علمت النصر من مصادر موثوقة، أن مصالح الأمن المختصة بعنابة فتحت نهاية الأسبوع، تحقيقا معمقا في قضية سرقة 5 لفائف ضخمة من الكوابل الهاتفية الخاصة بالألياف البصرية، و التي اختفت منذ أسابيع من مركز الصيانة التابع لمؤسسة اتصالات الجزائر بحي الصفصاف غرب وسط المدينة. و باشرت المصالح المختصة تحرياتها على خلفية إيفاد المديرية العامة لاتصالات الجزائر لجنة تحقيق في تخصصات مختلفة، للتدقيق في كمية الكوابل الهاتفية التي سرقت وتحديد المسؤوليات. وأفادت مصادرنا، أن مصالح الأمن تولي أهمية بالغة لكشف المتورطين في عملية السرقة والوجهة التي أخذتها الكوابل المسروقة، باعتبارها عتادا حساسا واستراتيجيا يستخدم أيضا لأغراض عسكرية. وأشارت ذات المصادر إلى أن الكابلات المكونة من الألياف البصرية تنقل البيانات عبر نبضات ضوئية، ومستوى الأمن التي تقدمه ضد التنصت عال جدا، لأنها تقوم بتحويل البيانات الرقمية إلى نبضات ضوئية فلا يمر بهذه الألياف أي إشارات كهربائية على عكس أنواع الكابلات والأسلاك الأخرى التي تعتمد في نقل البيانات على الذبذبات الكهربائية.مصالح الأمن استدعت مسؤولين وإطارات، بالمديرية الإقليمية لاتصالات الجزائر بعنابة، بالإضافة إلى أعوان الأمن العاملين على مستوى مركز الصيانة، لاستجوابهم في القضية التي تركت الكثير من علامات الاستفهام، كون حظيرة المؤسسة تخضع لحراسة مشددة من قبل شركة خاصة متعاقدة من اتصالات الجزائر، و يجري التحقيق أيضا حول الكيفية التي مكنت المتورطين في عملية السرقة و إخراج اللفائف الضخمة باستخدام رافعات وشاحنات. وحسب التقرير الذي رفعته لجنة التحقيق للمديرية العامة لاتصالات الجزائر، يشتبه في ضلوع إطارات تنتمي للمؤسسة تملك شركات خاصة بأسماء أقاربها في عملية السرقة،لاستغلال الكوابل في انجاز مشاريعها، كون كوابل الألياف البصرية لا تباع في السوق، ولا تستخدم في أي مجال إلا بترخيص من الجهة المختصة. كما تضمن التقرير وجود تقصير في التسيير على مستوى الوحدات والوكالات التابعة لاتصالات الجزائر، ما انعكس على نوعية الخدمات المقدمة للزبائن. تجدر الإشارة إلى أن هذه الكوابل عبارة عن ألياف مصنوعة من الزجاج النقي، طويلة ورفيعة بسمك الشعرة، وتستخدم في نقل الإشارات الضوئية لمسافات بعيدة جدا وبسرعات عالية.