إنزلاقات أرضية تعزل عائلات بحي الصنوبر يشكو سكان حي الصنوبر بقسنطينة المقيمين بالقرب من الخزان المائي، من عزلة «تامة» خلفها غلق الطريق المؤدي إلى باب القنطرة بسبب أشغال الجسر العملاق، بالإضافة إلى خطر الانهيار الذي بات يهدد سكناتهم، إثر انزلاق التربة الذي وقع بالمنطقة. وكشف سكان الحي، الموزعين على بنايتين فقط، بعد أن تم ترحيل العائلات الأخرى شهر جويلية الفارط، بأن الوضع أصبح مقلقا، بعد أن أغلق المسلك الرابط بين الحي بباب القنطرة، إثر أشغال الجسر العملاق، مما اضطرهم إلى المشي على الأقدام وسط أشجار الغابة، مرورا بورشة الجسر العملاق، كي يتمكنوا من بلوغ طريق الصنوبر المؤدي لباب القنطرة، مضيفين بأن الوضع قد تفاقم، بعد حصول انزلاق للتربة منذ حوالي 3 أشهر، حيث أصبحت التشققات تظهر على مستوى الطريق، وحتى جدران المنازل، ما جعلهم يتخوفون من خطر انهيارها. كما عبر أفراد العائلات، عن تخوفهم على أبنائهم المتمدرسين، الذين أوضحوا بأنهم يضطرون كل يوم إلى قطع مسافة كبيرة داخل الغابة، قبل أن ينتقلوا إلى السير على سلالم خشبية طويلة أقامها عمال الورشة المحاذية لهم، فوق الكتل الخرسانية المضادة للانزلاق، التي تشكل منحدرات في غاية الخطورة، كان يضطر الأطفال والسكان إلى المشي فوقها قبل ذلك، حيث أشار أحد الآباء إلى أنه يتوجب عليه مرافقة أبنائه دائما، لأنه لا يأتمن عليهم مخاطر الطريق الذي يعج بالكلاب الضالة في الصباح الباكر، بالإضافة إلى متعاطي الكحول الذين يرتادون الغابة طوال الوقت، مضيفا بأنه يمنعهم حتى من الخروج إلى اللعب، خوفا من حوادث سقوط داخل الحفر المترتبة عن الانكسارات الأرضية . أحد سكان الحي يبلغ من العمر أكثر من 80 سنة، قال بأنه يضطر لقطع المسلك الغابي، إذا أراد اقتناء بعض الحاجيات، بالرغم من ضعف البصر الذي يعاني منه، وكبر سنه، حيث قال بأن الحي الذي يقطن به لا يتوفر على أي محل أو مرفق، موضحا بأنه لا يستطيع سلك الطريق المؤدي إلى حي سيدي مبروك رغم أنه معبد، لكون المسافة أبعد بكثير. وطالب السكان السلطات بوضع حل لمشكلتهم، وترحيلهم من هذا الحي، الذي لم يعد صالحا للسكن حسب وصفهم، مضيفين بأنهم «يستغربون» السبب وراء استثنائهم من الترحيل الذي استفادت منه العائلات الأخرى التي كانت تقطن بالمكان.