عون أمن بمتوسطة يُضرم النار في سكن عائلته ويتسبب في مقتل شقيقته حرقا بأم البواقي قضت أمس هيئة محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء أم البواقي، بإدانة عون أمن بمتوسطة كوشاري بشير بعين البيضاء ويتعلق الأمر بالمسمى (ط ن) من مواليد سنة 1978 بعقوبة 10 سنوات سجنا نافذا، وكان ممثل النيابة العامة قد التمس توقيع عقوبة الإعدام ،بجرم جناية وضع النار عمدا في مسكن ما أدى إلى وفاة شخص. القضية من خلال ملفها الذي طرح في جلسة المحاكمة ترجع إلى يوم السادس والعشرين من شهر نوفمبر من السنة الماضية، عندما تلقت مصالح الأمن الحضري الثاني بأمن دائرة عين البيضاءبأم البواقي مكالمة هاتفية من أحد الأشخاص، يخطرها بأن المتهم الحالي أقدم على إضرام النار في سكن عائلته المتواجد بنهج خلايفية الربيعي وسط المدينة وفراره بعد ذلك نحو وجهة مجهولة. مصالح الأمن انتقلت بعد ذلك للسكن المحدد في المكالمة الهاتفية، أين وجدت الفتاة المسماة (ط ف) المكناة "موزا" في عقدها الرابع من العمر ملقاة على الأرض في رواق السكن، وقبلها كانت العائلة قد استنجدت بالجيران والمارة لإخماد الحريق المهول الذي حول السكن إلى رماد. أعوان الحماية المدنية تدخلوا بعد ذلك ونقلوا الضحية مصابة بحروق خطيرة على مستوى رجليها ويديها على جناح السرعة لمصلحة الاستعجالات بمستشفى زرداني صالح بعين البيضاء، لتتمكن مصالح الأمن حينها من توقيف المشتبه به مصابا هو الآخر بحروق متفاوتة على مستوى يديه، واتضح بعد تفتيشه بأنه يحوز ولاعة. عناصر الأمن المشرفة على التحقيق انتقلت في أعقاب تقديم الإسعافات الأولية للفتاة، واستمعت لإيفاداتها أين اتضح من خلال تصريحها، بأن شقيقها (ط ن) هددها في وقت سابق بحرقها في حالة لم توفر له مبلغا ماليا يشتري به مشروبات كحولية ومؤثرات عقلية، وكشفت بأن المتهم يتعاطى بشكل يومي المشروبات الكحولية وهو مدمن عليها، غير أنه يوم الوقائع وعلى الساعة الثالثة مساء دخل –بحسب تصريحات الضحية- شقيقها للسكن محاولا الاعتداء عليها بعد عدم توفيرها المبلغ المالي، ليتدخل الأشقاء الآخرون ويمنعوه من ذلك. الضحية كشفت للمحققين بأن أخاها الذي دخل السكن وبحوزته قارورة بلاستيكية بها بنزين رشها بهذا الأخير وأضرم النار فيها، لتنتقل ألسنة اللهب للأغطية والأفرشة وتتسبب في اندلاع حريق مهول. شقيقة الجاني حولت بعد ذلك لمصلحة معالجة الحروق بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، أين لفظت أنفاسها أياما بعد الحادثة ليلقى القبض على شقيقها ويودع رهن الحبس. المتهم وخلال امتثاله أمام هيئة المحكمة أنكر الجرم المنسوب إليها في محاولة منه للتهرب من المسؤولية الجزائية، معطيا في ذات السياق رواية جديدة للمحكمة وهي الرواية بحسب تعبير قاضي الجلسة التي لم يحسن حبكها. فالجاني كشف خلال الجلسة بأن والدته المسماة (ط و) البالغة من العمر 66 سنة اتصلت به لتطلب منه تشغيل مدفأة المنزل في ظل موجة البرد التي مست المنطقة، ليقوم بالعمل على تشغيل المدفأة التي انفجرت بعدها بسبب تسرب للغاز، ما أدى إلى اندلاع حريق بالسكن انتقل لشقيقته وأدى إلى وفاتها، وهو التصريح نفسه الذي جاء على لسان الوالدة نفسها وشقيقا الجاني والضحية ويتعلق الأمر ب(ط س) و(ط ع). رئيس الجلسة وفي ظل تصميم المتهم وأهله على الإنكار، واجه أفراد العائلة بالصور الملتقطة من طرف أفراد الشرطة العلمية، وهي الصور التي بينت سلامة المدفأة التي لم تلمسها ألسنة اللهب، ومست النيران في المقابل سلالم وجدران السكن وحولت أغراض بالسكن إلى رماد. ممثل النيابة العامة من جهته كشف في مرافعته بعد سرده للوقائع بأن تقرير تشريح الجثة من طرف الطبيب الشرعي توصل إلى أن ما نسبته 30 بالمائة من جسم الضحية تعرض لحروق لا سيما يديها ورجليها، مشيرا بأن قاضي التحقيق أكد بأنه اكتشف من خلال معاينته للضحية عند نقلها للمستشفى المحلي بأن ملابسها مبللة بالبنزين ورائحة الأخير تنبعث منها، ما يدل بأن الجاني رشها وأضرم النار فيها، ملتمسا توقيع عقوبة الإعدام.