الحبس النافذ لموظفين بمخزن الأدوية لمستشفى قسنطينة وشريك ثالث لهما أدانت نهاية الأسبوع الماضي محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء باتنة، المتهمين (ش ا) و(ل ر) العاملين بمخزن الأدوية بالمستشفى الجامعي لقسنطينة إلى جانب المتهم (ن ح)، بالحبس النافذ لثلاث سنوات عن تهمة تكوين جمعية أشرار والسرقة الموصوفة المقترنة بظروف التعدد واستحضار مركبة . فيما استفاد متهم رابع من إجراءات الفصل، حيث توبع المتهمون بسرقة الأدوية والمواد شبه الصيدلانية من مستشفى ابن باديس الجامعي بقسنطينة وبيعها للعيادات الخاصة بمدينة باتنة قبل أن يتم وضع حد لنشاط العصابة، وكان ممثل النيابة العامة قد التمس عقوبة السجن ل 15 سنة للمتهمين. وتعود وقائع القضية إلى الخامس عشر ماي من السنة الماضية، حيث وعلى إثر معلومات مؤكدة تلقتها مصالح الدرك الوطني بباتنة تفيد بقدوم شاحنة صغيرة من نوع إيفيكو محملة بمواد صيدلانية يشتبه في مصدرها وأن الشاحنة تسلك الطريق الوطني الرابط بين باتنة و قسنطينة، لتقوم ذات المصالح بإقامة حاجز أمني ونقطة مراقبة على مستوى بلدية عين ياقوت بنفس الطريق ، أين تم فعلا توقيف المركبة المشتبه فيها وكان يقودها السائق المتهم المدعو (ج ب) 47 سنة وبجانبه المتهم الآخر (ح ن) 45 سنة والمنحدران من ولاية باتنة. و قد عثرت مصالح الدرك بعد تفتيش المركبة على كمية معتبرة من المواد الصيدلانية دون وثائق ولا فاتورة ولا وصل تسليم، وهي المواد التي تبين بعد التحقيق مع الموقوفين أنها استخرجت من المخزن المركزي للأدوية للمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة بطريقة غير قانونية بتواطؤ موظفين بالمخزن، ويتعلق الأمر بالمتهمين (ا ش) 50 سنة و(ل ر) 49 سنة وكانت المواد الصيدلانية المسروقة من المستشفى الجامعي موجهة لبيعها لست عيادات خاصة بمدينة باتنة. وتمثلت المواد الصيدلانية المحجوزة في 30 علبة كرطون من مادة مصل الصوديوم، 48 علبة كرطون مصل قليكوز صنع فرنسي، 20 كيس مصل، 06علب أغطية وإزارات طبية معقمة، 04كرطونات من مستحضر مادة مشمعة. المتهم سائق الشاحنة المرخصة للنقل العمومي (ب ج) والذي استفاد من فصل الإجراءات والمحاكمة، اعترف عبر مراحل التحقيق بنقله لتلك المواد الصيدلانية من مخزن الأدوية للمستشفى الجامعي بقسنطينة من أجل تحويلها للبيع بالعيادات الخاصة بمدينة باتنة دون علمه بعدم قانونية ذلك، وأكد بأن البضاعة المنقولة ملك للمدعو (ح ن) وأنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها بنفس العملية وإنما يقوم بالنقل بمعدل مرة واحدة كل شهر من مستشفى قسنطينة نحو العيادات الخاصة ويتقاضى مقابل ذلك أجرته ما بين 04 إلى 05 آلاف دينار. وأكد بأنه يتسلم المواد المنقولة في كل مرة من المتهمين الموظفين بمخزن المستشفى (ا ش) و(ل ر) وينقلها لصالح المدعو (ح ن) ،حيث أن الأخير اعترف أنه على علاقة مع الموظف بالمخزن (ا ش) وأنه كان يسلمه مقابل الأدوية ثمنها نقدا دون أي وصل، واعترف أيضا بأنه لا يملك رخصة بيعها رغم علمه بأنها تعود للمستشفى. و كان المتهم (ا ش) قد أنكر في بداية الأمر تهمة السرقة، قبل أن يعترف بعد مواجهته للحارس الذي أكد بأنه تلقى أمرا من المتهم للسماح لسائق الشاحنة بالدخول، وقد صرح بأنه يعرف المدعو (ح ن) منذ تسعة أشهر ويتعامل معه في بيع الأدوية والمواد الصيدلانية لاسيما النادرة منها حتى يبيعها للعيادات الخاصة وكانت السلعة المحجوزة الأخيرة قد باعها بمبلغ 79000دج وصرح بأنه اقتسمه مع المدعو (ل ر) الذي نفى ذلك وأقر بأنه ساعد (ا ش) في شحن الأدوية بحكم أنه زميله دون دراية بأنها سرقة.