ظهرت خلال الأيام الأخيرة بوادر أزمة حليب في ولاية قسنطينة، بعد اختفاء المادة من عدة أحياء وتراجع الكميات الموزعة بمناطق أخرى، فيما يطرح الموزعون والتجار أسباب متضاربة للندرة. و يشتكي المواطنون بأحياء تقع في وسط المدينة وأطرافها من عدم تمكنهم من اقتناء حليب الأكياس في الأيام الأخيرة، بسبب عدم توفره في المحلات، حتى في أوقات مبكرة من اليوم، ما أدخل الكثيرين في رحلة بحث يومية عن المادة. و خلال جولة قمنا بها في عدد من الأحياء صباح أمس، وسط المدينة و حي سيدي مبروك و منطقة بوالصوف، لاحظنا عدم توفر هذه المادة في معظم المحلات التي قمنا بزيارتها، حيث ذكر بعض الباعة بأن الموزع لم يحضر وقال البعض الآخر بأنهم لم يستلموا سوى حليب الأبقار الطازج، فيما تحجج عدد منهم بأن الكمية التي استلموها من حليب الأكياس نفدت بسرعة، لكن الشيء الواضح أنه يوجد تذبذب في توفير هذه المادة في العديد من المناطق.رئيس جمعية موزعي الحليب لدى ملبنة نوميديا ، قال بأن المشكل لا يكمن في التوزيع و لا حتى في الإنتاج، مؤكدا بأن الملبنة توفر الحليب بكميات كبيرة، كما أن الموزعين يعملون وفق نظام مضبوط و لم يسجل عليهم أي تجاوزات، و ذكر المتحدث بأن ندرة الحليب هذه الأيام تعود، حسب تأكيده، إلى التجار الذين أصبحوا يلجؤون إلى اقتناء كميات قليلة قصد بيعها بسرعة خوفا من تلفها بسبب ارتفاع درجات الحرارة، و بدلا من اقتناء الكمية المعتادة يقول، ذات المتحدث، فإن أغلب التجار أصبحوا يعمدون إلى طلب نصف الكمية المعتادة، حتى لا يلجِأون إلى تخزينها في الثلاجات التي يستعملونها لأغراض أخرى، ما أوحى بوجود أزمة يقول أن لا علاقة للإنتاج بها.