الجزائر - دعا الرئيس الصحراوي والأمين العام لجبهة البوليساريو محمد عبد العزيز المغرب إلى الإسراع بتسوية نزاع الصحراء الغربية على أساس القانون والشرعية الدولية لبناء المغرب العربي في ظل التكتلات الجهوية والقارية. و طالب الرئيس الصحراوي في رسالة بعث بها إلى الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الذي من المقرر ان يجري جولة عبر بلدان المغرب العربي بإقناع المغرب بالالتزام بالخيار الديمقراطي والقانوني ل"تسوية النزاع والسماح للشعب الصحراوي باختيار مستقبله بكل حرية من خلال استفتاء تقرير المصير وذلك بصفته أول رئيس ديمقراطي لتونس الحرة بعد انتصار الثورة". وبخصوص تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي يعتبر "تطلعا لمستقبل مشترك للشعب الصحراوي والمغربي" تساءل ممثل جبهة البوليزاريو عن سبب رفض المغرب اليوم الاستفتاء بعدما قطع على نفسه "التزاما وتعهدا قاطعا بتنظيمه وبقبول نتائجه" ويأتي ذلك أيضا بعد إنجاز بعثة الأممالمتحدة ثلاثة أرباع من العمل المطلوب تنظيمه. واستندت الرسالة في ذلك الى الخطاب التاريخي للمرحوم الملك الحسن الثاني أمام اللجمعية العامة للأمم المتحدة سبتمبر 1983 والذي أكد من خلاله أن "المغرب يشهدكم انه يريد الاستفتاء ومستعد لتنظيمه وجاهز لوضع التسهيلات أمام انتشار المراقبين الدوليين ووقف إطلاق النار من اجل حصول استشارة شعبية عادلة ونزيهة وبتحمل المغرب نتائجه" وكذلك اعترافه أيضا خلال قمة الوحدة الأفريقية المنعقدة بنيروبي سنة 1981. وبالموازاة مع رفض المغرب مبدأ استفتاء تقرير المصير وتوسيع من مهام بعثة الأممالمتحدة لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الإقليم دعا الرئيس محمد عبد العزيز نظيره التونسي بصفته مناضلا وثوريا ل"منع المغرب" من ارتكاب خطأ ثان في تقدير الأمور واستصغار قدرة الشعب الصحراوي على "النفخ" تحت جمر المقاومة الشعبية من الانبعاث تحت رماد الاحتلال والتعتيم والمغالطات التي لم تعد مجدية وذلك على خلفية أحداث مخيم "اكديم ايزيك "بمدينة العيون التي تعتبر بمثابة "سيدي بوزيد" و ماتلاها من مواجهات في مدن صحراوية أخرى. و تطرقت الرسالة التي نشرت جريدة الخبر نسخة منها إلى "الفضائح والانتهاكات الجسيمة" لحقوق الإنسان التي يعتمدها الاحتلال المغربي في حق المدنيين الصحراويين العزل في الجزء المحتل من الصحراء المغربية وذلك منذ منتصف السبعينيات و هذا بشهادات تقارير حقوقية دولية منها منظمة العفو الدولية "هيومان رايتس ووتش" و "الخط الأمامي " و "المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب" و "مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان" و بشهادات الناجين الصحراويين من مخابىء الاعتقال السري. و قال الرئيس الصحراوي: "ليس ثمة من قوة في العالم تستطيع إسكات إرادة الشعب الصحراوي في التحرر وممارسة حقه الطبيعي غير القابل للتصرف في تقرير المصير من خلال استفتاء حر ديمقراطي حسب ما ينص عليه ميثاق و لوائح الأممالمتحدة مذكر بالحروب الضروسه التي خاضتها جبهة البوليزاريو منذ أن وطأت قدم الاحتلال الأسباني على الاراض الصحراوية". وفي هذا المضمار ذكرت الرسالة بغمار الكفاح المسلح ضد حاميات الجيش الأسباني في ستينات وسبعينات من القرن الماضي حتى إجبار مدريد من خلال الرسالة التي وجهها وزير خارجية أسبانيا إلى الأممالمتحدة سنة 1974 على الرضوخ لارادة المجتمع الدولي وقبول تنظيم استفتاء والمعارك الأخرى القانونية التي خاضها الصحراويون كذلك ضد المغرب وبعض دول الجوار على المستوى الدولي الذي حدد طبيعة النزاع في الصحراء الغربية من حيث كونه نزاع تصفية استعمار وذلك طبقا لمقتضى لائحة 1514 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وبعد أن هنأ الرئيس الصحراوي نظيره التونسي بانتصار "ثورة "الياسمين" التونسية باعتبارها "ملحمة إنسانية راقية" والتي تعتبر ذخرا كبيرا لكفاح الشعب الصحراوي من اجل حقه في تقرير مصيره طبقا للوائح الأممية تطرق إلى حالة الجمود التي تمر بها مساعي الأممالمتحدة لتسوية النزاع في الصحراء الغربية والتي كان يراهن عليها لحقن الدماء وإنهاء معانات الشعبين الشقيقين الصحراوي والمغربي. و يبقى النزاع الصحراوي مفتوحا على جميع الاحتمالات. "احتمالات لا تبشر بالخير إطلاقا" حسب الرسالة التي تشير إلى "الاحتقان والتهييج والعسكرة والقمع الوحشي" الممارس بشكل يومي من طرف السلطات المغربية بحق المدنيين الصحراويين في المدن المحتلة من الصحراء الغربية التي تعيش انتفاضة شعبية منذ ماي 2005 مطالبة بيوم واحد للتعبير عن نفسها في تقرير مصيرها بكل حرية.