الجزائر - يضاعف المجتمع الدولى دعواته لحشد الجهود وتوفير المساعدات الانسانية من أجل احتواء الازمة الانسانية المستفحلة في الصومال التي أوقعت عشرات الالاف من الموتى و النازحين و المشردين جراء أسوء موجة جفاف تشهدها منطقة القرن الافريقى و الصومال بصفة خاصة. وقالت وكيلة الأمين العام للامم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس إن المجاعة أدت إلى مصرع عشرات آلالاف من الأشخاص في مقديشو محذرة من فقدان المزيد من الأرواح بسبب المجاعة والأمراض إذا لم يتم اتخاذ "الاجراءات العاجلة". و أشارت المسؤولة الاممية إلى وجود 2ر3 مليون شخص على حافة المجاعة في الصومال حيث أعلنت الأممالمتحدة المجاعة رسميا في خمس مناطق جنوب ووسط الصومال. و أكدت اموس عقب زيارتها الأخيرة للصومال "ضرورة مواصلة بذل كل الجهود الممكنة خلال الأشهر المقبلة لمواجهة انتشار المجاعة والمعاناة الهائلة في الصومال"داعية إلى الاسراع في الاستجابة للنداء الإنساني الذي أطلقته المنظمات الإنسانية بقيمة 1 مليار و200 مليون دولار لمساعدة المتضررين من الجفاف والمجاعة في منطقة القرن الإفريقي. وقد وجه مجلس الامن الدولي نداء جديدا لجمع المزيد من المساهمات الدولية التي تخصصها الاممالمتحدة للتصدي للمجاعة التي أوقعت الآلاف من الضحايا في الصومال. وأعرب المجلس خلال جلسته الليلة الماضية عن "قلقه" حيال الرد الدولي على نداء جمع 4ر2 مليار دولار محذرا الحكومة الصومالية الانتقالية من أن "المساعدات في المستقبل ستكون مشروطة بقدرتها على تعزيز الأمن والخدمات خلال العام المقبل". و زار العديد من موظفى الإغاثة و مسؤولي المنظمات الانسانية الصومال و مناطق اخرى في القرن الإفريقي للوقوف على الوضع الكارثي وجذب انتباه العالم لهذه المآساة التي تعرض ملايين الاشخاص للموت جوعا وعطشا ومن جراء انتشار الأمراض والاوبئة. وامام الوضع الماسوي الذي يشهده الصومال و منطقة القرن الإفريقي على العموم اعربت العديد من الجهات و الدول عن التزامها بتقديم مساعدات عاجلة للتصدي لشبح المجاعة و الامراض. و في هذا الصدد أكد برنامج الغذاء العالمي وصول جزء كبير من المساعدات لإنسانية المتجهة إلى المتضررين من موجة الجفاف والمجاعة في الصومال إلى مستحقيها. وتعهدت منظمة التعاون الاسلامى بتقديم 350 مليون دولار للصومال خلال اجتماع طارىء عقدوه امس فى تركيا حيث اتفقت الدول الاعضاء 57 فى منظمة التعاون الاسلامى على طرق تسمح بزيادة جمع الاموال لصالح الدول التى ضربتها المجاعة فى القرن الافريقى وخصوصا الصومال. وأعلنت بريطانيا عن مساعدات قدرت بقيمة 41 مليون دولار وفقا لما أكده وزيرها للتنمية الدولية اندرو ميتشل بعد عودته من مقديشو و نيروبي مشيرا إلى أن المناطق الصومالية التى تشهد مجاعة "سيتدهور بسرعة فى حال عدم القيام بعمل عاجل" للمساعدة. وفي اطار المساعي الرامية إلى احتواء الوضع المتدهور في القرن الإفريقي تستضيف منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم بمقرها بالعاصمة الإيطالية روما اجتماعا للدول الأعضاء لدى المنظمة والشركاء فى المجالين الإنسانى والتنموى لتعزيز استجابة المجتمع الدولى إزاء الوضع الغذائى المتدهور فى منطقة القرن الإفريقى. ومن المقرر ان يبحث الاجتماع تطورات الوضع والاحتياجات والثغرات في الأزمة الراهنة وتحديد برامج ومشاريع وأي إجراءات ملموسة أخرى من قبل الحكومات بمنطقة القرن الإفريقي والشركاء في المجالين الإنساني والتنموي بما يسهم في معالجة المتطلبات الفورية والأسباب الجذرية للأزمة. ويأتي هذا الاجتماع بعد اجتماع وزاري طارىء نظم في روما في 25 من الشهر الماضي و الذي من شانه ان يمهد الطريق لمؤتمر الجهات المانحة الذي دعا إليه الاتحاد الإفريقي في أديس ابابا في 25 اوت الجاري. وفي هذا الاطار دعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي دول إفريقيا امس إلى إلى التبرع ب"سخاء" خلال مؤتمر المانحين لمكافحة المجاعة التي تجتاح القرن الإفريقي" مؤكدا الحاجة إلى المشاركة في جهود جمع الاموال" لنثبت لباقي العالم اننا ايضا قادرون على حل مشاكل إفريقيا من خلال حلول إفريقية". وكانت الاممالمتحدة قد قدرت بمليار دولار المبلغ المطلوب لتقديم المساعدة الانسانية الضرورية للصومال. وفاقمت سنوات من الصراع المسلح في الصومال الازمة وحالت دون وصول منظمات الاغاثة للمتضررين. وتوقعت الاممالمتحدة أن تمتد المجاعة إلى مناطق اخرى من الصومال حتى شهر ديسمبر القادم.