وهران - تعد معركة تحديث وهران في قلب تحديات التنمية المحلية التي تتجسد ميدانيا من خلال الورشات الكبرى والمشاريع الهيكيلية الهامة التي استفادت منها في إطار مختلف البرامج والمخططات الإنمائية والتي من وسعها أن تجعل منها حاضرة متوسطية مهمة. وستكون معالم وعناصر هذه المعركة التي يراد من خلالها وضع وهران على سكة التنمية المستدامة محورا للنقاش والدراسة والاقتراح في إطار اللقاء التشاوري حول التنمية الذي سيفتتح مساء اليوم الأحد بهذه الولاية والذي سيضم المسؤولين والمنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني لولايات معسكر ومستغانم وغليزان أيضا تحت إشراف المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي. وتراهن عاصمة الغرب وثاني ولاية بالبلاد والتي تزخر بعديد المؤهلات السوسيو-اقتصادية على تحقيق الكثير من أشواط التنمية ليس فقط محليا بل لتتبوأ موقعا استراتيجيا كإحدى أهم الحواضر البارزة في حوض البحر الأبيض المتوسط. ففي مجال السكن الذي حظي بالاهتمام البالغ على صعيد برامج التنمية التي تجسدها الدولة منذ أكثر من عشر سنوات تحاول وهران جاهدة تدعيم حظيرتها وتلبية متطلبات المواطنين من جهة وتصحيح الوجه العمراني والحضري الذي شوه في عدد من ضواحيها بفعل البناء العشوائي والنزوح المفرط. ولهذا الغرض وبالموازاة مع احتضان ورشات عديدة حاليا لمشاريع انجاز أزيد من 39 ألف وحدة سكنية اجتماعية جديدة والاستعداد لانجاز أكثر من 6 ألاف مسكن ترقوي مدعم تعكف مختلف الهيئات المعنية على تجسيد برامج متنوعة للتحسين والتهيئة الحضرية من خلال عمليات ترميم العمارات القديمة تأخذ بعين الاعتبار صبغتها الجمالية وفنياتها المعمارية الأصيلة. ولنفس الهدف أيضا ونتيجة لعمليات التطهير العقاري بالولاية تقترح وهران حوالي 100 هكتار في مواقع "إستراتيجية" محيطة لمجمعها الحضري الكبير لانجاز سكنات ترقوية فاخرة من شأنها إحداث الجمالية العمرانية المرجوة لهذه الحاضرة. كما تسير وهران بخطى متسارعة بهدف ترقية حركيتها الاقتصادية وتطوير نسيجها الصناعي حيث تستعد في هذا الجانب لانجاز منطقة صناعية جديدة بجنوب الولاية خصص لها 450 هكتارا بضواحي مدينة وادي تليلات غير بعيد عن الطريق السيار شرق-غرب. وبالإضافة إلى هذا المشروع الاستراتيجي رصدت الدولة غلافا ماليا يناهز 3 مليار دج لتهيئة وتأهيل 18 منطقة نشاطات بهذه الولاية التي تشهد كذلك انجاز مشاريع اقتصادية ضخمة في مجالات البتروكيمياء والمعادن والصناعات الغذائية ناهيك عن تحديث وعصرنة الميناء. ولتنمية الصناعة والفلاحة وتلبية حاجيات المواطنين بصفة أولوية من المياه الصالحة للشرب تم مضاعفة الموارد المائية والمنشآت التي تسمح بالرفع من طاقات وقدرات التزويد اذ سترتفع طاقة إنتاج هذه المادة الحيوية بفضل رواق مستغانم-أرزيو-وهران "ماو" ومحطة تحلية مياه البحر بمرسى الحجاج زيادة على الموارد التقليدية خلال سنة 2012 إلى قرابة 600 ألف متر مكعب يوميا أمام حاجيات قصوى لا يتعدى معدلها 350 ألف متر مكعب. كما يرافق قطاع الأشغال العمومية هذه الحركية ببرمجة مشاريع هيكلية حيث يرتقب قريبا انجاز محاور طرقية أغلبها موجه لإنعاش النشاط التجاري وحركية الاقتصاد من خلال استحداث طرقات اجتنابية بهدف تسهيل مرور البضائع ما بين الميناء ومناطق النشاطات الصناعية وكذا الطريق السيار شرق-غرب. ولتدعيم ومسايرة تطور الاستثمار السياحي يجري تجسيد طرقات جديدة مؤدية إلى الطنف الوهراني الذي يزخر بالكثير من الشواطئ والمركبات السياحية التي تستقطب الملايين من المصطافين والسياح خلال موسم الصيف. وقد رفع تحدي التنمية السياحية بولاية وهران التي تتطلع الى ترقية منتوجها في هذا المجال حيث اعتمدت مؤخرا مشروع انجاز مركب من طراز خمس نجوم يقدم خدمات في مجال المعالجة بمياه البحر أضف إلى ذلك العشرات من المركبات والفنادق التي ينجز معظمها على مقربة من الساحل الوهراني. وبالإضافة إلى عصرنة وتطوير منشآت الصحة والخدمات والرفع من قدرات الاستقبال في قطاعي التربية والتعليم العالي وإيواء الطلبة تشهد ولاية وهران نقلة في مجال تكنولوجيات الإعلام والإتصال وتطوير استخدامات الرقمنة لتصاحب جميع مجالات التنمية.