تألق جوق الأوركسترا الفيلارموني الأوراسي لباتنة (الذي يعد الثاني من نوعه على المستوى الوطني بعد أوركسترا الجزائر العاصمة) مساء أمس الاثنين على ركح المسرح الجهوي بعاصمة الأوراس في سهرة مميزة أهداها أعضاء هذه الجمعية الموسيقية للجزائر وهي تتأهب لإحياء الذكرى الخمسين لعيد استقلالها. و أمام جمهور ذواق للموسيقى الكلاسيكية لم يبخل أعضاء الجوق ال 37 بقيادة المايسترو حنفي ملياني بتقديم أجمل المقاطع و الأغاني و الأناشيد الوطنية التي حفظتها الذاكرة الجماعية و لم ينسها الشباب من جيل الاستقلال لتضفي على المناسبة لمسة ثورية حماسية لاسيما و أن موسيقيي الجوق تركوا بصمتهم فيها. فكانت الإلياذة الموسيقية التي أطل بها الأستاذ ملياني حنفي رئيس جمعية الأوركسترا الفيلارموني الأوراسي لباتنة و أستاذ بالمعهد الجهوي للتكوين الموسيقي (بباتنة) على عشاق الموسيقى الراقية فأبدع في مرافقة فرسان الكلمة (الشعراء محمد أونيس و شعبان وعبد السلام نجيب) الذين قدموا قصائد تغنت بحب الوطن و التضحيات الجسام المقدمة من أجل تحرير الجزائر ليصفق الجمهور مطولا للكلمة المعبرة و اللحن المميز النابع من القلب و المقدم للقلب. وأكد الأستاذ ملياني في تصريح خص به وأج بأن فكرة الإلياذة الموسيقية حلم راوده منذ تأسيسه لجمعية الأوركسترا الفيلارموني الأوراسي منذ 13 سنة وكان من الأجدر تجسيدها و الجزائر تحتفل بخمسينية استقلالها فجاء التأليف الموسيقي المرافق للمقاطع الشعرية التي ألفت خصيصا من أجل الجزائر يضيف المتحدث مستمدا من عمق الذاكرة دون إغفال الطابع التراثي المميز لمنطقة الأوراس الذي ترجمت القصبة و البندير (التي تعمدت إطلالتها في المقاطع الموسيقية من حين لآخر) أسمى معانيه. فهذه الأوركسترا يقول الأستاذ ملياني "تسعى رغم انعدام الإمكانات المادية إلى إحياء التراث المحلي و الوطني و الرفع من مستوى الفن و الذوق الفني من خلال إحياء التراث الأصيل و هي التجربة التي انطلقنا فيها منذ سنوات بغية كتابة التراث المحلي الشاوي لاسيما الغنائي موسيقيا و وفقنا في تجسيد الكثير منها إلى حد الآن". ولم يخف المايسترو وموسيقيو الجوق سعادتهم الكبيرة أمام تصفيقات الحاضرين الذين أكدوا مرة أخرى بأن الموسيقى الكلاسيكية كفن راق لها روادها وعشاقها بباتنة و في الجزائر قاطبة. فالأوركسترا الفيلارموني الأوراسي لباتنة يقول الأستاذ ملياني تسير بخطى ثابتة و هي التي شاركت في تظاهرات دولية عديدة ( لاسيما بفرنسا) و أخرى وطنية كان آخرها إحياء السهرة الافتتاحية لمهرجان الفيلم الأمازيغي بأزفون بولاية تيزي وزو و حضرها جمهور غفير.