الجزائر - يحيي الشعب الفلسطيني في الداخل و في الشتات اليوم الأحد الذكرى 63 لنكبة فلسطين في ظرف استثنائي يمر به المشهد السياسي الفلسطيني بالتوقيع على اتفاق المصالحة الرامي الى تحقيق الوحدة الوطنية احدى ركائز اقامة دولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس مع التمسك الثابت بحق عودة اللاجئين إلى وطنهم. وإحياءا لهذه المناسبة التي تعيد إلى أذهان الفلسطينيين الذكرى الاليمة لترحيل الالاف منهم عن بلداتهم وقراهم في عام 1948 تجمع الآلاف في شمال قطاع غزة وتوجهوا باتجاه معبر "بيت حانون" شمال القطاع حيث ألقى قياديون من حركة "فتح" و"حماس" كلمات أكدت على الوحدة الوطنية والتمسك بحق العودة. وقال اسماعيل رضوان النائب عن حركة حماس في المجلس التشريعي إن "حركتى فتح وحماس والفصائل يحيون ذكرى النكبة اليوم وهم يد واحدة لبذل مزيدا من الجهود من أجل التوصل للمصالحة الفلسطينية الداخلية". وعلى ضوء أحداث يوم النكبة الذي يحييه الفلسطينيون نشرت قوات جيش الاحتلال الاسرائيل تعزيزاتها الامنية اليوم في القدس والضفة الغربية وفقا لما ذكرته مصادر اعلامية. وقالت المصادر انه تم نشر أكثر من 10 آلاف شرطي في القدس ومحيطها وفي المدن المختلطة والقرى العربية في داخل أراضي 1948 لمنع المظاهرات هذا اليوم وأغلقت سلطات الاحتلال الضفة لمدة 24 ساعة. كما حشدت شرطة الاحتلال الآلاف من عناصرها الذين انتشروا في عدة مناطق خصوصا في القدسالشرقية ومنطقة "وادى عارة" وهى منطقة في "الجليل" التي تقطنها غالبية عربية". وقالت مصادر محلية وشهود عيان إن 15 فلسطينيا على الأقل أصيبوا بجروح جراء قصف مدفعي وإطلاق نار إسرائيلي على متظاهرين شرق مدينة غزة. واوضحت أن جيش الإحتلال "أطلق قذيفتين وعدة عيارات نارية إلى جانب قنابل الغاز على عشرات الفلسطينيين الذين اقتربوا من السياج الفاصل على أطراف مدينة غزةالشرقية" مضيفة ان المواجهات امتدت إلى أطراف شمال قطاع غزة قرب معبر بيت حانون". و شهد جنوبغزة مسيرة مماثلة حيث توجه الآلاف باتجاه معبر رفح الحدودي مع مصر مرددين هتافات تطالب بتحقيق العودة كما شهدت مدينة رام الله بالضفة الغربية تظاهرة كبيرة شاركت فيها مختلف الفصائل وجرى خلالها التأكيد على التمسك بحق العودة. وشارك في المسيرة متضامنون اجانب كانوا قدموا إلى غزة للتعبير عن استمرارهم في التضامن مع اهالي قطاع غزة بعد مقتل المتضامن الإيطالي فيتوريو أريغوني على أيدي مجموعة متشددة. و إلى ذلك شارك العشرات من مواطني القدس وفي الداخل في مسيرة انطلقت من باحة"باب العمود" أحد أشهر بوابات القدس القديمة واخترقت شارعي "السلطان سليمان" و"صلاح الدين" وصولا إلى المنازل التي يتهددها خطر الإخلاء بحي"الشيخ جراح" وسط القدس. وتطغى على ذكرى النكبة هذا العام استشهاد فتى فلسطينى (16 عاما) امس متأثرا بجروح أصيب بها في مواجهات وقعت ليل الجمعة السبت في القدسالشرقية بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية مما يثير مخاوف من احتمال حدوث تصعيد. واندلعت المظاهرات اثر استشهاد الفتى الفلسطينى ميلاد سعيد بعد اصابته بجروح في معدته خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية في حي"سلوان" بالقدس. وأصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق نتيجة استنشاقهم غاز مسيل للدموع خلال مواجهات وقعت عشية احياء يوم النكبة مع قوات الاحتلال قرب مخيم "قلنديا" وعلى مدخل بلدة"الرام" وفي بلدة "عناتا" بالقدس، حسبما أفادت مصادر إعلامية. وأشارت ذات المصادر الى ان المواجهات مع قوات الاحتلال استمرت في بلدة"العيسوية" وسط القدسالمحتلة و في محيط الحاجز العسكري قرب مدخل"مخيم شعفاط" وسط المدينة. و في خارج الاراضي الفلسطينية تم الاعلان عن سلسلة تظاهرات ومسيرات تنظم اليوم في الجنوب اللبناني بالقرب من الحدود مع إسرائيل. وينتظر ان يشارك أكثر من 50 ألفا من الفلسطينيين واللبنانيين في مظاهرة التي انطلقت صباح اليوم من بيروت ومدن لبنانية أخرى ومن مخيمات الشتات باتجاه بلدة"رأس مارون" الحدودية ويتوقع قيام العشرات من الداخل الفلسطيني بالوصول إلى الحدود اللبنانية والوقوف من الجانب الآخر للحدود حسب بيان منظمي المسيرة. وكان العشرات من اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ومواطنون أردنيون قد احتشدوا أول أمس في بلدة "الكرامة" القريبة من الحدود الأردنية الفلسطينية. كما شهدت العديد من العواصم العربية والأوروبية مسيرات واعتصامات حاشدة احياء لهذه المناسبة لتذكر العالم أجمع بأن مأساة الشعب الفلسطيني بدأت في مثل هذا اليوم من عام 1948 لما سمح العالم بقيام دولة إسرائيل على أنقاض وأراض شعب تم تهجيره قسرا منها وتشتيته في كافة بقاع الأرض ولتأكد على حق العودة باعتباره حق "لا يقبل المساومة".