الجزائر - تعرضت العاصمة الليبية طرابلس يوم الإثنين إلى قصف جديد لقوات حلف شمال الاطلسى (الناتو) خلف 15 قتيلا من المدنيين الامر الذي أدانته أوساط دولية واعتبرت أنه "يشكك في مصداقية الحلف". وأعلن المتحدث باسم السلطات الليبية موسى إبراهيم اليوم عن سقوط 15 قتيلا من بينهم ثلاثة أطفال في غارة جديدة شنتها قوات حلف شمال الأطلسي اليوم على مسكن الخويلدي الحميدي وهو -أحد الرفاق القدامى للعقيد معمر القذافي- في صرمان على مسافة 70 كيلومترا غرب طرابلس". وفي أعقاب هذا الهجوم العدواني ضد المدنيين أدانت جامعة الدول العربية على لسان نائب الأمين العام للهيئة السفير أحمد بن حلي بشدة اليوم قيام قوات حلف الأطلسي بقصف المدنيين في ليبيا داعيا قوات "الناتو" إلى عدم التعرض إلى المدنيين. من جهته قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني ان حلف شمال الأطلسي "يعرض مصداقيته للخطر ويخاطر بخسارة الحرب الدعائية في مواجهة الزعيم الليبي معمر القذافي بسبب ممارسات أسفرت عن مقتل مدنيين". و أوضح فراتيني أن "الناتو" حدد ما أطلق عليه "مهلة" لإنهاء حملة القصف بحلول شهر سبتمبر المقبل عندما تنتهي جولة ثانية من عمليات الحلف لكن لابد أن يبحث عن حل للأزمة في ليبيا قبل ذلك الموعد. وكان حلف "الناتو" الذي نفذ منذ بداية حملته الجوية في ليبيا في أواخر مارس الماضي أكثر من 11500 طلعة قد أقر في بيان له اليوم أن "ضربة صاروخية بالخطأ ربما تسببت في إيقاع ضحايا من المدنيين في طرابلس" مؤكدا ان هدف الغارة كان موقعا عسكريا لإطلاق الصواريخ تابع للكتائب الموالية للعقيد معمر القذافي و ان سلاحا أخطأ هدفه بسبب خلل في أنظمته. وفي اطار المساعي الدولية لايجاد مخرج سلمي للازمة الليبية أعلنت الصين أنها ستستقبل المكلف بالعلاقات الخارجية في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل غدا الثلاثاء بعدما كان وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي أكد في لقائه مع مبعوث العقيد القذافي مؤخرا ببكين أن الصين تعارض الأفعال التي تتجاوز تفويض مجلس الأمن الدولي وتدعو إلى احترام سيادة ليبيا ووحدة آراضيها واحترام خيار الشعب الليبي. وعبرت الصين وروسيا عن قلقهما ازاء الحملة العسكرية التي يقوم بها حلف شمال الأطلسي ضد ليبيا واصفتين الضربات الجوية بأنها "غير ضرورية". وأكد وزراء خارجية الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي اليوم خلال اجتماعهم في بروكسل دعمهم ل"خارطة الطريق" التي قدمها المجلس الوطني الانتقالي/المتمردين/ والتي "تقدم -بحسبهم- رؤية واضحة لما بعد مرحلة العقيد الليبي معمر القذافي". كما عبروا عن قلقهم لتدهور الوضع الإنساني في ليبيا خاصة في مصراتة وكذلك على المناطق الحدودية مشددين على تعاون بلادهم مع الدول المجاورة لليبيا من أجل تطويق آثار الصراع أمنيا وسياسيا وإنسانيا. من جهة اخرى التقى رئيس الوزراء التونسي الباجي قائد السبسي في تونس اليوم مساعد وزير خارجية ليبيا للشؤون العربية عمران بوكراع الذي يزور تونس حاليا في اطار الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي للازمة اليبية. وخلفت الحرب في ليبيا العديد من اللاجئين الذين فروا من الحرب والجوع فقد دعا أنطونيو غوتيرز مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين إلى التضامن داخل الاتحاد الأوروبى لمعالجة مشكلة تدفق المهاجرين على دول الاتحاد من بينهم كثير من الليبيين. وقال" انه عندما ينظرالمرء للموقف فى ليبيا فإنه يجد أن حوالي مليون شخص غادروا ليبيا منذ بدء الصراع هناك وأن أقل من 2% منهم توجهوا إلى أوروبا". وتطالب ليبيا المجتمع الدولي الرسمي والمدني ب"العمل الفوري" لوقف قصف حلف شمال الأطلسي الناتو لعدد من مدنها وقرها محملة الأممالمتحدة من خلال أمينها العام المسؤولية الأولى" عن "الانتهاكات التي يقترفها حلف الناتو بقصف المدنيين الأبرياء في ليبيا وتنفيذه لقرار مجلس الأمن 1973 بشكل غير مسؤول". وكان التحالف الدولي بقيادة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بدأ بقصف مواقع في ليبيا في 19 مارس الماضي بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الذي قضى بفرض حظر جوي على ليبيا ل"حماية المدنيين" و تولى الحلف الاطلسى المهمة من القوات الدولية فى 31 مارس.