"المكفوف الحديث الإعاقة تائه ببلادنا و يعاني التبعية مدى حياته لانعدام الهياكل المتخصصة " قال رئيس جمعية إعادة التأهيل الحركي للمكفوفين حديثي الإعاقة و ضعيفي البصر بفرنسا الجزائري الذي قدم تجربته الخاصة و تحدث عن المعاناة و الصعوبات التي يواجهها بعد فقدانه البصر مما اضطره للسفر إلى فرنسا من أجل الاستفادة من إعادة التأهيل ليتمكن من متابعة حياته بطريقة عادية. و سرد عبدوش عبد الغاني قصته مع داء العنبة"Uvéite" الذي أفقده البصر سنة و نصف بعد إصابته بهذا المرض ليجد نفسه بين الليلة و ضحاها يواجه التبعية المطلقة للآخرين بسبب انعدام الهياكل المتخصصة في إعادة التأهيل و قال أن المكفوف منذ الولادة يتعايش مع إعاقته و ينجح في حياته و دراسته و يحقق ما حققه غيره في مختلف المجالات الفكرية و العلمية حتى و إن واجه بعض الصعوبات، لكن حديث الإصابة بالإعاقة يعاني صعوبات و مشاكل أكبر بسبب صعوبة الاندماج من جديد و التكيّف في المحيط، بل يعيش التهميش و العزلة لانعدام مراكز إعادة التأهيل الخاصة بهذه الفئة التي يقدر عددها بالآلاف إلى جانب الأشخاص الذين يعانون ضعف البصر و ما يواجهونه من مشاكل التأقلم لعدم تفهم الآخرين لحالتهم و معاملتهم كأشخاص عاديين." لابد من إعادة النظر في أمور كثيرة، لأن الصعوبات التي يواجهها المكفوف منذ الولادة تختلف كثيرا عن تلك التي يعيشها المصاب حديثا بهذه الإعاقة" قال رئيس الجمعية الذي تحدث عن حالات مشابهة لحالته و تساءل عن مصيرهم داعيا إلى ضرورة الإسراع بفتح مراكز تكوين مستخدمين مختصين في إعادة تأهيل هذه الفئة الذي يتضاعف عددها يوما بعد يوم، و تتوقف الحياة لديها لافتقارها لأدنى ظروف إعادة التأهيل و التأقلم مع وضع جديد يصعب على الكثيرين تقبله. و أضاف بأن الجميع معرضون لمثل هذه الإعاقات و لا بد من التفكير جديا في هياكل تجعلهم قادرين على الاعتماد على أنفسهم و مواصلة حياتهم مثلما كانوا في السابق دون الاضطرار للتخلي عن دراساتهم مثلما حدث مع الكثيرين، لأنهم لم يجدوا الظروف المساعدة لمتابعة حياتهم. و قدم عبدوش تجربته الخاصة كطالب جامعي و لاعب كرة قدم سابق اضطر أصيب بالعمى و هو في سن ال21 و اضطر للسفر إلى الخارج بحثا عن فرصة لإعادة التأهيل بدافع التحدي و الرغبة في مواصلة دراساته. و أكد أنه نجح بفضل ذلك في مواصلة دراسته باستخدام الإعلام الآلي و تحصل على عدة شهادات خبرة في مختلف المجالات بما فيها تقديم الإسعافات الأولية و هو اليوم على مشارف الخمسينات و مستعد لنقل خبرته للآخرين حتى لغير المعوقين حسبه. و كشف عبدوش عن تنظيم يوم دراسي خاص بضعيفي البصر في الثامن من جانفي الجاري بالعاصمة يتم خلاله عرض الوسائل و التقنيات الحديثة التي يجب على الكفيف اكتشافها و استغلالها في مشواره الدراسي، العلمي و المهني.و انتقد نفس المتحدث تخلي الكثير من المكفوفين عن استعمال العصا و قال أن ثمة من المعلمين من ينصحون الأطفال المكفوفين بعدم استخدام العصا بحجة تعليمهم الاعتماد على النفس مشيرا إلى الأخطار التي تهدد حياة هؤلاء كحوادث الاصطدام و السقوط لعدم قدرتهم على تحديد و تتبع الأرصفة والجدران أثناء السير وعدم معرفة المنحنيات و الوقوع في الحفر بعد التخلي على هذه الآداة الضرورية. و من جهته قدم فلوران أورسيني مختص في إعادة تأهيل تنقل المعوقين بفرنسا خلال يوم دراسي احتضنه مركز تكوين المستخدمين المختصين بقسنطينة بحر الأسبوع المنصرم، دراسة عن معايير تسهيل الحركة و التنقل لمختلف الفئات في ظل التطور العمراني و استحداث الهياكل المناسبة لذلك و ما نجم عنها من تعقيدات بالنسبة للمعوقين عموما. و قال أن شروط البناء و التهيئة العمرانية يجب أن تحترم المعايير المصادق عليها من قبل الأممالمتحدة و التي تحافظ على شروط لا يمكن الاستغناء عنها بالنسبة ل 10بالمائة من مجموع السكان و ضرورية بالنسبة ل40بالمائة منهم و مريحة للجميع. و قدم اقتراحات تسهل تأقلم المعاق بالمحيط منها توفير حافلات بسلالم و أرضيات منخفضة تسهل ركوب و نزول الجميع مهما كان نوع إعاقتهم. توفير التكوين السمعي للمكفوفين، و كذا توفير لائحات مكتوبة بطريقة البراي بمداخل البنايات و المؤسسات العمومية التي قد تتردد عليها هذه الفئة.