الشروع في إعداد دفاتر الشروط للجيل الثالث للهاتف النقال أعلن وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال موسى بن حمادي أول أمس أن الوزارة بصدد إعداد دفتر شروط خاص بالاستثمار في الجيل الثالث من الهاتف النقال مبني على قوانين ومعطيات هادفة لتحسين الخدمة لصالح المواطن الجزائري. وخلال الندوة الصحفية التي عقدها الوزير على هامش اليوم الثالث والأخير من أشغال المؤتمر الدولي الثاني للتكنولوجيات الحديثة، أكد أن الملف سيعرض على الحكومة قريبا لمناقشته، موضحا أن أهم ما يتم التركيز عليه ضمن بنود دفاتر الشروط الخاص بالجيل الثالث للهاتف النقال هو التكلفة الواجب أن تكون في متناول المواطن الجزائري، كما ركز الوزير على ضرورة أن تكون تكاليف اقتناء هذه الخدمات والتكنولوجيات المتطورة معقولة وتراعي المستوى المعيشي للزبائن، مضيفا أن هذا لن يتأتى ما لم تتضافر جهود المتعاملين في المجال مع الجزائرية للاتصالات و كل الفاعلين في هذا الإطار ، فلا يكفي حسبه جلب التكنولوجيات الحديثة بل يجب تحضير المحيط لاستقبالها وحسن استعمالها ، وذلك بالتحضير للتشريعات والقوانين المناسبة وتحضير المجتمع وشرح الآليات التكنولوجية التي سيتعامل معها لأجل تحسين حياته اليومية.وأشار بن حمادي إلى أن الانتقال إلى تكنولوجيا الجيل الثالث تحتاج إلى قاعدة تشريعية وأطر قانونية قائلا "لذا نعمل على أن يتم تعبئة جميع الطاقات والكفاءات لبلورة إستراتيجية ناجعة لهذا المشروع".، و أبرز في ذات الصدد انشغال قطاعه في البحث عن حلول للمسائل المرتبطة بالمضامين والمحتويات في إطار مشروع المرور نحو تكنولوجيا الجيل الثالث إلى جانب انخراط المتعاملين في ذلك و التمويل، كما حرص الوزير على التأكيد بأن تجسيد هذا المشروع التكنولوجي الراقي يعد ضرورة ملحة لاستكمال مسار التفتح على التكنولوجيات المتطورة في مجالات الإعلام و الاتصال و توسيع استخداماتها في مجال الخدمات والتعاملات الاقتصادية و التجارية.و بخصوص برنامج تطوير مجتمع المعلومات بالوطن أوضح بن حمادي أن إستراتيجية وزارته ترتكز على مخطط استحداث مشروع نموذجي واحد على الأقل لكل قطاع في مجال تكنولوجيات الإعلام و الاتصال حتى يتم ضمان تعميمها وتطويرها، كما استعرض نماذج من هذه المشاريع على غرار مشروعي رقمنة أرشيف وزراتي الداخلية والجماعات المحلية والعدل ومشروع خاص بتطوير الحالة المدنية عن طريق النظم المعلوماتية والذي شكل له فريق عمل يتكون من خبراء مختصين في المجال.وكان بن حمادي قد زار صباح أول أمس معهد الوطني للاتصالات وتكنولوجيات الإعلام والاتصال وكذا المخابر التي تتوفر عليها هذه المؤسسة على غرار مخبر الطيف الترددي و ورشة التكوين التطبيقي في مجال الرخص الدولية للقيادة المعلوماتية، وأكد بالمناسبة أن هذا المعهد الذي يكون مهندسين في المجال من الجزائر وطلبة من بلدان إفريقية يستحق شهادة المطابقة الدولية التي يمنحها الإتحاد الدولي للاتصالات بحكم تكوينه لكفاءات ذات مستويات علمية و تطبيقية عالية."مد الألياف البصرية نحو أبوجا ممكن رغم وجود صعوبات"من جهة أخرى فند بن حمادي الأخبار المتعلقة بعدم إمكانية تجسيد مشروع مد الألياف البصرية نحو خليج غينيا مرورا بمحطة أساسية هي أبوجا عاصمة نيجيريا مضيفا أنه يمكن تجسيد المشروع رغم الصعوبات الموجودة، ومؤكدا أن غياب وزيري النيجر ومالي عن أشغال المؤتمر لا علاقة له بمشاكل وصعوبات مدّ الألياف البصرية من الجزائر نحو البلدان الإفريقية لغاية خليج غينيا، وأن المشروع يسير بوتيرة عادية وهو الآن على بعد أقل من 400 كلم عن مدينة نيامي النيجيرية، وأشار في نفس السياق إلى موافقة الإتحاد الإفريقي على تقديم دعم مادي لدفع تقدم المشروع ، وركز على البعد الإفريقي والمغاربي للمؤتمر وأن الجزائر تبحث عن سوق إفريقية لمنتوجاتها التكنولوجية في إطار التعاون جنوب-جنوب وضمن آلية النيباد التي تم التركيز عليها كقاعدة مهمة في العلاقات بين الدول الإفريقية في التوصيات التي خرج بها المؤتمرون، وعن العلاقات المغاربية أكد الوزير أن المؤتمر سمح بالاتفاق مع ليبيا لمد الألياف البصرية من منطقة الدبداب الحدودية إلى غدامس الليبية على طول 400 كم وأن لجنة عمل مشتركة تعمل في هذا الإطار وهي نفس التدابير المتخذة مع موريتانيا التي وافقت على نفس المشروع نحو أراضيها في إطار ما سماه الوزير بالطريق السيار الرقمي . و دائما في إطار التعاون الإفريقي أردف موسى بن حمادي أن الجزائر لها الإمكانيات البشرية والمادية التي تمكنها من تصدّر الدول الإفريقية في مجال امتلاك التكنولوجيات الحديثة خاصة عند رفع التحدي والوصول للتذبذب العالي والأعلى وهو التحدي الذي سيمكن من مواكبة التطور الحاصل في الغرب ويحرك عجلة التنمية المستدامة في جميع المجالات ويمكن أيضا من تحسين وتطوير الخدمات المقدمة للمواطن، مشيرا في هذا الصدد للزيارة التي قادته رفقة الوزراء الأفارقة للمركز الفضائي بآرزيو و للمعهد الوطني للاتصالات السلكية واللاسلكية بوهران الذي قال أنه نموذجي حيث تستفيد منه كما أضاف 30 دولة إفريقية .