الجزائر - يعقد ملتقى دولي حول الشيخ الصوفي الحاج محمد بن يلس من 26 إلى 30 نوفمبر بتلمسان للتعريف بالجانبين الروحي و الوطني الذين يميزان هذه الشخصية التاريخية حسب ما علم اليوم الأحد لدى المنظمين. و سيعرف الملتقى الذي يندرج ضمن فعاليات تظاهرة "تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية 2011" مشاركة باحثين أكادميين وأساتذة جامعيين من الجزائرو كذا من سوريا والمغرب وبلجيكا وفرنسا وبريطانيا. و أوضح المنسق العلمي للملتقى الباحث في علوم الإنسان والاختصاصي في الدراسات الصوفية الدكتور زعيم خنشلاوي ل (وأج) أن هذا اللقاء العلمي سيخصص لشخصية وطنية "طبعت بهيبتها ومآثرها تلمسان و جميع أنحاء الوطن وحتى المشرق والمغرب". و فيما يخص حياة و سيرة الشيخ بن يلس الذي ولد سنة 1847 بتلمسان قال المتحدث أن الشيخ يعتبر من أكبر وجوه التصوف الجزائري في بداية القرن العشرين ومن الرعيل الأول "للمجاهدين" مذكرا بأنه انتسب للطريقة الدرقاوية على يد شيخه محمد الهبري ثم أكمل تسليكه على يد الشيخ محمد بن الحبيب البوزيدي. و أضاف الدكتور خنشلاوي أن الشيخ أنشأ زاوية بتلمسان تعدت مهامها الروحية لتتحول إلى قاعدة للحركة الوطنية ترعرع بين أحضانها المنظرين الأوائل للحركة الوطنية الجزائرية على غرار مصالي الحاج وغيره من مناضلي حزب الشعب وحركة الانتصار للحريات الديمقراطية. و أشار الباحث أن الشيخ تألق بفضل فتواه التاريخية التي أصدرها سنة 1911 عقب قيام فرنسا بالتجنيد الإجباري للشباب الجزائري حيث حث الجزائريين على الانتفاضة قبل أن يرحل في 14 سبتمبر 1911 مرفوقا بأقاربه ومريديه من تلمسان باتجاه دمشق عبر طنجة مرسيلية وبيروت أين أقام أولا بجامع عز الدين قبل أن ينزل ضيفا على الشيخ محمود أبو الشامات. و عن مدى تأثيرهذه الشخصية الصوفية في المشرق أوضح الدكتورخنشلاوي أنه عقب احتلال بلاد الشام من قبل فرنسا عاد الشيخ بن يلس لحمل مشعل المقاومة حاثا السوريين على رفض الانتداب الفرنسي قبل أن يلقى عليه القبض ويسجن من طرف سلطات الاحتلال . توفي الشيخ في 26 ديسمبر1927 و دفن بمقبرة الباب الصغير بدمشق قرب ضريح الصحابي الجليل بلال بن رباح الحبشي مؤذن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.