تدافع و مناوشات في ثالث يوم لاستقبال مقصيي السكن الاجتماعي تواصلت بمكتب الدراسات "سو" نهار أمس و لليوم الثالث على التوالي، عملية استقبال المقصيين من الإستفادات المسبقة للسكن الاجتماعي، التي وزعتها دائرة قسنطينة على يد لجان الأحياء، و ذلك وسط غليان و تدافع شديدين دفع بمصالح الأمن إلى تعزيز تواجدها بالمكان. و لاحظنا أمس تزايد أعداد الوافدين منذ الشروع في توزيع الإستفادات المُسبقة السبت الماضي، حيث امتلأت الساحة الداخلية لمكتب الدراسات "سو" بحشد من المواطنين و تجمع العشرات في الطريق المحاذي له، وسط تعزيزات أمنية لم تخلو من تسجيل ملاسنات، بسبب غضب رؤساء لجان الأحياء و المقصيين لتأخر استقبالهم، نظرا للعدد الهائل من المحتجين، الذين أكد لنا بعضهم أنه قدم إلى المكتب منذ الساعة الخامسة صباحا و وجد نفسه ينتظر إلى غاية المساء، بينما سجلت حالات إغماء بين كبار السن بسبب الوقوف طويلا و التدافع. و قد جدد العديد من المواطنين مطلب نشر القوائم في شبكة الانترنت أو وسائل الإعلام، من أجل قطع الطريق أمام إدراج دخلاء، يقولون أن بينهم عزاب و أشخاص أودعوا ملفاتهم بعد سنة 2004، في وقت تم، حسبهم، حرمان عائلات تعيش ظروفا صعبة داخل شقق مستأجرة تمكن مالكوها من الحصول على استفادات السكن الاجتماعي، كما تحدث عدد من المحتجين عن قيام أشخاص بتوزيع قرارات الاستفادة المسبقة مقابل مبالغ مالية، بينما اتهم بعض رؤساء لجان الأحياء لدى تحدثنا إليهم، الدائرة و مكتب "سو" بعدم العمل بدقة و شفافية، ما تسبب، حسبهم، في ظهور اختلالات كثيرة و إقصاء العشرات على حد تعبيرهم. و قد تواصل طيلة نهار أمس استقبال المواطنين المحتجين من قبل مكتب "سو" و مصالح الدائرة بالمنطقة الصناعية، و ذلك على خلفية الشروع، السبت الماضي، في توزيع حوالي 7 آلاف قرار استفادة مسبقة من السكن الاجتماعي خاص بمن أودعوا ملفاتهم بين سنتي 1990 و 2004، بعد تحيين القوائم و إجراء تحقيقات ميدانية دامت لحوالي سنة. و قد اكتفى مدير مكتب "سو" لدى تحدثنا إليه بالتأكيد على أن عملية استقبال المواطنين و توزيع الإستفادات المتبقية، تسير بوتيرة حسنة و منظمة، بينما لم يرد رئيس الدائرة على مكالماتنا رغم اتصالنا به أكثر من مرة.