الشاب بكير علي يطلب مساعدته في البحث عن عائلته حضر إلى مقر جريدة النصر عشية مقابلة المنتخب الوطني وسلوفاينيا يطلب مساعدته في البحث عن عائلته من خلال نشر ندائه في هذه الفترة التي تشهد نسبة مقروئية عالية، وكله أمل في أن يعثر على والديه أو أي شخص يعرف نسبه من بين المناصرين ومتتبعي أخبار المونديال وأهل الخير. وكل ما يحمله الشاب بكير علي من دليل إثبات هويته، شهادة ميلاد مستخرجة من بلدية الحامة بوزيان بولاية قسنطينة تحت رقم 149 تؤرخ لميلاده بداية من 21 فيفري 1981 ببلدية باب الواد بالعاصمة، خانة الوالدين فيها بيضاء أي (مجهول النسب) فيها إشارة تقول بأن إعلان ولادته أدلى به شخص يدعى / سعيد شهري/ وإسم هذا المواطن الذي ورد في شهادة ميلاده، هو الخيط الذي يأمل في أن يقوده إلى والديه أو أي فرد من عائلته، ويكفيه كما قال أن يراهم ويعرف هذا الجانب المجهول من هويته، لأنه تعود على حياة اليتم، لكنه لم يخف مع ذلك بأن فرحته ستكون أكبر، إذا ما فتحوا له أحضانهم ورحبوا بوجوده بينهم. بكير علي فتح، عينيه في مركز الطفولة المسعفة بسيدي مبروك محروما من صدر أمه ومن رعاية والده، إلا من جدران باردة لم تعوضه دفء العائلة، خاصة وأنه بحاجة إلى من يسنده، لكونه يعاني من إعاقة حركية على مستوى اليدين والرجلين معا. وببلوغه العشرين سنة تم تحويله من مركز الزيادية الذي يحضن أمثاله من الأيتام إلى مركز العجزة بالهرية، ثم إلى "دار الرحمة" ببلدية الحامة بوزيان، في مفارقة غريبة، رمت به إلى جانب أمهات وأباء تخلى عنهم أبناءهم وهو الذي يحترق شوقا الى حضن أمه وأبيه. وخلال رحلة التنقل بين مراكز الايواء القاسية التي كان يتابع فيها بصمت ضحكات الاطفال من خلف الأسوار، ويسترق النظر إليهم وهم يلعبون وتكاد تتوقف نبضات قلبه وهو يرى أما تحضن صغيرها الى صدرها، وأبا يمسك بيده إبنه في طريقه إلى المدرسة ظلت، صرخته المكبوتة في صدره طيلة هذه السنين تبحث عمن يطفئ نارها التي تحرق قلبه، وهو يبحث بين وجوه المارة عن أم وأب لم يعرفهما قد تشبه ملامحهما تقاسيم وجهه وعينيه الحزينتين، هذا الحزن دفع ببعض اصدقائه كما أخبرنا إلى التنقل الى العاصمة بحثا عن الشخص الوارد إسمه في شهادة ميلاده، ليدلهم على والديه. لأن ادارة مركز العجزة لا تسمح له بالسفر بمفرده، بالاضافة الى اعاقته الحركية التي تجعل مهمة البحث عنهما مستحيلة. وقد عثر أصدقاءه على هذا الشخص، الذي يبلغ من العمر 80 سنة، إلا أنه نفى كما أخبره ان يكون قد تقدم الى بلدية باب الواد بالعاصمة للإدلاء بمعلومات تخص ولادته، إلا أنه مازال لديه أمل في أن يجد من بين قراء النصر ومناصري "الخضرا" وأهل الخير من يساعده في العثور على عائلته. وقبل أن يغادرنا زف إلينا خبر نجاحه هذه السنة في شهادة "السيزيام" بمعدل 8.5 وذلك بمساعدة رئيسة "جمعية الضمير" بالولاية التي قال بأنها كانت تحرص على زيارتهم وتفقد أحوالهم في مركز الهوية، ووعدته بادخاله المدرسة التي حرم منها أيضا، وعند انتقاله للاقامة في مركز الحامة بوزيان، سارعت إلى تسجيله بقسم محو الأمية ب "سيدي بوعنابة" بحي السويقة الشعبي بمدينة قسنطينة سنة 2002، ولديه رغبة كبيرة في مواصلة تعليمه من أجل الحصول على شهادة علمية أو في التكوين المهني تمكنهه من الحصول على عمل. ومأساة الشاب بكير علي لم تنسه حب الوطن ومناصرة "الخضر" التي يتبع أخبارها ومقابلاتها بحماس كبير. وككل المناصرين اقتنى نقالا منذ يومين فقط من المنحة التي يتقاضاها كل ثلاثة أشهر، تحمل ألوان العلم الوطني، مرصعة بقلب أحمر، وقال لنا بأنه من أشد المعجبين بحارسنا فوزي شاوشي والذي يعول عليه كثيرا في صد هجمات نجوم المونديال، للابقاء على شباكه نظيفة، وتكرار ملحمة أم درمان، ويرى بأن فريق سعدان بإمكانه أن يجتاز الى الدور الثاني ان شاء الله، ولما لا الفوز بالكأس أيضا ، كما أضاف بابتسامة كبيرة، نأمل أن نرافقه بقية حياته وسط أهله وأقاربه. ولمن يريد مساعدته في البحث عن عائلته يمكنه الاتصال به على رقم مركز الحامة بوزيان 031.86.32.68 أو على رقم هاتفه النقال مباشرة وهو 07.96.75.87.21 .