نجارة الألمنيوم تقتحم المطابخ والصالونات وتتسلل إلى غرف النوم اقتحمت نجارة الألمنيوم، بعد أن عرفت انتشارا واسعا خلال السنوات الأخيرة ، المطابخ والصالونات وتسللت إلى غرف النوم في نوع من المنافسة الشرسة ، وهذا بعد أن كانت مقتصرة على واجهات المحلات والشرفات في تطور ملحوظ ساهمت فيه مراكز التكوين المهني ،شعبة التمهين بولاية قسنطينة، فعرفت المحلات التي يمارس أصحابها ذات الحرفة انتشارا واسعا يجلب الانتباه. زرنا مؤخرا مؤسسة شبابية في بلدية عين عبيد ولاية قسنطينة صاحبها خريج مركز التكوين المهني والتمهين بذات البلدية ، حصل على تمويل لإنشاء مؤسسته في إطار جهاز «أنساج» منذ عدة سنوات خلت، فاستطاع أن يفرض اسم شركته في هدوء تام ، معتمدا على نوعية انتاجه وتطويره لذات الحرفة بعد أن أدخلها المطابخ و قاعات الاستقبال أي الصالونات واستطاع أن يتسلل بها إلى غرف النوم . يقول اسماعيل طالب أنه تمكن من ذلك بعد أن اتقن الحرفة وتمكن من كسب ثقة زبائنه الذين هم في تزايد مستمر ، ولم يمنعه ذلك من اقتحام مجال الصفقات العمومية، بعد أن حصل على مناقصة أثث فيها بعض الأسواق الجوارية المغطاة التي أنشأتها وزارة التجارة في إطار القضاء على الأسواق الفوضوية. الحرفي الشاب يقول أنه تمكن من اشباع رغبة زبائنه الذين يطلبون منه تجهيز منازلهم ببعض الأثاث الذي يصنع من صفائح الألمنيوم على غرار تجهيزات المطابخ وخزائنه المعلقة في الجدران، لأن هذه المادة لا تصدأ ولا تحتاج إلى إعادة طلاء بين الحين والآخر، بل إلى قطعة قماش ناعمة تمرر فوقها لتستعيد لمعانها وتألقها . فالمستقبل على ما يبدو للألمنيوم، يضيف محدثنا ، جراء مميزات هذه المادة الطيعة التي لا تخلف تلوثا ولا غبارا ولا تزعج آلاتها الجيران على عكس نجارة الخشب التي تعتبر من الحرف المصنفة كحرف مزعجة والتي كثيرا ما اشتكى الجيران القريبين من ورشاتها ، مما تصدره آلاتها من أصوات مزعجة. وعن الأثاث الذي أبدع فيه، قال نفس المتحدث بأنه عادة ما يركب خزائن الجدران بصفائح الألمنيوم ، وهي الخزائن التي يلجأ إليها الكثيرون في السنوات الأخيرة لربح مساحات صغيرة في البيت ،باستغلال مختلف الزوايا وكذا الإلتواءات في الشقق ، فعوض أن تبقى بعض الجدران تشكل عائقا أمام ربة البيت في صف بعض الأثاث تتحول هي نفسها بفضل نجارة الألمنيوم إلى أثاث يزيد البيت جمالا واتساعا بعد أن يتخلص أصحاب ذات الشقق من نوع غرفتين على سبيل المثال، من بعض الخزائن والمكتبات وتعويضها بأخرى مثبتة غير مزعجة، تعفيهم من عناء نقلها كل مرة من زاوية إلى أخرى عند حلول مختلف المناسبات التي تحتفل بها الأسر الجزائرية. والجدير بالذكر أن أسعار الأثاث الخشبي و أثاث الألمنيوم متقاربة ،حيث يبلغ سعر خزانة الجدران مثلا المصنوعة من الألمنيوم 14 مليون سنتيم. أخصائي الديكور محمد الطاهر زردودي قال بأن صنع الأثاث من الألمنيوم ممكن،لكن لا يمكن للألمنيوم أن يعوض تحف الخشب من حيث لمسات الجمال التي يبدع فيها الحرفي ومطرقة نحات الخشب عندما تبدع نقوشا و أشكالا متعددة على قطع الأثاث بأنواعها. و الألمنيوم يستخدم عالميا في الواجهات وكذا في المؤسسات العمومية والمستشفيات وأما اقتحامه المطابخ والصالونات وغرف النوم، فهو حسبه تعد على حرمة تحف الخشب التي لها نكهة و أناقة خاصة، لا يمكن أن تعوضها صفائح الألمنيوم رغم إمكانية ذلك من الناحية المادية، والأذواق و الألوان عادة لا تناقش كما يقول المثل الفرنسي.