القضاء على 28 إرهابيا و إصابة عشرات الآخرين بتيزي وزو ما زالت عملية التمشيط الكبرى التي باشرتها قوات الجيش الوطني الشعبي بالتنسيق مع قوات الأمن المشتركة بغابات سيدي على بوناب بأعالي تيزي وزو متواصلة للأسبوع الثاني على التوالي. وأفادت مصادر متطابقة "للنصر" بأن الخطة الأمنية التي طبقتها قوات الجيش بالتنسيق مع مصالح الأمن المشتركة والحصار العسكري الذي فرضته على مداخل الغابات وجبال المنطقة لما يعرف إعلاميا بمثلث الموت على حدود كل من ولايات تيزي وزو البويرة وبومرداس، أصبح يعطي ثماره تدريجيا وبصفة ملحوظة حيث تم إلى غاية أمس الجمعة القضاء على 28 إرهابي وإصابة العشرات الآخرين بجروح، كما تم تسجيل انخفاض في النشاط الإرهابي بسبب التضييق والحصار المستمر على عناصر هاته الجماعات وما تعانيه من جهة أخرى من الجوع والبرد، وهو ما قد يعجل باستسلام الكثير منهم كونهم على حافة الموت .وحسب مصادر حسنة الإطلاع فإن القوات المشتركة المدعمة بفرق متخصصة في مكافحة الإرهاب، قد أحكمت منذ اليوم الأول من عملية التمشيط قبضتها على كل المنافذ والممرات والغابات التي تعتبر كمحاور أساسية لتنقل العناصر الإرهابية المتحصنة هناك ، والتي تقدرها بعض المصادر بأكثر من 50 عنصرا بينهم قيادات كبيرة في التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي يتزعمها عبد المالك دروكدال المكنى "أبو مصعب عبد الودود"، وذلك في المنطقة الممتدة من جبال دلس من جنوب شرق بومرداس إلى الحدود بين ولايتي بومرداس وتيزي وزو في غابات سيدي علي بوناب وميزرانة إلى حدود بجاية بغابة آكفادو.وتقول مصادر حسنة الإطلاع أن عمليات المحاصرة التي يقودها ميدانيا جنرالات النواحي العسكرية، والتي جاءت بعد تحديد المواقع الإستراتيجية للعناصر الإرهابية أسفرت حسب حصيلة أولية على القضاء على 28 إرهابي والذين تم تحويل جثثهم إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى برج منايل، كما تم إلقاء القبض على ثلاثة إرهابيين آخرين أحياء وتدمير العديد من الكازمات والمخابئ بعد إحكام الحصار عليهم وقطع الاتصالات وطرق الإمدادات بالمؤونة، بعد تفكيك العشرات من شبكات الدعم والإسناد من طرف المصالح الأمنية، وهي الشبكات التي كانت في أوقات سابقة تضمن المعلومات لعناصر التنظيم عن تحركات الأجهزة الأمنية المختلفة.وأشارت مصادر "النصر" إلى أن حالة استنفار قصوى تعرفها المرافق المحاذية للمناطق المذكورة تحسبا لأي طارئ أو عمليات إرهابية أخرى يسعى فيها عناصر تلك الجماعات الإرهابية لفك الحصار عن رفاقهم واستغلال الفرصة لتنفيذ أعمالهم الإجرامية، وتضيف ذات المصادر أن قيادة القطاعات العسكرية والعملياتية تسعى من خلال هذه العمليات المشتركة للإطاحة برؤوس بقايا التنظيم الإرهابي وكسر شوكته وأن التمشيط المستمر يستهدف القضاء على من تبقى من نشطاء كتيبتي "النور" و "الأنصار" تحت لواء "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" سابقا التي حولت تسميتها إلى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".وخلال اليومين الفارطين قامت قوات المشاة باقتحام المعاقل بعد فتح الآليات مسالك وتفجير الألغام المزروعة لمنع زحف أفراد الجيش على طول الممرات المؤدية إلى عمق غابة سيدي علي بوناب، وأكدت ذات المصادر أن الجيش تقدم كثيرا بداخل الغابات الكثيفة ودمّر عددا من الكهوف التي كانت ملاجئ للإرهابيين، وتم إثر ذلك استرجاع كميات كبيرة من المتفجرات وقنابل تقليدية جاهزة وقذائف تقليدية من نوع "الهبهاب" بالإضافة إلى كميات من المواد غذائية والأفرشة والأدوية، في حين لا تزال المروحيات تستطلع المنطقة منذ انطلاق العملية العسكرية.ومن المقرر أن يتواصل الحصار الذي بدأه الجيش لبضعة أيام أخرى بعد نصب أفراد الجيش معسكرات في أماكن متفرقة من الغابة، وأشارت مصادر موثوقة أن عملية التمشيط هذه قد حضيت بتجنيد فرق متخصصة في تفكيك القنابل وجنود وضباط يتمتعون بخبرة كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب، وسبق أن شاركوا في العمليات العسكرية الواسعة خلال سنوات العنف إضافة إلى مقاومين يعرفون تضاريس المنطقة جيدا .وحسب مصادر أمنية على صلة بالعملية، فإن قوات الأمن شنت عملية التمشيط الواسعة هذه، بناء على معلومات أدلى بها إرهابيون موقوفون مؤخرا، والذين كشفوا عن معلومات مهمة وقدموا خريطة تحركات نشطاء التنظيم الإرهابي وأماكن تمركز عدد كبير منهم قد يكون بينهم دروكدال، والذين تنقلوا في سرية إلى غابة سيدي على بوناب من أجل عقد مؤتمر إرهابي تم إجهاضه منذ الساعات الأولى من انطلاق العملية .