لن أتخلى عن المسرح لصالح السينما والتلفزيون تقمص شخصية كريم بلقاسم مرتين: في فيلم ومسلسل "مصطفى بن بوالعيد" والفيلم الوثائقي "أول نوفمبر..نقطة النهاية" لأحمد راشدي وكم يتمنى أن يجسدها للمرة الثالثة أو ينضم إلى "جنود الخفاء" خلف الكاميرا في الفيلم الجديد المخصص لتخليد مسار هذا البطل مع نفس المخرج وبذلك يعبر أكثر عن تعلقه واعتزازه به، فالفنان الشاب سامي علام تعود على "القفز" من أمام الكاميرا حيث يقف كممثل إلى ورائها كمخرج أو مساعد مخرج في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية. آخر هذه الأعمال وليس الأخير الفيلم الوثائقي، أول نوفمبر..نقطة النهاية" الذي كان من المقرر أن يبث في سهرة الفاتح من نوفمبر في إطار الإحتفال بذكرى اندلاع الثورة التحريرية عبر التلفزيون الجزائري، لكنه تأخر عن الموعد النوفمبري وباعتباره ممثل ومساعد مخرج في هذا العمل سألناه عن أسباب هذا التأخر، فرد بأنها مرتبطة بمشاكل تتجاوز الطاقم الفني والتقني والمخرج ظهرت في آخر لحظة ومعظمها تتعلق بإجراءات إدارية خاصة وأن التصوير تم في أربع ولايات وهي البليدةباتنة وسطيف وانطلق في بداية شهر رمضان الفارط...موضحا بأن الفيلم سيكون جاهزا للبث التلفزيوني بعد 20 يوما أو شهر كأقصى حد وهو الآن في مرحلة التركيب وإدماج الموسيقى التصويرية. وبخصوص دوره قال بأنه تقمص الشخصية الثورية كريم بلقاسم، مشيرا إلى أن المخرج حافظ على نفس الممثلين الذين جسدوا في فيلمه السابق "مصطفى بن بوالعيد" الشخصيات الثورية الست التي حضرت وخططت لتفجير الحرب التحريرية وهو جد فخور بتجسيد شخصية كريم بلقاسم لثاني مرة ويتمنى أن يستمر في ذلك... وعن تواجده خلف الكاميرا كمساعد مخرج إلى جانب وقوفه أمامها كممثل، في هذا العمل، أوضح بأن حبه لعمله يجعله ينظم وينسق لإتقان كل مهمة وهذه سادس تجربة له في هذا المجال وسر النجاح يكمن في التحضيرات والترتيبات المسبقة بالتنسيق مع المخرج.. فهو كما قال لا يمثل كل يوم وعندما يحين موعد تصوير اللقطات التي يشارك فيها ينزع "طاقية" مساعد المخرج ليصبح ممثلا وهكذا. وعن الميدان الذي يرتاح فيه أكثر شرح بأنه يحب الإخراج والتمثيل معا، فقد عاش أيضا تجربة الإخراج في أعمال أخرى، لكنه يفضل التمثيل... وأضاف مازحا: "عندما تمثل "يقلشوك" أي يد للونك) أما إذا وضعت على رأسك قبعة مخرج أو مخرج يقولون لك دبر راسك ويعتمدون عليك في كل شيء تقريبا". وسألناه إذا صادف صعوبات في مشاركته كممثل ومساعد مخرج أيضا في المسلسل التراثي الجديد الذي يجسد دراميا قصيدة "عويشة والحراز" للمخرج بوعلام عيساوي فرد: "جسدت في هذا العمل الذي يحمل عنوان "حسناء" دور قائد الحرس في قصر الحراز، وعندما يحين موعد تصوير دوري أتفرغ تماما لذلك...يكفي اتخاذ الإحتياطات اللازمة حتى لا تتأثر مهمتي كمساعد مخرج و أؤديها على أحسن وجه. لقد اكتسبت خبرة لا بأس بها الآن". واعتقل محطات هامة في مساره الإبداعي بالكثير من الحماس والحنيني..."لم أعتمد على الموهبة الفنية فقط، فقد درست الفنون الدرامية في المعهد المركزي "الكونسرفاتوار" بالجزائر العاصمة واقتحمت عالم التمثيل المسرحي في 1995.الخطوات الأولى نحو السينما والتليفزيون استطرد الفنان قائلا: "اعتبر فيلم "سي محند أو محند" الذي أخرجه رشيد بن علال واليزيد خوجة، حول مسار أكبر شارع بمنطقة القبائل الكبرى ولد في سنة 1800 وتوفي في 1904 قفزة نوعية في مساري فقد قررت أن أشارك في عملية "الكاستينغ" الذي نظم لإختيار الممثلين وأسند لي دور صغير لكن الدور الأكبر قدمته كان خلف الكاميرا حيث أسندت لي عدة مهام في التحضير لإنجاز الفيلم، والتصوير ثم التركيب وإذا بي أصبح مساعد مخرج وممثل في نفس الوقت وكم سعدت بتتويج العمل بالجائزة الكبرى في مهرجان أغادير للفيلم الأمازيغي واكتفيت بدور مساعد مخرج في مسلسل فكاهي لعديلة بن ديمراد وكررت عدة مرات هذا الدور (يضحك) لكنني خضت تجربة الإخراج الممتعة في فيلم وثائقي عنوانه (حنيفة حياة محترقة) حول مسار مغنية قبائلية غنت للثورة والحب والغربة...ثم فيلم "الفضولي" المليء بالسوسبانس والفكاهة"... ورسميا اكتفيت بالتمثيل في فيلم "الجناح الأسود" لمحفوظي محمد الصالح والكثير من الأعمال الأخرى...". وشرح بأن التلفزيون والسينما لا يمكن أن يبعدانه عن المسرح الذي يعتبره بمثابة الرياضة بالنسبة للممثل ويفتخر كثيرا بدوره في مسرحية "النهر المحول" المقتبسة عن رواية لرشيد ميموني التي قدمها مع فرقة المسرح الجهوي لتيزي وزو بالأمازيغية والفرنسية وكذا دور المحامي الذي جسده في مسرحية "المنكوب" بنفس المسرح لكن العلامة المسرحية الفارقة في مساره هي بطولة مونولوج "حلمت بأنني مت" ومن أهم مشاريعه تقديم نسخة من هذا المونولوج باللغة العربية بعد أن نجح بالأمازيغية، وكذا إخراج شريط وثائقي حول منطقة القبائل الكبرى في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة الإسلامية والمشاركة أمام أو خلف الكاميرا في فيلم "كريم بلقاسم" لأحمد راشدي الذي ينتظر الضوء الأخضر من وزارة الثقافة.