع بتلك المرحلة من عمري...مرت مرحلة الثانوية ببرود تام طغى على كل مجالات حياتي ، و لكني تداركت الأمر فور دخولي عالم الشباب اليافع بالجامعة حيث كنت أشارك بمعارض على مستوى الجامعات و الإقامات الجامعية بهذه المرحلة استهوتني الرسومات التجريدية المرافقة لرواياتي حيث أقضي وقتي أداعب صفحات مذكراتي المرسومة. وأرجعت الفضل في تألقها واستمرارها بتفتيق موهبتها لوالديها الكريمين اللذين اعتبرتهما سر تألقها بهذا الميدان لما لقيته من دفع مادي و خاصة المعنوي. و تقول " لا أنكر أن جدي رحمه الله كان محركا أساسيا لاستمراري قوية بكل مجالات الحياة... و أخص بالذكر هنا ثلة من أساتذتي الذين ما نسيت فضلهم يوما و منهم طاقم متوسطة القديمة الرائع قرقاح رمضان ، و رابح رشيد ،و وناس محمد ،و كواشي عبد الرزاق أستاذ مادة الرسم ، إنه أستاذي الذي لطالما شجعني على المواصلة بعالم الإبداع ، ولم ألق تشجيها أستحقه بمرحلة الجامعة و لكن بعد تخرجي و نشر رسوماتي على مستوى شبكة التواصل الاجتماعي الفايسبوك راحت العروض تنهال علي بإقامة معارض أو دعم مادي أو التشجيع المعنوي و أخص بالذكر الأخ على عويمر مدير نادي الشباب ببلدية بئر العاتر و الرسام الطيب عبيدي و أصدقاء الفايسبوك الرائعين . وبخصوص الصور التي تميل إلى رسمها تقول الفنانة عاتكة : و لأني إنسانة اجتماعية جدا و أحب التواصل و أتعامل بمشاعر متبادلة مع الناس ، كنت أعشق رسم الوجوه البشرية أي البورتريهات محملة بأحاسيس تغمرني و أنا أخط تفاصيلها ، مستعملة في ذلك القلم الفحمي ، و بصراحة لا أفقه الكثير في أدوات الرسم و لكني أعتمد على الموجود و المتوفر و ابتكر طرقي الخاصة للحصول على أجمل نتيجة .