محمد الأمين يناشد المحسنين لإنقاذه من الشلل و العمى استعاد محمد الأمين مرجانة الأمل في الحياة و هو يتلقى رسالة من المستشفى الدولي بالعاصمة النمساوية فيينا مفادها أن الأطباء و بعد الاطلاع على ملفه الطبي، يؤكدون إمكانية علاج إصابته بكيس عنكبوتي على مستوى النخاع الشوكي (kyste Arachnoïdien ) ، لكن ذلك يتطلب عملية جراحية دقيقة و مكلّفة. المريض محمد الأمين 24سنة، الذي زارته النصر ببيته الكائن بحي سيساوي بقسنطينة، قال بنبرة حزينة، بأنه خائف من تطوّر أعراض الوهن التي يعاني منها إلى شلل كلي يحرمه من الحركة و التنقل بسهولة داخل و خارج البيت، كما يخشى فقدان نعمة البصر بعد إصابة عينيه بجحوظ مع انغلاق عينه اليمنى. محمد الأمين بدا متحمسا و هو يطلعنا على رد المختصين بمستشفى فيينا و الشروح التي تضمنتها الرسالة، بخصوص إمكانية تخلصه من الكيس العنكبوتي الذي ظن أنه تخلص منه نهائيا بعد العملية الجراحية التي أخضع لها سنة 2002 غير أن الأورام التي وصفت منذ البداية بالحميدة عادت لتظهر من جديد بأعلى عموده الفقري، فاضطر للخضوع لعملية ثانية عام 2004، تنفس معها الصعداء و استمتع لبعض الوقت بلياقة بدنية سرعان ما تراجعت بعودة بروز نتوءات مؤلمة بمختلف مناطق جسده، تظهر في البداية كثآليل صغيرة ثم تكبر و تكبر معها معاناته و آلامه. الشاب الذي فرح باستعادة قدرته على السير، لم ينعم بذلك كثيرا بعد أن عاودته أعراض الوهن العضلي، و بات يجد صعوبة في المشي و حمل الأشياء، و تفاقمت الأعراض لديه إلى اعوجاج في الأطراف و انغلاق جفنه الأيمن، و كاد يسقط في دوامة اليأس ، لولا إرادته القوية التي دفعته إلى مواصلة البحث عمن يوقف معاناته، فاستعان بالمواقع الطبية الالكترونية التي مكنته من التواصل بمستشفيات بالخارج، قبل أن يقع اختياره على مستشفى في فيينا الذي اضطر لأن يدفع له مبلغ 350أورو من أجل الاطلاع و دراسة ملفه الطبي، فجاء الرد ليطمئنه بإمكانية إنقاذه من الشلل. غير أن التكاليف التي حددها لإجراء العملية الدقيقة، حال دون إتمام فرحته بأمل الشفاء و التخلص من كابوس طالما أرهقه جرّاء مضاعفات الكيس العنكبوتي الذي تم تشخيصه في مؤخرة رأسه و عمره لا يتجاوز الخمس سنوات، عندما بدأت الأعراض تظهر عليه من خلال إصابته بالحول. فشل عدد من أطباء العيون في تحديد أسباب هذا الحول، إلى غاية سفره إلى فرنسا، أين أخبره الأطباء بضرورة إجراء عملية جراحية، لتجنب مضاعفات أخطر.لجأ إلى المختصين بالمستشفى العسكري بالعاصمة، أين أخضع لعملية ناجحة أعادت إليه البسمة و بددت لبعض الوقت خوفه من فقدان بصره، لكن للأسف عاد الخوف ليتمكن من قلبه من جديد و هو يرى التشوهات تظهر على جسمه النحيف بعد فقدانه لعشرات الكيلوغرامات في وقت قياسي، تغّير بسببها مزاجه و سلوكه. محمد الأمين الذي فقد السنة الماضية سنده في هذه الدنيا، والده، قال أن عزاءه الوحيد يبقى في المحسنين و ذوي القلوب الرحيمة، عسى أن يجد من يمد يد المساعدة إليه و يمكنه من جمع تكاليف العلاج في فيينا و التي تفوق المليار سنتيم، حتى لا يصاب بالعمى أو يبقى رهين كرسي متحرّك بقية حياته.الشاب المريض الذي أرغمه المرض على مغادرة مقعد الدراسة، قال بحزن كبير بأنه لم يعد يتحمّل إبر «الكورتكويد» التي نخرت جسده لسنوات طويلة دون أن تخفف آلامه المتضاعفة يوما بعد يوم.