عدم تدوين التاريخ التشكيلي جنى على الفن الجزائري ياسمينة سعدون، فنانة اختصاص ألوان زيتية كرست مجموعة كبيرة من اعمالها للمرأة وهواجسها. * كيف تقرأين لتاريخ الفن التشكيلي في قسنطينة؟ كفنانة تشكيلية من الجيل الجديد لا أعرف الشيء الكثير عن تاريخ الفن في الجزائر لأستطيع التحدث عنه، وفي مدرسة الفنون الجميلة لم أتلق في مادة تاريخ الفن التي يركز منهاجها على تطور الفنون عبر العصور في أوربا، دروسا عن تاريخ الفن في الجزائر، وباستثناء الفنانين المعاصرين الذين عايشناهم وكبرنا فنيا على وقع لوحاتهم كالفنان عمار علالوش الذي كنت أحلم في بداياتي أن أصبح مثله، لم تتح لنا فرص كثيرة للتعرف على الفنانين الأوائل الذين أبدعوا في تصوير معالم الجزائر . * وحسب رأيك ما سبب جهل الفنانين الشباب بتاريخ بلادهم الفني؟ قد يملك الشباب الموهوب ثقافة واسعة عن تاريخ الفن في العالم وفي أوربا على وجه التحديد لأننا رغم كل شيء، مازلنا تابعين فكريا و ثقافيا لها كما أن معظم الفنانين الذي أبدعوا في رسم المدن الجزائرية و الإنسان الجزائري القديم في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين غالبيتهم أوربيين مستشرقين أو فرنسيين مستعمرين أو من الأقدام السوداء . أنا اعتقد أن السبب الرئيسي هو عدم وجود، كتابات نقدية و تأريخية تبرز مختلف مراحل تطور الفن الجزائري و تسلط الضوء على الفنانين الأوائل الذين تحدوا لوحات المستشرقين بأعمال أكثر صدقا ووفاء للواقع الجزائري لأنها تنبع من عمق المجتمع الجزائري ومن منظور جزائري بحت. * هناك العديد من الأسماء الفنية اللامعة في الساحة القسنطينية الآن، ألا تعتقدين أن أسماء كبيرة كعلالوش، صادق أمين خوجة وآخرين يستطيعون المساهمة في نقل معارفهم الفنية للشباب؟ مجموعة من الفنانين الذين نجحوا في فرض وجودهم على الساحة الفنية و مازالوا على قيد الحياة ويبدعون باستمرار أمثال : لطيفة بولفول، بشير بوشريحة وعمار علالوش، صادق أمين خوجة... استحوذوا على المكانة التي هم عليه الآن بفضل إصرارهم واستمراريتهم في الانتاج و العرض وأخشى أن يأتي جيل لا يعرفهم إذا لم يتكون لدينا نقاد و مؤرخين فنيين يدونون أثرهم و روائعهم . عدم تدوين التاريخ الفني أحد أسباب عدم وجود ثقافة فنية . * هل برأيك الفن التشكيلي في الجزائر حديث النشأة؟ نعم فإذا نظرنا مثلا للوحات المعروضة في متحف سيرتا و الخاصة بلوحات الفنانين الجزائريين نجد تواريخها تبدأ من سنوات السبعين تقريبا فنحن لا نملك فنانون جزائريين مارسوا الرسم في القرن 19 مثلا و بالتالي فنستطيع القول أن تاريخنا الفني مازال فتيا ولكننا مع ذلك لدينا أسماء نستطيع أن نفخر بها في الساحة العالمية، غير أننا مازلنا نفتقر وبشدة للنقاد الفنيين المحترفين .