دمشق - كان الهدوء الحذر يلف مدينة حمص السورية وسط حركة قليلة للمارة والسيارات بينما كانت معظم ابواب المحلات مغلقة رغم ان الوقت قارب منتصف النهار عندما وصل وفد اعلامي اجنبي الى هذه المدينة التي تبعد عن العاصمة دمشق بنحو 180 كلم الى الشمال وتعتبر من المناطق التي تشهد عمليات عنف تخلف يوميا ضحايا . ويرجع محافظ حمص غسان عبد العال خلال لقائه بالإعلاميين الذين جاءوا من الجزائر واليابان وايطاليا والنمسا وتركيا والمانيا حالة الخوف والتوتر التي يعكسها مظهر المدينة شبه الميتة الى"جماعات مسلحة" قال انها تقوم باعمال القتل ضد المدنيين واغتيال عناصر قوى الامن والعسكر وتخريب الممتلكات وترهيب السكان. وذكر ان المدينة استيقضت يوم الاربعاء على وقع اغتيال تاجر وابنه وخمسة من الزبناء والمارة من طرف هذه الجماعات الذين قال ان "ليس لديهم مطالب واضحة" ورفض تسميتها ب"المعارضة المسلحة". ويسقط يوميا قتلى في المواجهات او نتيجة عمليات قنص في "حمص" ويصل عدد الضحايا في هذه المحافظة الى 918 قتيلا منذ بادية الازمة في مارس من العام الماضي من بينهم 503 مدني- حسب المحافظ "عبد العال"- في حين طالت عمليات التخريب العديد من المنشآت العامة والخاصة منها خطوط السكك الحديد ية وخطوط نقل النفط والغاز ومؤسسات تعليمية وثقافية. وتبدو السيطرة على الوضع الامني في ربوع حمص اكبر محافظات سوريا والتى تتعدى مساحتها اربع مرات مساحة لبنان وتمتد من حدود لبنان الى الحدود العراقية صعبا حسب توضيح مسؤول المحافظة غير انه اشار الى عدم وجود مناطق خارج سيطرة السلطة الى الان . وفي هذه الزيارة التي كانت مقيدة ببرنامج محدد كان للصحافيين لقاءا خاطفا مع بعض المارة عند باب المحافظة حيث تحفظ البعض عن الحديث عن الوضع وعبروا عن مخاوفهم من "الانتقام" غير ان بعضهم ذكر ان وسط المدينة امن على خلاف الضواحي كما اشتكوا من الوضع الاجتماعي المزري لغالبية السكان في ظل تواصل اعمال العنف بالمحافظة. وبدت احياء وسط المدينة حمص نحو مستشفى المدينة (الوطني) على بعد عشرات الامتار فقط من مقر المحافظة هادئة ولم تكن هناك مظاهر مسلحة بادية للعيان غير ان الحواجز العسكرية كانت تنتصب وراء السواتر الترابية على مداخل حمص واطرافها بشكل كثيف. ولم تظهر بالاحياء اثار تخريب او حرق للمحلات على طول الشارع الرئيسي وغير بعيد من المستشفى المدني بحي "ارابيس " وهو حي جانبي لا يبعد سوى امتار عن المحافظة كانت اثار لما يبدو مظاهرة قد تكون نظمت ليلة الاربعاء او صباح الخميس . وكانت النفايات المنزلية وسط الطريق ومخلفات حرائق وزجاج سيارات وحرق للافتات الاعلانية وكتابات لشعارات مناهضة للنظام ظاهرة على طول الطريق . وانتقل الاعلاميون الى المستشفى المدني بالمدينة وكذا المستشفى العسكري . كما نقلوا الى مجمع " صحاري "بحي عكرمة الراقي الذي لا يبعد كثيرا عن وسط حمص لحضور تجمع اقامة نحو 100 شخص من الموالاة وهم من عائلات الضحايا.