بطاطاش: المخاطر لازالت محدقة بالجزائر والحل في وفاق وطني قال السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية أن حالة الاحتقان السياسي في الجزائر لا تزال متواصلة،على الرغم من تنظيم الانتخابات الرئاسية، و قال أن موقف حزبه من الاستحقاق كان صائبا حيث "لم ندع لمقاطعة الانتخابات، كما لم نطالب بالمشاركة فيها لأننا سجلنا أنفسنا خارج اللعبة، و بالفعل كانت الرئاسيات لعبة النظام وحده". و قال أن الأفافاس يدعو مجددا لندوة وفاق وطني تجمع كل الأطراف السياسية و مختلف التوجهات بغية تحقيق إجماع وطني في إطار تشاوري حول قضايا المؤسسات لبناء دولة القانون الحقيقية و حول القضايا الاقتصادية و الاجتماعية بمناقشة سياسة المحروقات. المتحدث حذر بالمناسبة من مخاطر "الانزلاقات نحو مجاهيل ما يسمى بالربيع العربي" لأن المخاطر لا تزال موجودة في محيط الجزائر الإقليمي، و قال أن الظرف لا يزال صعبا و المرحلة عصيبة، و ذلك ما يفرض بناء وفاق وطني و إجماع سياسي لتجاوز التهديدات القائمة. الأمين الأول للأفافاس كان برفقة سابقه علي العسكري عضو القيادة الوطنية للحزب حاليا، حيث أشرفا على لقاء ثقافي بمناسبة احتفالات الذكرى 34 لأحداث الربيع الأمازيغي في 20 أفريل 1980 ، بالمركز الثقافي أمحمد يزيد بالخروب أمس، و قال خلال اللقاء المنظم بالتعاون مع جمعية الإلهام المحلية للثقافة و الإعلام أن الأمازيغية كعنصر اساسي من مكونات الهوية الوطنية ليست حكرا على منطقة تيزي وزو فقط و لا على الناطقين بها في مناطق مختلفة من الجزائر، بل هي قضية جميع الجزائريين و تربطهم بإخوانهم في كل أقطار شمال أفريقيا و دول جنوب الصحراء من بوركينافاسو و النيجر و مالي و حتى موريتانيا و جزر الكناري و المغرب الأقصى و تونس و ليبيا و جزء من مصر. علي العسكري في كلمته بحضور ممثلين من ليبيا و المغرب قال أن الأمازيغية حققت تقدما في المغرب و يعمل الليبيون على تضمينها في نصوص دولتهم الجديدة، متأسفا لغياب التنصيص عليها في الدستور التونسي الجديد، مشيرا إلى مساعي قام بها حزب التكتل في تونس، لكنها لم تنجح، و هو ما يجعل "الشخصية التونسية ناقصة في الدستور الجديد" للبلاد على حد تعبيره.العسكري قال أن تمازيغت هي ما يجمع كل الجزائريين و سكان شمال أفريقيا، و هي عامل وحدة كبير بين الشعوب في المنطقة، كما أنها عنصر توحيد بين مناطق الجزائر المختلفة في الشمال و الجنوب، شرقا و غربا. الأمين الأول لجبهة القوى الاشتراكية أحمد بطاطاش، قال أن سبب اختيار الأفافاس لقسنطينة للاحتفال بالربيع الأمازيغي كان في سياق الخروج بالقضية الأمازيغية من دائرة جغرافية ضيقة، و أن سيرتا النوميدية كانت عاصمة الأقليد ماسينيسا موحد الممالك الأمازيغية، و أن أحداث الربيع الأمازيغي الدامية قبل 34 سنة كانت رد فعل على قمع السلطة و النظام الأحادي الحاكم يومها في الجزائر الرافض لكل أشكال التعددية، مبرزا أن حزبه ينظر للأمازيغية أولا كجزء من الحريات و أحد الحقوق الثقافية للشعوب و هي ليست مسألة أقلية كما يروج خصومها. و تناول اللقاء محاضرات حول الأمازيغية بداية من سيرة الفرعون المصري من أصول أمازيغية شيشناق الأول الذي ورد ذكره في نقوش معبد الكرنك و في النصوص الدينية المقدسة كالإنجيل بعدما غزا فلسطين و كان فيها اليهود عقب موت النبي سليمان و دمر هيكل أورشليم، و قد اختار الأمازيغ من نهر النيل حتى جزر الكناري سنة اعتلائه عرش مصر سنة 945 قبل الميلاد بداية للتقويم الزمني الخاص بهم وفق ما أورد الدكتور طاوطاو حسين في محاضرته. ع.شابي /تصوير:الشريف قليب